(~: المد المتصل) وتطبيقات من آيات سورة آل عمران (ح 2)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
حروف المد الثلاثة الألف والواو والياء عن طريق الزيادة والإطالة في حرف المد نتيجة لمجيئه قبل الهمزة أو النون الساكنة أو التنوين، وفي المد يعني هو التطويل والزيادة والإمداد، ويعد المد أحد أهم أحكام التجويد. ويطلق على المد المتصل اسم المد الواجب، ويتعلق ذلك المد بحروف المد الثلاثة واي
 
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المتصل) في سورة آل عمران "وَرَسُولًا إِلَى بَنِي (~: المد الزائد المنفصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي (~: المد الزائد المنفصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" (ال عمران 49)، و "فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف الاول لورود الهمزة بعده) وَنِسَاءَكُمْ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ" (ال عمران 61)، و "قُلْ يَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (ال عمران 64)، و "وَقَالَتْ طَائِفَةٌ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (ال عمران 72).
 
عن غايه المريد في علم التجويد للمؤلف عطية قابل نصر: أحكامُهُ: أحكامُ المدِّ الفرعيِّ ثلاثةٌ: 1- الوجوب، 2- الجواز، 3- اللزوم. فالوجوب: خاص بالمد المتصل فقط.
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المتصل) في سورة آل عمران "وَلَا تُؤْمِنُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف المقصورة لورود الهمزة بعده) أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ (~: المد الزائد بست حركات لزوما في حرف الالف لورود حرف مشدد بعده) عِنْدَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (ال عمران 73)، و "يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" (ال عمران 74)، و "وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" (ال عمران 75)، و "إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" (ال عمران 77)، و "وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" (ال عمران 80).
 
جاء في الموسوعة الحرة عن أحكام المد: المد الأصلي: هو المدّ الطبيعي الذي لا تقوم ذات حرف المد إلا به، ولا يتوقف على سبب من همز أو سكون، أي لا يقع بعد حرف المد لا همز ولا سكون، بل يكفي فيه وجود أحد حروف المد الثلاثة المجموعة في كلمة "واي"وهي الألف والواو والياء التي جمعت في كلمة "نوحيها". وسمي مدا طبيعيا لأن صاحب الطبيعة السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزيد عليه، ويمد بمقدار حركتين إحداهما حركة الحرف من فتحة أو كسرة أو ضمة والثانية هي مقدار حرف المد من ألف أو واو أو ياء، كما في هذه الأمثلة: قال - يقول - قيل فحركة القاف في هذه الأمثلة الثلاثة هي إحدى حركتي المد المقدرتين للمد الطبيعي، والألف والواو والياء كل منهم مقدار للحركة الثانية. وقد قدر العلماء وأئمة الأداء الحركة بأنها بمقدار قبض الأصبع أو بسطه بحال الإسراع بحيث لا يتجاوز ربع أو ثلث الثانية الواحدة على مقياس الوقت، ويدرك ذلك صاحب الذوق السليم زيادة أو نقصا. وتجب ملاحظة أن الحرف قبل الألف لابد أن يكون مفتوحا، وأن الحرف قبل الواو يشترط أن يكون مضموما، وأن تكون هي ساكنة. والياء المدية يشترط أن يكون ما قبلها مكسورا وأن تكون هي ساكنة كما سبق في أمثلة: قال يقول وقيل. لأن الواو والياء إذا انفتح ما قبلهما سمي كل منهما حرف لين فقط ولا يسميا حرف مد مثل: ياء: عليهم - وكذلك وأو: يومكم وهذا المد الطبيعي المسمى بالمد الأصلي له ثلاثة أحوال: الحالة الأولى: أن يكون ثابتا في حال الوصل وحال الوقف، مثل كلمة "أتجادلونني" لأن كل حرف منها لم يأت بعده همز أو سكون كما أنه لم يسبق بهمز أيضا، أي لا يوجد سبب من أسباب زيادة المد على المد الطبيعي الذي يمد بمقدار حركتين. الحالة الثانية: أن يكون المد ثابتا وصلا ومحذوفا وقفا، مثل هاء الضمير وصلا هكذا "بيده ملكوت" "ومن يأته" "مؤمنا" "قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت". فالهاء ممدودة مدا طبيعيا في هذه الأمثلة وصلا فقط، وعند الوقف تسكن بدون مد، ويسمى هذا النوع أيضا مد الصلة الصغرى. الحالة الثالثة: أن يكون ثابتا وقفا محذوفا وصلا، أي عكس الحالة الثانية وذلك إذا كان حرف المد مبدلا من تنوين الفتحتين عند الوقف، كالوقف على "أحدا" "حكيما" "حسيبا"، فإن التنوين في هذه الأمثلة ونحوها يبدل حرف مد ألفا عند الوقف فقط، ويسمى هذا أيضا مد العوض. وقد وقع هذا المد في موضعين في القرآن العظيم كان اللفظ فيها من جنس الأفعال وهما "وليكونا من الصاغرين" بسورة يوسف، "لنسفعا بالناصية" بسورة العلق. وكذلك يحذف حرف المد وصلا إذا وقع بعده ساكن في كلمة أخرى، فيحذف تخلصا من التقاء الساكنين وصلا مثال "وقالا الحمد لله الذي فضلنا" "وقالوا اتخذ الله" "أفي الله شك"، وعند الوقف يثبت حرف المد هكذا. ومن ذلك النوع كلمات مخصوصة يحذف مدها وصلا ويثبت وقفا عند حفص مثال "لكنا هو الله ربي"، لو وقفنا عليها اختبارا أو اختيارا لكنا بالمد باثبات ألف بعد النون وقفا تبعا لرسمها في المصاحف والكلمة أصلها "لكن انا هو الله ربي"وكذلك كلمات "فأضلونا السبيلا ربنا آتهم" "وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي" "وأطعنا الرسولا وقالوا" في سورة الأحزاب تحذف وصلا لحفص ومن وافقه هكذا.
 
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها علامة (~: المد المتصل) في سورة آل عمران "كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الواو لورود الهمزة بعده) أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (ال عمران 86)، و "أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ" (ال عمران 87)، و "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) هُمُ الضَّالُّونَ (~: المد الزائد بست حركات لزوما في حرف الالف لورود حرف مشدد بعده)" (ال عمران 90) (ال عمران 90)، و "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُولَئِكَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ" (ال عمران 91)، و "كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي (~: المد الزائد المنفصل في حرف الياء لورود الهمزة بعده) إِسْرَائِيلَ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ (~: المد الزائد المتصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا (~: المد الزائد المنفصل في حرف الالف لورود الهمزة بعده) إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (ال عمران 93).
 
جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة:  الاستعاذة: - الاستعاذة: معناها اللجوء والاعتصام، وصيغتها قول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما وردت في سورة النحل آية 98 "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". - أوجه الاستعاذة: إذا اقترنت الاستعاذة بأول السورة باستثناء أول سورة براءة فلجميع القراء أربعة أوجه فيها، إذا علمنا أن المقصود بقول: "الأول" الاستعاذة، وبقول: " الثاني" البسملة، وبقول: "الثالث" بداية السورة، والأوجه الأربعة هــي: - الوجه الأول: قطع الجميع دون وصل، فيقف القارئ على الاستعاذة وعلى البسملة، ويبتدئ بأول السورة، والوقف يكون بقطع القراءة مع أخذ النفس. - الوجه الثاني: وصل الجميع دون انقطاع. - الوجه الثالث: قطع الأول، ووصل الثاني بالثالث،أي الوقف على الاستعاذة، ووصل البسملة بأول السورة. - الوجه الرابع: وصل الأول مع الثاني وقطع الثالث،أي وصل الاستعاذة مع البسملة، والوقف عليها والابتداء بأول السورة. وهذا الوجه أفضل الوجوه وأكملها.
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 28