ترامب يبدأ جولته الأوروبية بخطاب مهم.. وألمانيا تخشى أن يبدأ حرباً تجارية مع القارة العجوز
    

بدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب جولة أوروبية مهمة، يواجه خلالها اجتماعاً صعباً لمجموعة العشرين، وعداء من حلفاء بلاده التقليديين، ويستهلُّها بخطاب يلقيه الخميس 6 يوليو/تموز 2017، أمام آلاف الاشخاص في ساحة بوارسو يعرض فيه رؤيته للعلاقات مع أوروبا.

 

ترقب أوروبي

 

وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل قال الخميس، 6 يوليو/تموز 2017، قبيل قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ، إن بلاده قلقة من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يبدأ حرباً تجارية مع أوروبا.

وقال جابرييل لإذاعة دويتشلاند فونك "هناك أمور تبعث على القلق الكبير من أن تبدأ الولايات المتحدة حرباً تجارية مع أوروبا"، دون أن يذكر المزيد من التفاصيل.

وأضاف أن برلين ستواصل عبر الحوار السعي إلى وضع يكون بمقدور ألمانيا والولايات المتحدة فيه العمل معاً.

وأشار جابرييل، الذي عاد لتوه من رحلة في منطقة الخليج استغرقت عدة أيام، إلى أنه لا خطر حالياً بحدوث تصعيد عسكري في الأزمة القطرية، وأن هناك تقدماً في هذا الصدد.

وهبطت طائرة الرئاسة "إيرفورس وان" في وارسو في وقت متأخر ليل الأربعاء، ليبدأ الرئيس جولته الخارجية الثانية بعد تلك التي قام بها، في مايو/أيار، كشفت عن انعدام كبير في الثقة بين الجانبين.

 

رحلة ترامب

 

وتبدأ الجولة التي ستستمر أربعة أيام في وارسو، حيث سيلقي ترامب خطاباً تعتبره أوساطه المحطّة الأبرز في زيارته إلى بولندا، قبل أن يتوجه إلى هامبورغ بشمالي ألمانيا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، وهي الأولى التي يحضرها، وستناقش خلالها عدة قضايا شائكة، بينها الخلاف بين أميركا وأوروبا والعلاقات التي تتزايد صعوبة مع الصين.

وترافق ترامب زوجته ميلانيا، وكذلك ابنته إيفانكا، إلى جانب زوجها جاريد كوشنر.

ويخيِّم على الجولة التجربة التي أجرتها كوريا الشمالية على صاروخ عابر للقارات، يمكن تزويده برأس نووي، وقادر على الوصول إلى ألاسكا.

وكان ترامب تعهَّد سابقاً بأنه لن يسمح لكوريا الشمالية بامتلاك مثل هذا الصاروخ، وسينتظر حلفاء ترامب وخصومه على حد سواء ليروا ما إذا كان تهديده سيتحول إلى أفعال أم لا.

وبعد أن دعا الصين مراراً إلى تشديد ضغوطها على حليفتها بيونغ يانغ، سيعقد ترامب لقاء ينتظر أن يكون صعباً مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في هامبورغ، لتحديد الخطوات المقبلة.

والأربعاء كتب ترامب في تغريدة، أن "التجارة بين الصين وكوريا الشمالية ازدادت بمعدل يصل إلى 40% في الفصل الأول من العام. ذلك يدل على أن الصين لا تعمل معنا، ولكن كان علينا أن نجرب".

 

"أخبار زائفة"

 

الجمعة سيلتقي ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات يرتقبها الكثيرون، ومن بينهم الأميركيون، بسبب أهميتها على السياسة الداخلية.

ويخضع العديد من المساعدين المقربين من ترامب للتحقيق، للاشتباه بعلاقاتهم مع موسكو، التي تقول أجهزة الاستخبارات الأميركية إنها حاولت ترجيح انتخابات الرئاسة التي جرت العام الماضي لصالح ترامب.

ولا تزال إدارته تعاني من هذه الفضيحة، حيث أجبر عدد من موظفي البيت الأبيض على تعيين محامين للدفاع عنهم في مواجهة مزاعم جديدة.

وحتى الآن يتردد ترامب في الاعتراف بالتدخل الروسي في الانتخابات، أو انتقاد الرئيس الروسي، ووصف الادعاءات ضد مساعديه بأنها "أخبار زائفة".

وحتى مجرد صور بوتين وترامب يتصافحان أو يلتقيان وجهاً لوجه تُشكِّل خطراً سياسياً على الرئيس الأميركي، ومن المرجح أن يستخدمها أعداؤه في الولايات المتحدة ضده.

 

"رحلة كارثية إلى بروكسل"

 

يتوقع أن يغتنم ترامب فرصة الخطاب الذي سيلقيه الخميس، لاستعراض قوته على الصعيد العالمي، والرد على الانتقادات بأنه عرَّض بلاده للسخرية بعد قمة مجموعة السبع، التي شهدت أول زياراته الخارجية، في مايو/أيار.

وفي بولندا سيعتلي ترامب المنصة في ساحة كراسينسكي التاريخية في وارسو، حيث يتوقع المنظمون تجمع الآلاف وربما عشرات الآلاف، سيصل العديد منهم في حافلات خصَّصها الحزب الحاكم في بولندا لنقلهم مجاناً إلى الساحة.

وصرَّح ستانيسلو بيتا، عضو البرلمان عن حزب "القانون والعدالة" لوكالة فرانس برس: "من المهم أن يشعر الرئيس الأميركي بالراحة خلال زيارته إلى بولندا".

وقال بيوتر بوراس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إنه "بعد زيارته (ترامب) الكارثية إلى بروكسل وتاورمينا، فإنه إذا حصل على صور وديّه مع الزعماء الأوروبيين، ولقي ترحيباً من حشود في كلمته العلنية، فإن ذلك سيساعده على إصلاح صورته في وطنه".

وصرَّح مستشار الأمن القومي إتش. آر. ماكماستر أن ترامب وفي كلمته في ساحة كراسينسكي، التي شهدت انطلاق انتفاضة وارسو ضد الاحتلال النازي، "سيعرض رؤيته ليس فقط بالنسبة لعلاقة أميركا المستقبلية مع أوروبا، ولكن كذلك تحالفنا المستقبلي بين جانبي الأطلسي، وما يعنيه لأمن وازدهار أميركا".

ورغم أن وارسو ربما تكون المحطة الأقل تعقيداً في جولة ترامب، إلا أنها لا تخلو من الصعوبات؛ نظراً لأن البولنديين يترقبون لرؤية ما إذا كان بإمكانهم الاعتماد على التزامه المتردد تجاه أمن أوروبا.

وتعتبر بولندا والعديد من الدول الأخرى في شرق ووسط أوروبا، حلف شمال الأطلسي واتفاقه المتبادل للدفاع المشترك كرادع لروسيا، وضمانة لاستقلال هذه الدول.

وكان ترامب قال إنه لا يزال يؤيد مبدأ الحلف للدفاع المشترك عن الجميع، إلا أنه انتقد حلفاءه الأوروبيين بسبب عدم إنفاقهم أموالاً كافية للدفاع عن أنفسهم.

وفي العلن يقول المسؤولون الأوروبيون إن الشراكة المستمرة منذ عقود بين جانبي الأطلسي مهمة ومُصانة.

إلا أنهم يخشون فيما بينهم ما إذا كان الحلف سيبقى قائماً لمدة الأربع أو الثماني سنوات التي سيتولَّى فيها ترامب الرئاسة.

محرر الموقع : 2017 - 07 - 06