التقرير العام عن مؤتمر الحوار والتعايش لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لنــدن
    

التقرير العام عن مؤتمر الحوار والتعايش لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية
(بالحوار والتعايش السلمي .. نضمن الكرامة الإنسانية)

تحت هذا الشعار أقامت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في ذكرى تأسيسها الفضي مؤتمراً للحوار الديني والتعايش السلمي بين الاديان والمذاهب ليومي 6-7 حزيران 2015 بمشاركة وفود علمائية وشخصياتٍ فكرية وثقافية وأكاديمية من مختلف الاقطار العربية والاسلامية والاوروبية والامريكية قادمين لتقديم التهاني والدعم الكامل لمسعاها الإنساني في التقريب بين المذاهب واعتماد الحوار السلمي. وعلّ من أبرز المشاركين في المؤتمر سماحة السيد مرتضي الكشميري ممثل المرجع الاعلي سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني وسماحة الشيخ محمود الفياض نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ الفياض وسماحة السيد علي بن عبد الرحمن الهاشمي مستشار رئيس دولة الامارات العربية المتحدة للشؤون القضائية والدينية والكاردينال فينسنت نيكولاس رئيس أساقفة ويستمنستر والدكتور معتوق عبد الله المعتوق مستشار أمير دولة الكويت ومبعوث الامين العام للامم المتحدة للشؤون الاسلامية والدكتور محمد السماك أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي في لبنان وممثل سلطان البهرة والدكتورمحمد بشاري امين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي والدكتورة ماجدة عمر مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان وعلماء آخرين.
بدأ المؤتمر لليوم الأول في تمام الساعة العاشرة صباحاً حيث تلاوة عطرة من القرآن الكريم تلاها فيلم قصير عن مؤسسة الامام الخوئي الخيرية ودورها الفعال لخدمة المسلمين في العالم ومتابعة قضاياهم وكذلك حضورها الفاعل في دورات الامم المتحدة واليونيسيف واليونسكو وكذلك حول تعاونها مع المنظمة العربية للتربية والعلوم ايسيسكو وكذلك تم تسليط الضوء على نشاطاتها الاجتماعية ومركزها الاسلامي لمتابعة القضايا الدينية وشؤون الجالية العربية والاسلامية فيما يتعلق بالامور الشرعية كالزواج والطلاق والفتاوى الفقهية.
كما تحدث الفلم عن مدارس المؤسسة ومعاهدها المنتشرة حول العالم كلندن ومونتريال ونيويورك واسلام اباد وتايلند ومومباي وغيرها من الاقطار.. وفروعها في المملكة المتحدة والعالم كفرنسا والولايات المتحدة والهند وباكستان وكندا وتايلند.
وبعد انتهاء الفلم أدار دفة الجلسة الصباحية سماحة الشيخ ابراهيم النصيراوي الذي جاءت كلماته مفعمة بالمحبة والذكريات لأيامٍ خلت في النجف الأشرفِ مع الامام المؤسس المرجع الأعلى السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره.. ومن ثم قدم السيد الامين العام سماحة السيد عبد الصاحب الخوئي الذي رحب بالضيوف الكرام موضحاً أهداف هذا المؤتمر مستذكراً الراحلين أبيه وأخويه رحمهما الله . لينتقل الحديث الى كلمة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى الشيخ الفياض .. ألقاها نيابةً عنه نجله سماحة الشيخ محمود الفياض .. الذي شدد على وحدة الكلمة بين المسلمين وأهمية الحوار مع الأديان متمنياً للمؤسسة الازدهار بالقادم من عملها. 
ثم انتقلت الكلمة الى الكاردينال فينسنت نيكولاس رئيس أساقفة ويسمنستر الذي أكد على أهمية هذا المؤتمر وعلى أهمية الاستماع الى الاخر في وقت يتعرض به العالم الى هجمة شرسة ستبيد الجميع لو لم تتكاتف الجهود على دحرها بالحوار. كما تحدث عن معاناة المسيحيين الذين تعرضوا للابادة في العراق وسوريا على يد داعش والجماعات المتطرفة و معاناتهم الانسانية.
وجاءت مشاركة دولة الامارات العربية المتحدة متمثلةً بمستشار رئيس دولة الامارات للشؤون القضائية والدينية سماحة السيد علي بن عبد الرحمن الهاشمي مؤكدة على توحيد الصف ونبذ العنف والكراهية التي تتمثل اليوم بالحركات المتطرفة وأشاد السيد الهاشمي بجهود مؤسسة الامام الخوئي الخيرية التي تسعى لتأصيل مفهوم الحوار مع الاخر منطلقين من مبدأ (اختلاف امتي رحمة).
تنوعت الكلمات القصيرة من مختلف المشاركين كالدكتور ماركو امبالياتزو رئيس جمعية سانت ايجيديو في ايطاليا والشيخ الدكتور محمد الشرقاوي من علماء الازهر والدكتور محمد السماك امين عام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي ومستشار دار الفتوى في لبنان. 
أما البارونة ايما نيكلسون والتي واكبت مؤسسة الامام الخوئي منذ نشأتها في العام 1989 تحدثت عن ذكرياتها مع المؤسسة منذ أن كانت ارساء قواعد هذا الصرح البنّاء لخدمة الجالية العربية والاسلامية في لندن والعالم.
ثم انتقل الشيخ النصيراوي الى الأدب والشعر حيث قدم السيد جابر الجابري قصائد عدة احتفاءا بما تقدمه المؤسسة من مساعي حثيثة لخدمة الإنسان والانسانية.
لتنتهي الجلسة الصباحية بتكريم شخصيات عربية واسلامية واجنبية احتفاءاً بمنجزهم وأعمالهم .

الجلسة الأولى: 12:45-2:30
التعايش بين الاديان: بين الطموح والواقع ..

الجلسة الاولى الخاصة بالتعايش بين الاديان والتي أدارها الأب نديم نصار مدير مؤسسة وعي في المملكة المتحدة .. وقدم بها ستة باحثين هم الدكتور محمد السماك امين عام اللجنة الوطنية للحوار الاسلامي المسيحي وسماحة الدكتور السيد فاضل الميلاني امام مركز الامام الخوئي الاسلامي وعميد كلية الشريعة في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية في لندن والدكتور جعفر هادي حسن المتخصص في اللغات السامية والدراسات اليهودية في المملكة المتحدة وسماحة السيد ابو القاسم الديباجي امين عام الهيئة العالمية للفقه الاسلامي من الكويت والسيدة رفرند كانون فلورا وينفيلد ممثلة الكنيسة الانجليكانية في الامم المتحدة – سويسرا والاستاذ الدكتور عدنان مقراني استاذ مشارك في الجامعة البابوية الغريغورية / من المعهد البابوي للدراسات العربية والاسلامية في ايطاليا.
تنوعت مشاركاتهم لكنها اتفقت على موضوع الاختلاف الذي جاء رحمة للعالمين .. وهذا ما أكد عليه الدكتور محمد السماك الذي قال أن الاختلاف لن ينتهي الى يوم الدين ولذلك علينا أن نتعامل معه على أنه جزء من كينونتنا الانسانية .. كذلك سماحة السيد الدكتور فاضل الميلاني أكد على فكرة الاختلاف مدللاً بذلك بآياتٍ قرآنية أشارت الى اختلاف الخلق (ولو شاءالله لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)
من جانبه الدكتور جعفر هادي حسن قدم عرضاً تاريخياً للتعايش السلمي والمعرفي والعلمي والثقافي الذي كان يتمتع به الناس منذ العصر العباسي وحتى عهد الشريف الرضي وما بعده مدللاً بالامثلة والأشعار على دراسته.
أجمعوا على أن الإنسان السوي هو الذي يتقبل الاخر وأن هذا يجب أن ينتشر كثقافة في المجتمع.

الجلسة الثانية: 4:15-6:00
الاسلام والغرب

في الجلسة الأخيرة لليوم الأول قدمت الدكتورة مارا لايتمن الاستاذة في جامعة ميشغان في الولايات المتحدة ستة من الباحثين وهم الدكتورة ماجدة عمر مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية في الاردن .. والدكتور عطا الله مهاجراني مفكر اسلامي من ايران ..و سماحة الشيخ محمد حسين الانصاري من استراليا ... والدكتور محمد بشاري امين عام المؤتمر الاسلامي الاوروبي من فرنسا .. والاستاذ الدكتور علي علاوي استاذ مشارك في جامعة هارفرد وجامعة سنغافورة .. والصحفي باتريك كوكبيرن صحفي في جريدة الاندبندنت البريطانية ومتخصص في شؤون الشرق الاوسط.

تحدث الدكاترة والعلماء المشاركين في هذه الحلقة النقاشية حول الصورة التي كان عليها الاسلام في الغرب وكيف اصبحت اليوم .. تحدثت الدكتورة ماجدة عمر حول الصورة النمطية للغرب لدى المسلمين والتي تسببت بها المرحلة الكولونيالية الاستعمارية وأن هذه النظرة النمطية لا تختلف كثيراً عند الغربيين اتجاه الاسلام والمسلمين .. وشددت على أن يتم تجاوز الماضي والعمل على الحوار السلمي بين المسلمين والغربيين .. من جانبه الدكتور عطا الله مهاجراني ابتدأ كلمته بأن ثلاث عباراتٍ ظلت عالقة بذهني الأولى للكاردينال فينسنت نيكولاس حيث قال نحن نعيش في عصر البكاء والثانية للدكتور محمد السماك الذي قال اننا نعيش في عصر الدمار واننا مختطفون من قبل الجماعات المتطرفة .. والكلمة الاخيرة للشاعر جابر الجابري حين قال اننا نعيش في زمن لم يسبق لهمجيته مثيل حتى في زمن الجاهلية ... وهذا ما نحاول ان نتجنبه .. وفي كلمته أشار الى وجود التعدد في فكرة الاسلام والغرب حيث طرح اسئلة كثيرة منها عن أي اسلام نتحدث او عن اي غرب نتحدث؟ عن اي حقبة تاريخية ..؟ وعن اي اناس من هؤلاء ومن هؤلاء ..؟ مؤكداً على ان كلمة جهاديين واسلاميين أوردها الغرب اولاً الذي لا يسمي الاشياء بمسمياتها الصحيحة دائماً .. من جانبه أشار الدكتور محمد بشاري الى أنّ علاقة الاسلام بالغرب تارةً من خلال ما يروجه الاعلام الغربي حول الاسلام وهي الصورة النمطية التي اعتاد عليها الجميع ومرة اخرى من خلال افعال المسلمين انفسهم في الغرب مما تدلل على عدم احترامهم للثقافة التي يعيشون بها .. كما اشار الى اهمية احترام الثقافات واحترام تعددية الفكر ودعا لخلق (منطقة خضراء) للعلماء يتباحثون خلالها للوصول الى حلول حقيقية لاخراج المسلمين مما هم به .. معتبراً مؤسسة الامام الخوئي الخيرية منطقة خضراء لالتقاء الافكار والحوار والنقاش العقلائي .. وختم قوله بأن الاسلام مختطفٌ من قبل الجماعات الارهابية والتكفيرية والمتطرفين وآن الأوان على العمل على تنشئة جيل حر فكريا يتحاور ويتناقش مع الاخر بلا عقد وبأريحية كبيرة.
أما الاستاذ الدكتور علي علاوي فقد رأى أن النظرة للاسلام أصبحت سيئة أكثر مقارنةً بأربعين عامٍ خلت .. وأوعز هذا التحول أو التغيير بالنظرة الغربية للاسلام لسبعة أحداثٍ مهمة جعلت المسلمين في دائرة الاتهام والضوء من ضمن هذه الاحداث:
الثورة الايرانية وقيام الجمهورية الاسلامية في ايران .. والحرب العراقية الايرانية .. وغزو الكويت وظهور طالبان في افغانستان وأحداث 2003 وظهور القاعدة في العراق واخيراً وجود داعش.
أما الصحفي باتريك الذي جاءت كلمته ارتجالية لم يقدم تصوراً واضحاً للكثير من الاسئلة التي تركها في أذهان الحاضرين .. حيث تحدث عن سفره الى الحسكة ولقائه بالناس هناك مستعرضاً قوة داعش مما أثار جدلاً خفياً بين الحاضرين صرح به كثيرون بعد انتهاء الجلسة.
وبهذا اختتم اليوم الاول أعماله التي قدمت اثنا عشرة محاضرة لكبار الاسماء العلمائية.

اليوم الثاني: 10:00-11:45
التعصب المذهبي والتطرف الديني بين الواقع والتحديات

اليوم الثاني خصص لمناقشة التطرف والتعصب وأسبابهما وكيفية الخلاص منهما وقد أدار الجلسة الاستاذ غانم جواد مدير مؤسسة الحوار الانساني بلندن .. وقد قدم أربعة من الباحثين وهم كل من الاستاذ الدكتور عبد العزيزساشادينا استاذ في جامعة جورج ميسن في ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الامريكية .. والدكتور ابراهيم العاتي عميد الدراسات العليا في الجامعة العالمية للعلوم الاسلامية في المملكة المتحدة .. وسماحة الشيخ اسماعيل الخليق المرشد الديني في فرع مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في باريس وأخيرا كان الاستاذ علي الاسود وهو باحث واكاديمي من البحرين.
تطرق الدكتور عبد العزيز ساشادينا لفكرة الارهاب الذي أصبح العالم يتحدث عنه وهذا لن يتغير ما لم نغير انفسنا ومرجعياتنا التاريخية والسياسية والتفريق بينهما والجلوس على طاولة الحوار وعدم الخوف من اظهار الهوية الانسانية وذلك بتجاوز الماضي والبحث عن مشتركات حيوية نستطيع من خلالها تعميق فكرة التعايش السلمي.. داعياً المفكرين والعلماء بالنزول الى الشارع وتطبيق افكار التعايش والتسامح والحوار وقبول الاخر في وسط المجتمع لا في الأماكن المغلقة التي عادة ما تضم المهتمين فقط.
أما الدكتور ابراهيم العاتي فقد قدم عرضاً حول مفهوم التعصب ونشأته وخطورته على الفرد والمجتمع.
واتفق الباحثون حول ضرورة مكافحة التطرف بأساليب عدة منها الحوار ونشر الوعي الاسلامي ومجابهته بالفكر الاسلامي المعتدل. 
وأخيراً اختتم المؤتمر فعالياته بقراءة البيان الختامي والتوصيات التي نصّ عليها المؤتمر:

البيان الختامي
"بالحوار والتعايش السلمي ... نضمن الكرامة الانسانية"
البيان الختامي لمؤتمر مؤسسة الامام الخوئي الخيرية في ذكرى تأسيسها الفضي

احتفلت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية بمرور 25 عاما (اليوبيل الفضي) على تأسيسها في يومي 6-7 حزيران /2015 في مقرها الرئيسي بلندن، تحت شعار " بالحوار والتعايش السلمي ... نضمن الكرامة الانسانية " بمشاركة وفود علمائية وشخصيات فكرية وثقافية وأكاديمية من مختلف الأقطار العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية إضافة الى مدراء فروع المؤسسة في مختلف البلدان، حيث نظمت فعاليات ولقاءات وحوارات، وبهذه المناسبة عقد مؤتمر على مدار يومين وبثلاث جلسات عمل بعد الجلسة الافتتاحية تناولت: أولاً التعايش بين الأديان: بين الطموح والواقع، وثانياً الإسلام والغرب، وثالثاً التعصب المذهبي والتطرف الديني: بين الواقع والتحديات. 
ناقش العلماء والمفكرون والمتخصصون والباحثون المشاركون في الجلسات مجمل الأوضاع التي يمر بها العالمان العربي والإسلامي، وما يشهداه من صراعات دموية تجري تحت مسميات متعددة طائفية وعرقية ودينية ومذهبية وتحت شعارات إسلامية بشكل أحدث اضطرابا في المجتمعات الاسلامية فضلا عن مفاهيم الدين الاسلامي الحنيف وشريعته الغراء. كما تم الاحتفاء ببعض العلماء والوجوه الثقافية والفكرية وبعض العاملين في المؤسسة. كذلك عقدت لقاءات جرت فيها نقاشات تمخضت عن التوصل الى التوصيات التالية:
1- يشدد المؤتمر على وحدة العائلة الانسانية وعلى تساوي جميع البشر من دون أي اعتبار تمييزي للدين أو المذهب أو العرق كما يؤكد ان الانسان مكرم من الله سبحانه وتعالى وهو خليفته في الارض ليعمرها وليحقق العدالة الاجتماعية باعتبارها مفهوما مركزيا في الاسلام.
2- يؤكد المؤتمر رفضه لجميع أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف البشر والمقدسات مع تأكيد ان كل الأعمال الإجرامية التي تجري هنا وهناك منافية للاخلاق وللتعاليم الاسلامية التي تدعو الى الرحمة والمحبة والسلام. 
3- يدين المؤتمر كل العمليات الإرهابية التي تستهدف جر المجتمعات البشرية الى مستنقع الصراعات الطائفية والعرقية ويناشد دول العالم تطبيق قرارات الامم المتحدة المتعلقة بمحاربة الارهاب وتجفيف مصادره ومنابعه طبقاً لقرارات الامم المتحدة.
4- يدعو المؤتمر الى تعزٍيز وترسيخ العلاقات بين أتباع الديانات الإبراهيمية والأديان الأخرى والجماعات البشرية المتعايشة في العالمين العربي والإسلامي وتحقيق ركائز العيش المشترك على أساس الأخوة الانسانية والمواطنة الصالحة.
5- يؤكد المؤتمر وحدة الثقافة الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بما يجمع عليه أتباع سائر المذاهب الإسلامية، بعيدا عن فتاوى التكفير وممارسات التقتيل التي يمارسها البعض باسم الدين الإسلامي.
6- يشدد المؤتمر على الدعوة الى محاربة ثقافة الخوف والتجهيل والكراهية والتكفير التي تمارسها بعض المجموعات المتطرفة التي تدعي انتمائها الى الاسلام، متجاهلة قيم الرحمة والتسامح والمحبة والانسانية ومبادئ العيش المشترك واحترام الرأي الأخر التي يؤكدها القران الكريم.
7- يدعو المؤتمر الى اعتماد سياسة التفاهم والحوار وتعميقها باعتبارها الوسيلة الفعالة لتبديد الصور النمطية السائدة، وبخاصة مفهوم الخوف من الاسلام او الخوف من الغرب.
8- يناشد المؤتمر حكومات الشعوب العربية والإسلامية إتباع سياسة الحكم الرشيد من أجل بناء المجتمعات عبر التنمية المستدامة لمنع التوترات الاجتماعية، وبناء جيل جديد لا يحمل الكراهية والحقد على الآخر المختلف، ونشر الوعي الثقافي الاسلامي عبر تنقيح مناهج التعليم، وخصوصا الكتب الدينية، وتأكيد القيم والمفاهيم والافكار السامية التي يحويها الدين.
9- يطالب المؤتمر الحكومات العربية والاسلامية بتجريم التكفير ودعاة التحريض على الطائفية، كما يحث وسائل الإعلام على تجنب الخطاب الاعلامي التحريضي الذي يقود الى تمزيق المجتمع الى شيع واحزاب متقاتلة.
10- وأخيراً يشكر المؤتمر كل الشخصيات العلمائية والفكرية والمثقفين والباحثين الذين شاركوا في هذا المؤتمر الذين تحملوا عناء السفر للمشاركة في احتفالات المؤسسة. وكذلك جميع من استجاب لدعوة المؤسسة، خصوصا الشخصيات المشاركة في أعمال المؤتمر. ويتمنى للجميع التوفيق في أعمالهم الساعية الى محاربة العنف والتطرف والدعوات العدائية بكل أشكالها وإشاعة ثقافة السلام والمحبة والتسامح.

 

محرر الموقع : 2015 - 06 - 15