السيد السيستاني وألف لام التعريف ...!!
    

السيد علي الحسيني السيستاني هكذا .. اسم فقط ... بدون اي اضافات فالرجل لا يحتاج الى اي اضافة ليُعرف بها او يعرّف، فالمعرفة لا تحتاج الى الف لام التعريف. 
ليس غريبا ان يخرج شاب عراقي يفصح عن رأيه في شخصية مثل السيد السيستاني، وليس غريبا أن يلقي اللوم على شخص دون غيره، كما انه ليس غريبا ان يؤيده بعض الواقفين حوله جسدا وروحا.
ولكن الغريب ان يكون هذا الصدى الاعلامي لمقطع صغير في فورة معتادة منذ ١٥ سنة ويتم تداوله بصورة تدعو للتفكر في هذا التلاحم المعرفي الذي اتفق على نشره فرقاء التغيير بهذه الصورة الحضارية!
والغريب ايضا ان يتم تناسي وتجاهل عشرات المواقف من السيد السيستاني وجعله في خانة المرجعية النايمة.
وفي السياق ذاته ليس غريبا على ذاكرة السمكة لدى العديد من الناشطين نسيانهم ان كلمات من رجل يقبع في غرفة من بيت في زقاق نجفي اودت برهانات البيت الأبيض الى البحر المتوسط وليس كما قيل حجي يا امريكا.
لا اريد ان القي اللوم على امريكا فهي اشهر من أن يبرئها اي عاقل كما اني لا اريد ان ابرئ السيد علي السيستاني لان القليل غير المعتصم لا يتصور منه ان يطهر بحرا من السمو والاباء.
عودة سريعة بذاكرتنا المؤقتة والتي تؤدي الى نسيان او تناسي - بحسب حجم الذاكرة - ماكان والذي يقودنا الى ما هو كائن او سيكون لنعرف ونتعرف كم كان ومازال سندا للعراق والعراقيين.
الدستور العراقي ووأد الطائفية وفضح الفاسدين وعدم انتخابهم والحشد الشعبي نماذج كبيرة من شخصية فوق مستوى التقييم انقذت البلاد مرارا وكرارا من منزلقات خطيرة كادت ان تؤدي الى ان لا يكون العراق عراقا.
هذه الشخصية لا تكترث اذا اساء اليها كل من على البسيطة ولكنها مستعدة لقلب الموازين فيما اذا تعرض العراق للخطر كما فعلت.
شخصية وضعت النقاط على الحروف منذ سنين وليس بعد ان ذهب ثلث العراق ضحية او هبة او صفقة حسبما سيكشفه التاريخ قريبا.
 شخصية قالت وطالبت واصرت على المسؤولين في خدمة المواطنين والكثير من المواطنين الناشطين يلهون قابعين خلف تلفاز ينقل لعبة لفريقين في اسبانيا.
شخصية بنت المستشفيات والمراكز الصحية وقدمت المساعدات الانسانية للملايين من العوائل العراقية وبعض العوائل الناشطة تدخر اموالها لتذهب به صيفا في رحلة استجمام الى باكو او تبليسي.
شخصية بنت المدارس الدينية واسست المكتبات والمراكز الثقافية وحافظت على العلم والعلماء من الانهيار منذ زمن طاغية عصره وحتى الان وبعض المعترضين عليها من الناشطين وغيرهم يعتقدون ان الكتاب موضا قديمة.
شخصية تعتبر كل العراقيين ابنائها ولا تريد منهم اي مقابل ولا تطلب منهم اي شيء سوى ان ينهضوا بانفسهم ويبقوا عراقيين بدلا من انتماءات لدول هنا وهناك. 

شكرا للناشطين الاعلاميين
شكرا لصفحات التواصل الاجتماعي
شكرا للمعلّقين بالسب والسلب
شكرا لكم فقد وفرتم علينا الكثير من الوقت اذ كشفتم عن وحدتكم وتماسككم وتفكيركم الجمعي واسلوبكم الموحد في الدفاع عن افكاركم التي مثلها ذاك الشاب ونقلتها تلك القناة والتي كنا نفتقدها ونحن نخوض اعتى حرب ضد اعتى جماعات مدعومة من اعتى دول.
وهكذا انتم كنتم ومازلتم نكرة موغلة بالابهام لا ينفعها الف لام التعريف. 

كاظم الخرسان

محرر الموقع : 2018 - 01 - 20