هل تتحقق السعادة قبل ظهور المنقذ الموعود!؟
    

 

 

 

 

البشرية اليوم تعيش أسوء حالاتها لتشابك الحقيقة مع الفساد في صورة يصعب معرفتها و جلائها في الواقع, هذا بعد ما رفضت هذه البشرية المنحطة بأحزابها و حكوماتها تلك الحضارة الإسلاميَّة الألهية الكونية التي أراد النبي و وصيه العليّ الأعلى من تأسيسها و تنفيذها لتحقيق السعادة لها و إلى اليوم و زادت حيرة الأخيار الذين هم بعدد الأصابع في الأرض و تزداد يوما بعد آخر حيرةً واضطرابًا في جوانب الحياة المختلفة ؛ السياسيَّة و الاقتصاديَّة و الاجتماعيَّة و الثقافيَّة و الفكرية وغيرها.
أنّ المنعطف الكبير الذي جاء به الإسلام و الذي يريده كنظام لإنقاذ الناس من الحالة البشريّة و تخليصها إلى الحالة الأنسانية و من ثم الآدمية .. بعد تحريره من سلطة الحكومات و الأحزاب القائمة و المختلفة في بلاد العالم خصوصا تلك التي تحمل شعارات الإسلام و السلام و الديمقراطية و الليبرالية و التقدمية ووووو إلخ.
المشكلة إن الناس و بسبب تدني أوضاعهم الفكرية و الفلسفية و وعيهم لحقيقة الله و وجوده و بآلتالي عدم قدرتهم للإنتقال إلى فضاءاتٍ كونية واسعة للتخلص من حالة التحجر و الجاهلية الحديثة للعيش بحرية و كرامة بعد التحرر من أغلال الرّقّ وقيود التبعية و الحزبية المَقيتة التي جعلتهم أسرى قيادات تلك الأحزاب و الحكومات التي شرّعت قوانين بإتجاه تكريس العبودية و التبعية و التحجر للبقاء أسرى بظل تلك الأنظمة و القوانين!
و رغم إن الكثير من الفلاسفة و المصلحون و من تبعهم من المفكرين و الكتاب ما انفكّوا يحاولون - بالرغم من السّيطرة الرهيبة الواقعية للماديّة الطينيّة(الدّولارية) و (الدّينارية) في حياة البشر فكراً وسلوكاً - الخلوصَ إلى معادلة تُشْعر الإنسان بإنسانيته بصرف النّظر عن فَقْره وغِناه، وعِلْمه وجَهْله، وحَسَبه و نسبه؛ لأنّ الحريّة التي يجب أنْ يتمتع بها كلّ إنسان، مَطلبٌ حَضَاريٌّ عَزَّ وجوده تحت السّيطرة الماديّة وعُنْفوانِها.
إن الفلسفة الكونيّة العزيزية هي وحدها التي تُسهم منذ عقود في إعادة بناء العقل المسلم - الأنسان - و تشكيله، من خلال الاهتمام بقضيّة تجديد منهجيّة الفكر الإسلامي والبحث فيه في مجال الدّراسات النفسية و الاجتماعيّة و العقائدية حسب نظريات و معادلات علمية تبيّن و تكشف الغموض الذي كان قائماً منذ إنقطاع الوحي و للآن، و عدم قدرة الناس بمن فيهم الحكومات و القيادات و حتى الجامعات و الحوزارت من بيانها لهداية الناس .. و فشلت في تذويب العوائق التي إعترت و فصلت المخلوق عن أصله, رغم كثرة الدّراسات الإسلاميّة و الأنسانية، لِتَحقيقِ "فِكْر إسلاميّ - أنساني واقعيّ فَعَّال في مختلف المجالات التي تحقق سعادة الأنسان .. ذلك المجهول كما يقول الفيلسوف ألكسيس كارل الذي سبقه القرآن بتلك الأشارة و كذلك الأمام علي (ع) الذي إختصر الأمر ببيت شعر حكيم :
أَ تَحسب أنّك جُرم صغير .. و فيك إنطوى العالم الأكبر.
لذلك كله إلى جانب التطورات العديدة الجارية الآن في العالم على مختلف الصعد أرى من الصعب إن لم يكن من المستحيل ؛ تحقيق العدالة و سعادة البشرية قبل ظهور المهدي الموعود الذي وحده سيحسم الموقف بحسب الوعد الألهي لتحقيق العدالة و سعادة البشرية بعد القضاء على كل الأحزاب و المليشيات و الحكومات الوضعية - الشيطانية - القائمة و التي تقودها الأحزاب و اللوبيات و الأجندات من ورائها و التي حشّدت كل شيئ لذلك و رفعت كل الشعارات البراقة لتغرير الناس و مسخ أخلاقهم ليسهل سرقة أموالهم و حقوقهم و كرامتهم و حريّتهم و كما هو القائم الآن في كلّ بلاد العالم عموماً و العراق خصوصاً عبر تعميق الفوارق الحقوقية و الطبقية و الأجتماعية و السياسية و غيرها .. في مخالفة صريحة و واضحة مع أصل حكمة الوجود و الخلق الذي قرّر الله تعالى أن يكونوا أمة واحدة سعيدة متساوية في الحقوق الطبيعية بلا تميّز بينهم .
لذلك لا سعادة ولا قرار و لا أمان مع وجود الفوارق الطبقية و الحقوقية و الأمتيازات الخاصة للبعض دون البعض الآخر , خصوصا إذا علمنا بأن آلاف الحكومات جاءت و تغيرت و تبدلت من حال إلى حال لكنها فشلت في النهاية .. 
إذن لا رفاه ولا سعادة ولا هم يحزنون إلا بظهور صاحب الأمر (ع) !
حكمة كونيّة عزيزية : [لا يسعد مجتمع فيه شقيّ واحد , فكيف إذا كان المجتمع كله يشقى].
العارف الحكيم عزيز حميد مجيد
 
 
العارف الحكيم : عزيز حميد مجيد

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 03 - 06