وقائع الاحتفال بمناسبة إنتهاء العام الدراسي الحالي لمدرسة الكوثر التابعة لمؤسسة الكوثر الثقافية في هولندا (مصوّر)
    

لجنة الإعلام /مؤسسة الكوثر الثقافية /لاهاي /هولندا : بمناسبة إنتهاء العام الدراسي لسنة 2014/2015 ميلادية ، أقامت مـدرسة الكوثر التابعة لمؤسسة الكوثر الثقافية في مدينة لاهاي الهولندية ، ظهر يوم الأحد المصادف 14/06/2015 ، إحتفالا ، حضره أولياء أمور التلاميذ وعدد كبير من التلاميذ في مدرسة الكوثر ، وعدد من الضيوف مع أبنائهم ، تضمن فقرات عديدة ومتنوعة .

 


1- قراة آيات من القرآن الكريم ، شارك في قرائتها كل من التلميذ (مصطفى عبود ومريم اياد ) .
2- كلمة المدرسة ، ألقاها الحاج أبا مصطفى البهبهاني .
3- توزيع جـزء من الهدايا لأولياء الامـور .
4- نبـذة عن التقرير المالي وبعض الملاحظات ( رئيس لجنة التعليم في المؤسسة الاستاذ نوفل إبراهيم )
5- توزيع الجزء الثاني من الهدايا للهيئة التدريسية من قبل ( مدير المدرسة الاستاذ رعد أبو الحب ) .
6- فقــرة أسئلة وأجوبة ، شارك فيها (الأستاذ حيدر طالب الناصري ) .
7- توزيع الهدايا على التلاميذ لجميع المراحل الدراسية وكذلك المتفوقين .
8- الفقرة الاخيرة ، تقديم الماكولات والمشروبات لجميع الحاضرين .

وكانت عرافة الحفل من قبل الأخ رعد ابو الحب ، حيث رحب بالحاضرين وقدّم التهاني لجميع الطلاب في المدرسة ، وبالخصوص للمتوفقين منها ، ودعا جميع التلاميذ ، لبذل المزيد من المثابرة والجـد ، لينالوا درجات عالية في السنة المقبلة ، كما شارك في توزيع الهدايا كل من أمام وخطيب المؤسسة السيد علي السعبري ورئيس الهيئة الادارية الحاج علي الاسدي ، وعدد من أولياء أمور التلاميذ .
وفي كلمة مدرسة الكوثر التابعة للمؤسسة ، تطرق الحاج البهبهاني ، الى عدة محاور تربوية وتعليمة ، والفرق بين طرق التعليم والتربية في الزمن الماضي والوقت الحاضر ، واليكم نـص الكلمة التي ألقيت في الاحتفال :-

 


بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ) - سورة آل عمران: الآية 18)
وفي : "إنّ المعلِّم إذا قال للصبيّ: "بسم الله" كتب الله له وللصبيّ ولوالديه براءة من النار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يُعد العلم من أكثر المجالات ذكراً في القرآن الكريم. فقد ورد لفظه ومشتقاته (عَليم، علمتم، عالم، علماء، نعلم ... إلخ) ثمانمائة وستاً وخمسين مرة. وكذلك التقوى ومشتقاتها، فقد وردت في القرآن الكريم مائتين وخمساً وأربعين مرة في أشكالها المختلفة: اتقى، تتقوا، تتقون، المتقين، .. إلخ
فقد فرض الإسلام التطور على أهله فرضاً، حين حثهم على الأخذ بأسباب العلم، وتوجيه العناية إليه توجيهاً خاصاً، لأن الشخصية الإنسانية لا يقوّمها ولا يرقيها شيء غير العلم المجلل بالتقوى. قال تعالى في الحض على العلم ]قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبَاَبْ[ (سورة الزمر: الآية 9)
)، فحصرَ التذكر في أولي الألباب، ولا مُقوِّم للألباب غير العلم. إلاّ أن العلم وتَعَلُمَه، يرتبط في الإسلام ارتباطاً له غاية بالله سبحانه وتعالى، أي بالمنهج الذي ارتضاه الخالق لخلقه. فالمؤمن يتعلم العلم ويعمل به، على مقتضى ما شرعه الله، متوخياً الامتثال لما أمر به الله، والاجتناب لما نهى عنه، وتلك هي التقوى. قال تعالى: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[ (سورة فاطر:
ومن هنا جاءت اهمية شخصية المعلم والمربي ومدى ارتباطها بالايمان والدين فعندما يكون المعلم مسلما مثقفا ملتزما وذو شخصية سمحاء ومنفتحة بعيدة عن التزمت والتعصب الاعمى ستكون محببة للمتعلم كبيرا كان او صغيرا . ويستطيع المعلم ان يكوًن علاقة صداقة واحترام وحب مع تلاميذه بل سيكون قدوة لهم لمحبتهم له ولشخصيته .
ومن هنا نعرف مدى التاثير الحاصل بين اولادنا ومعلميهم في المدارس الهولندية وتكون قوة التاثير بقوة العلاقة الحميمة والصديقة والمتواضعة بين المعلم والتلميذ . بعكس ما كنا نعانيه نحن ايام دراستنا من قسوة وعلاقة شبه عسكرية بين المعلم والتلميذ وكان البعض او الاكثر يعتبر المدرسة سجنا او معتقلا رهيبا يكره الدخول اليه ؟؟
لقد تغير الزمان والمكان وكذلك يجب ان تتغير طرق التربية وطرق الثواب والعقاب والمعاملة بيننا وبين اولادنا .
لا تقسروا اولادكم على ادابكم فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم) )قال امير المؤمنين –ع -
والاداب غير الاخلاق فالاداب هي افعال يلتزم بها في ضمن مجموعة من البشر بينما الاخلاق هي صفات نفسية يتحلى بها الانسان, والاخلاق الحسنة لا تتغير من جيل الى جيل فالجود والكرم والصدق والامانة .. صفات حميدة في هذا الزمن وفي الزمن السابق والزمن اللاحق بخلاف الاداب فربما يتوافق جماعة من البشر في زمن ما على زيارة شخص بلا موعد بينما تتغير هذه العادة في زمن لاحق فلا تكون الزيارة الا بموعد .
اولادنا نعمة من الله تعالى علينا وهم ذخرنا في دنيانا واخرتنا وهم امتدادنا عبر الزمن وسلوكهم مرهون بمعاملتنا لهم ومدى تاثير هذه المعاملة والتربية في نفوسهم ومدى قبولهم لهذه المعاملة ؟؟وهذا كله يتحدد بطرق هذه المعاملة وتكون مؤثرة حقا وصراحة اقول بمدى اطلاعنا على تراثنا التربوي والمنهج الصحيح لطرق التربية عبر سبر غور قراننا الكريم وحياة نبينا محمد – ص – واهل بيته وائمتنا الاطهار –ص – ولا خوف من الاطلاع على تجارب الاخرين و النظريات الحديثة في التربية والتي لاتتعارض مع معتقداتنا وديننا وبيئتنا المسلمة ومثال ذلك نجد هنا بعض طرق العقوبة مقبولة مثلا منع جزء من المصروف او الحرمان من اللعب لبعض الوقت او غير ذلك من طرق لا تجد للقسوة فيها مكان . بينما سابقا وربما للان في اماكن اخرى من العالم نجد الضرب والقسوة هي الطريق الوحيد للعقوبه على اضعف الذنوب (نتكلم هنا عن عقوبة الاولاد ) . من هنا نحرص على المعاملة الشفافة اللينة لكي نكسب اولادنا الى جانبنا ولا نجعلهم ينفرون منا ومن بيئتنا المسلمة . ونؤكد مرة اخرى على قوة ثقافة المربي نقصد هنا ولي الامر لان
الامر هنا يختلف عما هو في بلادنا هنا ثقافة مفتوحة اي نجد المسلم المنحرف والمشرك الذي يعبد غير الله تعالى والملحد و... و.....
وسلوكيات بعيدة كل البعد عن مجتمعنا ومعتقداتنا الاسلامية .. فلو توجه ولدك (بنتك او ابنك ) ببعض الاسئلة اليك حول الرب او الخالق ومن هو ولماذا نصلي ولماذا نصوم ولماذا الحجاب وبعض الاسئلة الاخرى والتي لانستطيع طرحها ؟؟ ولو اخذ اجوبة بعض اسئلته من جهة بعيدة عن ثقافتك ودينك واقتنع بها ( وهذا حاصل للبعض)وكانت مغايرة كليا لما تقتنع انت به حسب ثقافتك الاسلامية ؟؟؟ فهل تستطيع اقناعه ؟؟ هل تستطيع كسبه لجانبك وليس للطرف الاخر ؟؟
ان لاولادنا الكثير من الاسئلة والكثير من علامات الاستفهام حول امور كثيرة ؟ وصراحة يطرحها عندما تكون العلاقة من الحميمية والصداقة والتواضع والتفاهم حتى يستطيع كسر الحاجر ان وجد وطرحها لك وعندما يكون لديه اليقين انك الجهة التي تعطيه الجواب الصحيح وتسد جوعه وتنهي فضوله . فهل فكرت في هذا ؟؟
يقول الله تعالى (مَثَلُ كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طيّبةٍ ) ، وقوله : ( وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كشجرة خبيثة ) إبراهيم آية 26 ، 25 .
ختاما احبتنا واخوتنا الكرام الاعزاء نقول اولادنا اكبادنا تمشي على الارض .. لنتعب ونحصن اولادنا بالمعلومات الدينية والعلمية والاجتماعية الصحيحة من مصادرها النقية والبعيدة كل البعد عن التعصب الاعمى والخرافات .
ولايكون هذا الا بالجد والاجتهاد ولا يكون العلم علما نافعا حتى يقترن بالادب والتقوى .
بسمه تعالى (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108سورة يوسف). صدق الله العلي العظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لمشــاهــدة المــزيــد مـن الصــور يمكنكم الدخول عبر الرابط التالي :

أضغط

محرر الموقع : 2015 - 06 - 15