د. فاضل حسن شريف
 
أقام مسجد الإمام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية جلسة قرآنية يقرأ كل حاضر آيات من الجزء السادس من القرآن الكريم بإشراف السيد عبد السلام الموسوي، فقراءة دعاء الافتتاح، ومحاضرة للشيخ حسن العامري، فأذان المغرب وصلاتها، ومأدبة الإفطار للمتبرع مؤسس المسجد الحاج عطا علي.

كان عنوان محاضرة الشيخ حسن العامري (القرآن الكتاب الأعظم) حيث قال أن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان فكان أعظم أشهر السنة زفي ليلة القدر التي هي أعظم ليالي السنة، ونزل على قلب الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أعظم شخصية حتى قيام الساعة. كلما أهتم الإنسان بالقرآن نسمو وتتعاظم شخصيته. 

يقدر عدد عناوين الكتب في العالم نحو 200 مليون عنوان، واعظم هذه الكتب هو القرآن لاسباب منها انه الأكثر كتاب قراءة، فالملايين تقرأه يوميا وبالتالي تزداد علاقة القارئ بالله تعالى . وفي شهر رمضان يختم مئات ملايين المسلمين قراءة القرآن الكريم. وتفتتح جلسات المؤتمرات والحلقات بتلاوة القرآن. السبب الثاني لعظمة القرآن أنه كتاب ينمي أخلاق شعوب العالم. وفي أكبر مكتبة في العالم وهي مكتبة الكونكرس الامريكي يوجد نحو مليون عنوان كتاب إسلامي محتوياتها تتضمن آيات قرآنية. السبب الثالث أن دساتير وتشريعات نحو 70 دولة إسلامية تأخذ فقراتها من القرآن الكريم. السبب الرابع ان القرآن الكتاب الذي لا يتغير ولا يتبدل "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر 9). السبب الخامس يمكن استخلاص أكثر من 250 ألف عنوان من محتويات القرآن. السبب السادس القرآن هو الدليل الذي يؤدي لمتبعه دخول الجنة، وقد يؤدي أيضا إلى دخول النار اذا اتخذ القرآن لتمشية رغباته الشخصية والدنيوية كما يفعل وعاظ السلاطين في تفسيراتهم لآيات القرآن. 

جاء في الحديث (من قرأ في شهر رمضان آية من القرآن كان له اجر من ختم القرآن في غير من الشهور)، وحديث آخر (إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء قيل: وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت، وتلاوة القرآن). وجاء أيضا (عليك بالقرآن فإِن الله خلق الجنة بيده، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ملاطها المسك، وترابها الزعفران، وحصباؤها اللؤلؤ، وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن، فمن قرأَ القرآن قال له : اقرأَ وارق ومن دخل الجنة منهم لم يكن في الجنة أَعلى درجة منه ما خلا النَّبيُّون والصديقون). والأهم من قراءة القرآن تدبره على أن تؤخذ التفاسير الصحيحة للقرآن "فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا" (الفرقان 52). 

وقد أبتدأ الشيخ العامري تفسير القرآن الكريم مبتدئا بسورة الواقعة وأوضح ان ما يذكر في المحاضرة هي تفاسير العلماء وليس تفسير شخصي. قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار). قوله تعالى "إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ" (الواقعة 1) اذا في القرآن يعني يحدث حتما "إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ" (النصر 1)، و "إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا" (الزلزلة 1). هنالك فرق بين كلمة وقع أو واقعة في اصطلاح اللغة العربية والاصطلاح القرآني. الواقعة باللغة العربية يعني الوقوع من الأعلى الى الأسفل بينما في القرآن الواقعة تعني الامر الحاسم "قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ" (الاعراف 71)، و "فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الاعراف 118). ومعنى الواقعة كذلك وقوع أمر عظيم مثل وقعة الحرة. والواقعة من اسماء يوم القيامة، ويقدر اسماء القيامة في القرآن الكريم 70 اسم وأقلها تحديدا 17 أسم مثل يوم الدين والطامة "كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا" (الفجر 21). قوله عز وجل "لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ" (الواقعة 2) أي أمر مفروض وليس كاذب. قوله جل جلاله "خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ" (الواقعة 3) خافضة لمن كذب بها في الحياة الدنيا، ورافعة لمن صدق بها في الحياة الدنيا، وتفسير آخر خافضة المستكبرين ورافعة المستضعفين. وفي يوم القيامة ينكشف الناس على حقيقتهم.