(غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة (ح 2)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة: أحكام النون والميم المشددتين والغنة: - أحكام النّون والميم المشددتين: يجب مراعاة الغنّة عند التلفظ بحرفي النّون والميم المشددين وصلا ووقفاً على حد سواء، فكل واحد منهما حرف أغنّ تخرج غنته من الخيشوم، وحرف النّون آصل في الغنّة من الميم لقربه من الخيشوم. والتركيز على وجود الغنّة فيهما في حالة الوقف آكد، نحو الوقوف على "أتمّهنّ" أو "الجآنّ" أو"عمّ"، فقد يخطأ بعضهم في الوقوف على هذه الكلمات وما شابهها، فيقف عليها بنون أو ميم  ساكنتين، دون التنبه إلى وجود التشديد علي الحرف الموقوف عليه وضرورة غنه بمقدار حركتين. - الغنة: تعريفها: لغة: صوت في الخيشوم، واصطلاحا:صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم، ترافقهما في حالة السكون والحركة، والإظهار والإدغام والإخفاء. فالغنة صوت لا حرف، وهي صفة ترافق موصوفها. ومقدار الغنّ (الغنة) حركتان، والحركة هي مقدار قبض الأصبع أو بسطه. 
 
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها  فاما الذين امنوا فيعلمون انه (غنة النون الساكنة أو المشددة) الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا اراد الله بهذا مثلا  يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا  وما يضل به الا الفاسقين" (البقرة 26)، و "كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" (البقرة 28)، و "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنّ (غنة النون الساكنة أو المشددة)َ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 29)، و "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي (غنة النون الساكنة أو المشددة) جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ" (البقرة 30)، و "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) كُنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) صَادِقِينَ" (البقرة 31)، و "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَنْتَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ" (البقرة 32).
 
في الآية الكريمة "فمنهم من آمن ومنهم من كفر" (البقرة 253) النون في "فمنهم" و "ومنهم" ساكنة ليست لها غنة لانها ظاهرة كونه الحروف التي تليها (الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء) بينما النون في "من" لها غنة. وفي الآية "له جنة من نخيل وأعناب" (البقرة 266) أربع كلمات كل كلمة تحوي على حرف نون أثنان مشددتان فيها غنة واثنان لا وجود للغنة فيهما "من" نون ساكنة و "وأعناب" نون متحركة.
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَكْتُمُونَ" (البقرة 33)، و "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ" (البقرة 35)، و "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ (غنة النون الساكنة أو المشددة) هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" (البقرة 37)، و "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مِنِّي (غنة النون الساكنة أو المشددة) هُدًى فَمَنْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة 38)، و "وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ (غنة النون الساكنة أو المشددة) هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" (البقرة 39)، و "وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ" (البقرة 41).
 
جاء في الموسوعة الحرة عن السكون: السكون لغةً: هو ضد الحركة. وهو أحد شكلات الحروف في اللغة العربية، وهو عبارة عن خلو العضو من الحركات عند النطق بالحرف، فلا يحدث بعد الحرف صوت فينجزم عند ذلك: أي ينقطع، فلذلك سمي جزمًا اعتبارًا بانجزام الصوت، وهو انقطاعه ويُرسم السكون كدائرةٍ صغيرة أعلى الحرف ـْ، وفي ضبط المصحف يمثل برأس خاء صغيرة بدون نقطة ـۡ.
 
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها (غنة النون الساكنة أو المشددة) في سورة البقرة "وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَعْلَمُونَ" (البقرة 42)، و "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَنْفُسَكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) وَأَنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" (البقرة 44)، و "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا (غنة النون الساكنة أو المشددة) لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة 45)، و "الَّذِينَ يَظُنُّونَ (غنة النون الساكنة أو المشددة) أَنَّهُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) إِلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة 46)، و "يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي (غنة النون الساكنة أو المشددة) فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة 47)، و "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ (غنة النون الساكنة أو المشددة) عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (غنة النون الساكنة أو المشددة)" (البقرة 48)، و "وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) تَنْظُرُونَ (غنة النون الساكنة أو المشددة)" (البقرة 50)، و "وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ (غنة النون الساكنة أو المشددة) ظَالِمُونَ" (البقرة 51).    
 
جاء في كتاب منهاج الصالحين للسيد السيستاني (مسألة 616): الأنسب أن تكون القراءة على طبق المتعارف من القراءات السبع وإن كان الأقوى كفاية القراءة على النهج العربي وإن كانت مخالفة لها في حركة بنية أو اعراب، نعم لا يجوز التعدي عن القراءات التي كانت متداولة في عصر الأئمة عليهم السلام فيما يتعلق بالحروف والكلمات).
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 27