عقد مرور الطائرات في الأجواء العراقية يزيد من مدخولات سلطة الطيران
    

إيرادات بـ 80 مليون دولار سنوياً مرشحة للتضاعف في السنوات المقبلة

 

توقيع عقد جباية الرسوم عن الطائرات العابرة للأجواء العراقية بين وزارة النقل ومنظمة الطيران المدني الدولية "آياتا"ستترتب عليه إيرادات مالية في الوقت الحالي بقيمة تزيد على 80 مليون دولار سنوياً، يؤمل مضاعفتها في السنوات المقبلة، إضافة الى تشغيل العديد من الأيدي العاملة وتطوير عمل الناقل الوطني (الخطوط الجوية العراقية)، بحسب المتحدث باسم سلطة الطيران المدني، الذي يكشف في حديث لـ(المدى)، أن ايرادات الطيران المدني للعام الماضي بلغت 80 مليار دينار، ما يعدّ طفرة نوعية في الإيرادات إذا ما قورنت بإيرادات السنوات السابقة.
وكان معدل المرور عبر الأجواء العراقية، شهد ارتفاعاً كبيراً بعد رفع التحذير من قبل منظمة الـ FAA، خاصة وأن موقع العراق الجغرافي مهم ويستقطب دول الخليج والمنطقة كافة.
وأعلنت وزارة النقل يوم الجمعة الماضي، عن توقيع عقد الجباية العراقية مع منظمة "آياتا"، مشيرة الى أنه سيكون عاملاً اقتصادياً مهماً يسهم في انتعاش اقتصاد البلد. 
مدير العلاقات والإعلام في سلطة الطيران المدني عباس الخفاجي، قال في حديث لـ(المدى): يمرّ عبر الأجواء العراقية يومياً ما يقارب 500 طائرة من مختلف دول العالم، بما فيها دول الإقليم كالسعودية والكويت والأردن ولبنان ومصر وقطر وإيران وتركيا والبحرين والإمارات، ونحن في سلطة الطيران نستوفي من كل طائرة تعبر الأجواء العراقية مبلغ 375 دولاراً، لكن التعاقد الأخير مع "آياتا" سيجعلنا نستوفي من كل طائرة 500 دولار، وهو ما سيطبّق بعد مرور أربعة أشهر على هذا التعاقد. وأضاف: هذا المبلغ يعتبر قليلاً إذا ما قارناه مع ما تستوفيه دولة البحرين مثلاً، التي تأخذ عن كل طائرة تمر بأجوائها لمدة 10 دقائق مبلغ 750 دولاراً، في حين أن معظم الطائرات التي تمر عبر أجوائنا تستغرق رحلتها 55 دقيقة، وهنا يفترض أن يكون مبلغ الجباية أعلى بكثير مما هو عليه الآن، لكن وبسبب الظروف التي يمر بها العراق ومنها عدم مرور وقت طويل على رفع الحظر عن المرور بالأجواء العراقية، كما أننا نريد أن نجذب طائرات الدول الأخرى للمرور عبر أجوائنا، وليس في صالحنا الآن رفع أجور الجباية.
ويؤكد الخفاجي، إن الإيرادات عن جباية مرور الطائرات ستكون بحدود 7 ملايين دولار شهرياً، وإن هذا التعاقد سيكون له خدمة كبيرة للاقتصاد العراقي، خاصة وأن الطيران العراقي المدني، أحدث في 2017 طفرة نوعية في إيراداته مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كانت الإيرادات للعام الماضي 80 مليار دينار، مضيفاً: أن التعاقد لجباية الأجور سيكون له انعكاس على الخطوط الجوية العراقية، حيث سيكون عاملاً مساعداً لتعاطف الدول الأوربية لتفتح أجواءها أمام الناقل الوطني العراقي من خلال فتح خطوط لنا مع دول الاتحاد الأوربي التي كانت سابقاً تتردد من تعاملها مع العراق، مردفاً بالقول: كما سيفتح المجال واسعاً أمام تشغيل العديد من الأيدي العاملة والشركات التي ستعمل وأمام معاهد الطيران التي تدعمها الخطوط الجوية العراقية، لصعود جيل جديد من الطيارين والمساعدين، فبدلاً من أن نتعامل مع طيار أو مساعد من غير بلدنا، سندعم ابناء العراق لأن زيادة إيراداتنا ستجعل لدينا زيادة في الطائرات بالتالي زيادة في كوادرها من جميع الاختصاصات.
وقالت وزارة النقل في بيان لها تلقت (المدى) نسخة منه، إن "الوكيل الفني لوزارة النقل رئيس سلطة الطيران المدني العراقي عباس عمران موسى، قد وقع عقد جباية رسوم عبور الطائرات للأجواء العراقية مع مسؤول منظمة آياتا الدولية ممثلة الشركات العاملة في قطاع النقل الجوي محمد أبش، حيث يعد هذا العقد الأول من نوعه والذي يترتب عليه مهمة جباية عبور الأجواء العراقية لجميع شركات الطيران العابرة للأجواء مقابل تقديم الخدمات الإدارية للعراق".
من جهته، قال موسى، إن "ابرام هذا العقد جاء لتوفير نقل جوي آمن ومنتظم، وأيضاً يُعد عاملاً اقتصادياً مهما يسهم في انتعاش اقتصاد البلد".
وكان مختصون بالشأن الاقتصادي قد دعوا وزارة النقل، الى الاسراع بصيانة الرادارات في المطارات والحدود لإدامة عمل سلطة الطيران وتأمين مرور الطائرات عبر الأجواء العراقية، خاصة وأن العراق يتميز بموقعه الجغرافي الذي يربط بين الشرق والغرب وعبر أجوائه تمر الطائرات الأجنبية لاختصار الوقت والوقود.

محرر الموقع : 2018 - 01 - 20