ارتباط مشايخ الدين بالحكام ليس وليد اليوم، ولايخص ديانة سماوية معينة، عبر تاريخ البشرية، ارتبط الكهنة ورجال الدين سواء كانت ديانات سماوية، أو وضعيه، مع الحكام.
بل الحاكم يحتاج الكاهن والقس والشيخ ليصفي شرعية على نظامه، قبل الثورة الفرنسية، كان ملك فرنسا يبطش بشعبه، من خلال إيجاد تعاون مابين الملك وزعماء الكنيسة ورجال الإقطاع، الثلاثي المرح اضطهد الشعب الفرنسي، وفرض عليهم العبودية، وقَرب كل الاراذل والاشرار لجعلهم البطانة المحيطة بالملك، ليكونوا اليد التي يبطش بهم الشعب الفرنسي.
فعلها نظام البعث، استعمل القسوة والاجرام مع الشعب العراقي، وقرب كل المنحطين والسفلة والممسوخين ليكونوا قادة ومسؤولين في حزب البعث وفي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وفي الجيش والمخابرات والحرس الجمهوري والخاص.
قرب رجال دين من طائفته ليفتون له ويشرعنون جرائمه، صدام الجرذ كان يصدر قرارات في سجن واعدام الرافضين في الانخراط بالخدمة بالجيش ليكونوا وقوداً لحروبه العبثية، تجد المفتي وخطيب وأمام مسجد صلاة الجمعة يمجد بصدام الجرذ، على سبيل المثال، الشيخ أحمد الكبيسي يشرعن عمليات صدام بحق الجنود الرافضين للخدمة بالجيش ليكونوا وقوداُ لحروب صدام الجرذ الخاسرة، نحن لم ولن نفتري على الشيخ الكبيسي، فقد  ذكر الشيخ أحمد الكبيسي في كتابه الوجيز في شرح قانون الأحوال الشخصية، والذي لازال يدرس في الجامعات العراقية في كليات  القانون  بصفحة ١٦٢، بباب الهروب من الخدمة العسكرية، يقول الشيخ الكبيسي،  ففي هذه الحالة لا يقدر الزوج على البقاء في بيت الزوجية فهو هارب من الخدمة العسكرية، وهارب من الخدمة الزوجية تبعا، فقد صدر قانون مجلس قيادة الثورة المرقم ١٥٢٩ بتاريخ ١٣/١٢/١٩٨٥ بما يلي، للزوجة طلب التفريق من زوجها إذا تخلف أو هرب من أداء الخدمة العسكرية مدة لا تزيد عن ستة أشهر أو هروب إلى جانب العدو وعلى المحكمة أن تحكم بالتفريق، ويعتبر هذا التفريق طلاق رجعي، وإذا كرر الزوج الهروب يكون الطلاق بائن إلا أن تنكح رجل غيره، صدام حسين رئيس الجمهورية ههههههه.
نقل لي صديق كان متهم في انتمائه لحزب الدعوة، بالسجون صدام الجرذ، كان يتم إحضار  ضباط أمن ومخابرات يريدون زي ملابس رجال دين، لشرعنة جرائم ضباط الأمن الذين ينتزعون اعترافات من ضحايهم بالإكراه بسبب شدة التعذيب الوحشي، وهؤلاء الشيوخ يباركون جرائم ضباط التحقيق مع الضحايا، ويصفون جرائمهم في العمل الوطني والجهادي الذي يرضي الله حسب زعمهم الكاذب.
إن ظاهرة تقريب مشايخ السوء إلى الحكام الظلمة تحدث عنها الكثير من الباحثين والمفكرين، واطلقوا على هذه الظاهرة السيئة  بـالتدين الفاسد.
الفيلسوف العالمي الأول المتألق عبر الأزمان الإمام علي بن أبي طالب ع قال (إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك وبئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فقل نعم الملوك ونعم العلماء.)
بالقرن العشرين تفشى الفكر الوهابي التكفيري، بحيث حتى الإخوان المسلمين تم تويهبهم، وتحويلهم بفضل الفكر الوهابي إلى مجرمين وقتلة وذباحين، اليوم في نيجيريا المجاميع الوهابية اختطفت ٦٥ فتاة من قرى بشمال نيجيريا، وقبل ثلاثة أيام خطفوا ٣٠٠ طالب وطالبة من احدى الجامعات النيجيرية.
شيوخ الوهابية تم تسخيرهم لإصدار فتاوى قتل شيعة العراق وحرق وتدمير سوريا واليمن وليبيا، وافغانستان ونيجيريا، والجزائر، خدمة لمصالح دول الاستعمار.
 بظل سيطرة التدين الفاسد التكفيري الظلامي، انظمة الخليج البدوية قامت من خلال مشايخ الدين في أكبر عملية بشعة في  تسخير الدين للأهواء السياسية،  والهدف من نشر التطرف والكراهية والتكفير، خدمة مصالح الدول الاستعمارية التي صنعت أنظمة دول البداوة.
تم استخدام الإخوان بعد توهيبهم لافشال مشروع جمال عبدالناصر الوحدوي، وبعد وصول محمد أنور  السادات لسدة الحكم قام بتقريبهم، وبعد الغزو السوفياتي إلى كابل، وقيام مخابرات الناتو بزج التيارات الإسلامية لمقاتلة السوفيت نيابة عن الناتو، بهذه الحقبة تم نشر الوهابية بدعم من الناتو، وظهر للعيان التدين التكفيري الفاسد، وظهرت حقبة سيطرة شيوخ الصحوة هم خليط بين مشايخ الوهابية ومشايخ ومثقفين من كوادر فروع منظمة حركة الإخوان المسلمين المتوهبين، أنا شخصيا رأيت الصحوة عندما كنت في السجون السعودية، كان مشايخ الصحوة هم لهم السيطرة على حياة المواطنين بالسعودية وبقية دول الخليج.
دول الناتو قاتلوا السوفيت في أفغانستان من خلال المجاميع الوهابية التكفيرية، نشر الوهابية حسب قول ولي العهد السعودي الحالي محمد بن سلمان تم بطلب من زعيمة الناتو، قاتلوا السوفيت بتيارات  تكفيرية وهابية متعصبة المهم لديهم جعلهم وقود في مقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان من خلال نشر الوهابية التكفيرية. 
في احدى الديانات يجيزون قتل الأطفال والنساء، بحجة أن الأطفال يشكلون خطرا عليهم اذا كبروا، بل نقل اللواء الركن الاستاذ نجيب الصالحي حادثة وقعت في العمارة بقمع الانتفاضة عام ١٩٩١ أن قائد بالحرس الجمهوري قام في إعدام أطفال، قال هذا الوحش التكريتي أن  هؤلاء اذا كبروا يقفون ضد البعث، يعني قتلوهم لكونهم شيعة لا أكثر.
ما نراه من ارهاب وقتل وذبح هو نتاج طبيعي بسبب نشر التطرف الوهابي بكل اسقاع العالم العربي والإسلامي، ماحدث ويحدث من قتل بالكثير من الدول العربية والإسلامية  هو إرهاب ظلامي يستمد ارهابه من خلال فهم خاطيء إلى النصوص القرآنية، لقد كان المسلمون  قبل انتشار الوهابية بالعالم العربي والإسلامي  أكثر تسامح والقبول بالعيش المشترك.
يبقى الفكر الشيعي هو الأفضل في بناء الدول المدنية، مرجعيات الشيعة الجعفرية بغالبيتها مع إقامة دول مدنية وتعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية، معظم مرجعيات الشيعة لايؤمنون في إقامة دولة دينية قبل دولة الإمام محمد بن الحسن المهدي، لكن الفيالق الإعلامية البعثية الوهابية يتبعون أساليب دنيئة للكذب والتدليس ومحاولة شيطنة الشيعة.
في الختام نحن كشعوب عربية نحتاج فكر ديني معتدل يؤمن بالتعايش السلمي وقبول الرأي والرأي الآخر، وكذلك بحاجة إلى أفكار سياسية دينية أو يسارية أو ليبرالية أو حتى العشائرية بشكل معتدل، مشكلتنا أن بلداننا ساحة خصبة لصراعات الدول العظمى الخمسة، بأدوات محلية حقيرة تمتهن طرق الخيانة والغدر والتآمر كنموذج البعثيين الساقطين.


نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
13/3/2024