إنفصـــــال كردستــــان.. غيـــــاب الموقـــــف العربــــي .. إستفتــــاء طباشـــيري تمحـــوه اسفنجــــة الواقـــع
    

 

كتب رئيس التحرير لجريدة كل الاخبار ، مقالا،سياسيا ، جاء فيه ،بينما الساسة الكرد، في حراك لاغب نحو الانفصال..إستفتاءً طباشيريا تمحوه إسفنجة الواقع، لكنه يأخذ قوته من تهافت الموقف العربي، بغياب وحدة التصدي للحراك الكردستاني، المباغت للخطط الستراتيجية التالية على إنتصارنا بهزيمة الارهاب الداعشي الموتور.

غياب الموقف العربي الموحد، الذي يحد من إندفاع رئيس اقليم كردستان.. مسعود البرزاني، نحو الانفصال، ويعقلن الحق الكردي المكفول دستوريا وانسانيا، ويفتت العقدة التاريخية المتوارثة منذ عمق انهيار الدولة العثمانية، التي شفعت باحتلال بريطانيا لجنوبي ووسط العراق، وظل الشمال عالقا في المحاولات الانفصالية التي وأدتها تركيا وايران وسوريا بمعونة بريطانيّة صريحة، خلال المدة ما بين نهاية القرن 19 ومطلع القرن الـ 20.
تلك “عطابة مورثة” تستعر جمرا، ولم تطفأ لا سلبا ولا إيجابا.. الملا مصطفى البرزاني، ورث نوايا غير مبلورة سبقه اليها ابطال قوميون من الكرد.. كثيرون، لكن حسنته.. رحمه الله، أن تلك المحاولات المبعثرة، التي كلما انتفضت قمعتها بريطانيا،أحالها الملا الى ثورة منظمة بالمعنى الدقيق للوعي بالكفاح المسلح، وحسنة مسعود البرزاني، أنه وضع أسس الدولة، بدءا من أنفصال الشمال، منذ العام 1991 عن عراق الطاغية المقبور صدام حسين، مرورا بكتابة دستور 2005، من وجهة نظر كردية بحت،…
تلك حقيقة تاريخية، لا مناص من الاعتراف بها، البرزاني الاب، ارسى دعائم الكفاح الكردي الثوري المسلح نحو نيل الحقوق الكردية، والبرزاني الابن جذر دعائم الدولة الكردية، لكن…
هذه المنجزات التي سقتها الدماء الكردية الطاهرة، بدءا من محمود الحفيد، نزولا لكل الابطال القوميين الكرد، الذين شقوا صخور الجبال بإرادة أقوى من الجلمود، سيبددها مسعود البرزاني بالتوقيت الذي يسيء للحضارة العراقية الناهضة من هزيمة “داعش” فدعوى الانفصال، التي أبقاها قنبلة موقوتة، تشتت جهود الاعمار، ستنسف كل ما تحقق بين يديه من نتائج الكفاح المسلح التي قاتل رجال والده في سبيلها.
التوقيت.. الجملة نفسها عندما تقال في لحظة ما تعطي معنى يتسبب باثر غير ما تعطيه عندما تقال في توقيت آخر، فالتزامن الميادني بين الفعل والنتائج المتوخاة مهم يا… رئيس كردستان الكبرى (!؟) التي لا اريد ان اقول “أضغاث أحلام” لكنها في هذا التوقيت، كابوس يقض هدءة نوم العراقيين، لحظة إغفاءة المحارب، الذي هده تهب مقاتلة “داعش” وإلحاق الهزيمة، نريد التوجه لبناء العراق وفق منظومة حضارة الروح الوثابة، التي تشارك بإرساء دعائمها ألوان الطيف العراقي كافة، وتتمتع برفاه عطائها مكوناته كافة.
فلا تؤرقوا في الامر!!!
من جانبها حكومة المركز لم تبادر الى عزل الموقف العام الشعبي.. الكردي، عن الأبراج العاجية للساسة الكرد، بالتعبئة الوطنية، انما بددت ملايين الدولارات من دون إصدار جريدة ولا بث اذاعة تنطقان بلسان الدولة المركزية، باللغة الكردية؛ للتعبئة الوطنية، والتصدي للتأليب الفئوي الذي مارسه الساسة الكرد، على شعبهم، وأشعروهم بالعزلة عن الوطن الام.. مطلوب دور تعبوي من الحكومة المركزية للكرد، مادامت الامور بلغت حد الانفصال، قبل ان تجني على أهلها براقش.

 

محرر الموقع : 2017 - 09 - 17