بمناسبة الانتفاضة الشعبانية: مفهوم النصر في القرآن الكريم (ح 3)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
عن علاقة المظلوم والظالم نفتطف كلمات كما وردت في كتاب الله والاحاديث الشريفة: 1- سورة طه اية 111 "وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا"، 2- سورة الشعراء اية 227 "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" من فتاوي السيد علي السيستاني يجوز للمظلوم ان يغتاب الظالم بقصد الانتصار سواء اكان ظلمه مختصا به ام مما يعمه وغيره والاحوط ترك اغتيابه بقصد الشكوى من دون ان يكون للانتصار، 3- سورة الشعراء اية 227 "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ" يقول رسول الله صلى الله عليه واله (اوحى الله عز وجل الي لا يدخلوا بيتا من بيوتي ولاحد من عبادي عند احد منهم ظلامة فاني العنه ما دام قائما بين يدي يصلي حتى يرد تلك الظلامة الى اهلها)، 4- سورة الشورى اية 21 "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" الظالم لا يرحم حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (من لا يرحم لا يرحم)، 5- سورة النساء اية 148 "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا" يقول ابن الباز لا حرج في الدعاء على من ظلم بقدر ظلمه. ويقول الباحث المصري عمرو خالد حسب لجنة الفتاوي يجوز الدعاء على الظالم ان كان على قيد الحياة او ميتا. 6- سورة هود اية 18 "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" قال ابن تيمية نحن اذا ذكر الظالمون كالحجاج بن يوسف وامثاله نقول كما قال الله في القران "الا لعنة الله على الظالمين"، 7- سورة الشورى اية 21 "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" وعن العودة في جريدة المدينة السعودية لا يشرع الترحم على الطغاة ولو كانوا مسلمين. من الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة والروايات يتبين لعن صدام واعوانه الذين شاركوا في الانتفاضة الشعبانية "الا لعنة الله على الظالمين" وان لا يدخلوا بيوت العراقيين المظلومين فان من لا يرحم لا يرحم "وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وجواز ان يغتاب مظلوم الانتفاضة الشعبانية هؤلاء الجلاوزة لينتصر حتى لا تتكرر الجرائم وان كان الأحوط ترك الغيبة بقصد الشكوى فقط ويجوز الدعاء عليهم.
قال الله تعالى "وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" (البقرة 49) جاء في موقع رصيف عن ثورات المهمشين المنسية في التأريخ الاسلامي للكاتب محمود عبد الرحمن: اندلعت ثورة الزنج الأولى في عصر عُرف بـ"السيادة العربية"، أثناء حكم عبد الملك بن مروان بين عامي 65 و86 هجرياً. كانت الخلافة الإسلامية قد تحوّلت عملياً إلى مُلك، وبسبب النظام الإقطاعي السائد آنذاك، تحوّل الفلاحون إلى مؤاجرين، وفي كثير من الأحيان كانوا يعملون بالسخرة (بلا أجر)، كما رُفعت الضرائب على الأرض حتى عجز ملاكها عن دفعها، ما استفاد منه الإقطاعيون الكبار الذين ضمّوها إلى أملاكهم بعد تخلّي أصحابها عنها. حينذاك، استقدمت الخلافة "عبيداً" من ذوي البشرة الدكناء (الزنوج) من أفريقيا، واستقدمت الزط (الغجر) من الهند للعمل في الأرض، وتم تسخيرهم للعمل الزراعي، ومن شدّة العمل مات الكثير منهم. وبالرغم من اعتناقهم الإسلام لم يشفع لهم ذلك، واستمر قهرهم حتى تجمّع "الزنوج" تحت قيادة رجل يُسمّى "شير زنجي"، أي أسد الزنوج، وانضم إليهم "الزط" وكثير من عرب العراق الذين اضطهدهم بنو أمية، ونجحت الثورة في السيطرة على جنوب العراق ثم بلاد إيران، واستولت على بلاد "الأهواز" على الحدود الإيرانية العراقية حالياً، وأطلق أتباع "شير زنجي" عليه لقب "أمير المؤمنين"، الأمر الذي حث عبد الملك بن مروان على إرسال الحجاج بن يوسف الثقفي بجيشه من الكوفة للتخلص منهم. وفشلت هذه الثورة، بعد سنوات قليلة جداً، لأنها كانت من عناصر وفئات مختلفة، وكانت أشبه بهبّة عفوية، ولم تملك خطة محددة، إضافة إلى تصدي الحجاج الثقفي العنيف لها وإعدامه جميع قياداتها.
جاء في موقع الجزيرة عن القضايا الجنائية التي يواجهها صدام حسين: وفيما يلي القضايا الجنائية التي يباشرها قضاة التحقيق والتي يمكن أن يحاكم عليها صدام في النهاية: مذبحة الدجيل: اتهم صدام وسبعة آخرون بإصدار الأوامر والإشراف على قتل أكثر من 140 شيعيا من قرية الدجيل عقب هجوم على موكب الرئيس أثناء مروره بالقرية التي تبعد 60 كلم شمالي بغداد في يوليو/تموز 1982. وزعم أن الانتقام شمل سجن مئات النساء والأطفال من أهل القرية لسنوات في معسكرات اعتقال بالصحراء وتدمير بساتين النخيل التي كانت تغذي الاقتصاد المحلي وكانت تمثل مصدر رزق الأسر في الدجيل. غزو الكويت: وصدام متهم أيضا بانتهاك القانون الدولي بإصدار أوامر بغزو الكويت في أغسطس/آب 1990. وطالب تحالف دولي قادته الولايات المتحدة بانسحاب العراق وشن حرب الخليج الأولى يوم 17 يناير/كانون الثاني 1991 بعدما رفض صدام الإذعان لقرارات الأمم المتحدة. وانتهت الحرب يوم 28 فبراير/شباط بعد طرد القوات العراقية من الكويت. وزعم أن الجنود العراقيين ارتكبوا خلال الاحتلال جرائم تعذيب وإعدام دون محاكمة للسجناء ونهبوا الكويت ونقلوا مئات الأسرى الكويتيين إلى بغداد. وأشعل الجنود العراقيون أيضا النار في أكثر من 700 بئر نفطية وفتحوا أنابيب النفط لتصب في مياه الخليج وغيره من مصادر المياه. القمع السياسي: ويتهم صدام كذلك بقمع انتفاضتين قام بهما الشيعة جنوب العراق والأكراد في الشمال الذين تمردوا عليه مع انتهاء حرب الخليج عام 1991. ويقال إن عشرات المقابر الجماعية جنوب بغداد تحتوي على جثث لشيعة قتلوا في عمليات قمع. وفر مئات الآلاف من الأكراد إلى إيران وتركيا، وهناك أيضا قبور جماعية لأكراد في الشمال والمناطق المهجورة بالجنوب. عرب الأهوار: تتردد مزاعم بأن الجيش العراقي قام بأوامر من صدام بعملية تدمير منتظم لمصادر رزق العرب الذين استوطنوا منطقة الأهوار الواسعة في جنوب البلاد عند ملتقى نهري دجلة والفرات طوال نحو 5000 عام. وكان صدام اتهم عرب الأهوار بالهرب من الجيش والقتال ضد قواته أثناء الحرب مع إيران التي استمرت من عام 1980 وحتى 1988 وإيواء المجرمين والمنشقين على حكمه إلى جانب المشاركة في الانتفاضة الشيعية عام 1991. واستهدف صدام عرب الأهوار في بداية حكمه عندما أمر بتجفيف الأهوار. الإبادة الجماعية للأكراد والتطهير العرقي: شنت القوات العراقية حملة عامي 1987 و1988 لإعادة السيطرة الحكومية على المناطق الكردية في الشمال. وشهدت العملية التي أطلق عليها اسم الأنفال سحق قرى بأكملها وتدمير الزراعات والتهجير القسري للسكان. وتقول السلطات الكردية إن مئات الآلاف من الأكراد أجبروا على النزوح وقتل عشرات الآلاف ودفنوا في قبور جماعية. وكان أحد أسوأ الحوادث هجوما على قرية حلبجة الكردية عام 1988 إذ قيل إن نحو 5000 شخص قتلوا في يوم واحد في هجوم بغاز الخردل وغاز الأعصاب. ويتهم اللواء علي حسن المجيد ابن عم صدام حسين والملقب أيضا بعلي الكيماوي بتنفيذ أسوأ تلك العمليات. وقال المجيد إن قمع حلبجة كان لمعاقبة القرية على تقاعسها عن مقاومة عمليات التوغل الإيرانية أثناء الحرب ضد إيران. عمليات القتل السياسي: ويتهم صدام وقواته الأمنية بارتكاب العديد من جرائم القتل ذات الدوافع السياسية وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان بما في ذلك إعدام خمسة من الزعماء الدينيين الشيعة عام 1974 وقتل الآلاف من أفراد قبيلة البرزاني الكردية عام 1983 واغتيال نشطاء سياسيين خلال عقود قضاها في السلطة. وظهرت أدلة على نحو 270 قبرا جماعيا في أنحاء العراق يعتقد بأنها تضم رفات عشرات الآلاف من الأشخاص بينهم شيعة وأكراد ومعارضون سياسيون.
وبعد الانتفاضة الشعبانية أصاب من تبقى من الشعب المظلوم الحصار الجائر جاء في الموسوعة الحرة عن انتهاكات مسندة إلى صدام حسين: حصار العراق: المقالة الرئيسية: حصار العراق: يعتبر حصار العراق نتيجة مباشرة لحرب الخليج الثانية التي قامت لتحرير الكويت من الغزو الذي شنه صدام حسين عليها. تم فرض عزلة شديدة على العراق إثر قرار هيئة الأمم المتحدة فرض عقوبات اقتصادية خانقة عليها استمرت ثلاثة عشر عاماً عانى منها البلد بشدة. وكان للحصار تأثير كبير شمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فقد أدى الحصار إلى ارتفاع نسبة التضخم ليصل إلى 2400% في عام 1994. كما أدى الحصار إلى هجرة أكثر من 23 ألف باحث وطبيب ومهندس عراقي إثر انخفاض معدلات أجر الفرد إلى أكثر من النصف. وقد صاحب الحصار ارتفاع معدلات وفيات الأطفال وسوء التغذية وانخفاض معدلات التحصيل العلمي. فقد تعرض أكثر من 4,500 طفل شهرياً للوفاة نتيجة سوء التغذية والأمراض حسب تقديرات اليونسيف. وفيات الرضع والاطفال: ذكرت مقالة منشورة في البي بي سي  بتاريخ في 25 مايو 2000 أنه قبل فرض العقوبات على العراق من قبل الأمم المتحدة في عام 1990 كان معدل وفيات الرضع يبلغ 47 لكل 1,000 ولادة حية بين عامي 1984-1989، مقارنة ب 7 لكل 1,000 طفل تقريبا في المملكة المتحدة. قامت البي بي سي بإصدار تقريرها بناءً على دراسة قامت بها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، بعنوان "العقوبات ووفيات الأطفال في العراق" والتي نشرت في مايو 2000 في دورية لانسيت الطبية. وخلصت الدراسة إلى أنه في جنوب ووسط العراق ارتفع معدل وفيات الرضع بين عامي 1994-1999 إلى 108 لكل 1،000. يشير معدل وفيات الأطفال إلى وفيات الأطفال بين سن الواحدة وخمس سنوات، وأشار التقرير أيضا أن هذا المعدل ارتفع بشكل كبير من 56 إلى 131 لكل 1,000. في المنطقة الشمالية المتمتعة بالحكم الذاتي وهي كردستان العراق خلال الفترة نفسها انخفض معدل وفيات الرضع من 64 إلى 59 لكل 1000 طفل وانخفض معدل الوفيات من 80 إلى 72 لكل 1,000 طفل، ويعزى هذا الانخفاض إلى توفر غذاء أفضل وتخصيص الموارد اللازمة لحماية الرضع من الوفاة المبكرة. كانت دورية لانسيت قد نشرت نتيجة لمسحين منفصلين من قبل اليونيسيف وذكرت المديرة التنفيذية لليونيسف كارول بيلامي أنه "بين فبراير ومايو 1999 في شراكة مع السلطات المحلية وبدعم تقني من منظمة الصحة العالمية، وبسبب العينة الكبيرة التي خضعت للدراسة ساعد ذلك على ضمان أن هامش الخطأ في معدل وفيات الأطفال في كل من المسوح كان منخفضا - ما يقرب من 24,000 أسرة تم اختيارها عشوائيا من جميع المحافظات في جنوب ووسط العراق و 16,000 طفلا من الشمال".
 
 
 
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 02 - 24