(المد العارض للسكون) وتطبيقات من آيات سورة آل عمران (ح 2)‎
    
د. فاضل حسن شريف
 
جاء في موقع الدكتور السيد حسين علي الحسيني عن أحكام التلاوة: المد وهمز الوصل: المد العارض للسكون: - المد العارض للسكون: وهو من أنواع المد الجائز، وهو:"أن يقع سكون عارض للوقف بعد حرف المدّ واللين أو بعد حرف اللين وحده". ولذا يتحقق هذا المد إذا وقف القارئ على كلمة كان الحرف قبل الأخير بها حرف مد أو لين، فسبب المدّ هنا هو السكون العارض على الكلمة الموقوف عليها، نحو الوقوف على (تعلمون)، و(نستعين)، و(عباد)، ومثال العارض بعد اللين، نحو (شيء)، و(خوف). وأما في حالة وصل هذه الكلمات فيبقى المد طبيعيا، لزوال العارض بالنسبة لحروف المد واللين، وأما بالنسبة لحرفي اللين في الوصل، فيمدان مدًّا يسيرا دون المد الطبيعي، لأن فيهما بعض ما في حروف المد، ويجوز في المد العارض أوجه ثلاثة: القصر(حركتان)، والتوسط (أربع حركات)، والطول (ست حركات).
 
قال الله تعالى في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران "أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 22)، و "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (ال عمران 23)، و "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 24)، و "فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو)" (ال عمران 25)، و "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 26)، و "تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الألف)" (ال عمران 27).
 
قال الله سبحانه في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران "لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 28)، و "قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 29)، و "يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الألف)" (ال عمران 30)، و "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 31)، و "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الواو) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 32)، و "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 33).
 
قال الله عز وجل في آيات قرآنية فيها علامة (المد العارض للسكون) في سورة آل عمران "ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 34)، و "إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 35)، و "فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 36)، و "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الألف)" (ال عمران 37)، و "فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 39)، و "وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (المد العارض للسكون عند الوقف في حرف الياء)" (ال عمران 42).
 
جاء في موقع ملزمتي عن الفرق بين المد العارض للسكون ومد اللين للكاتب طة سوزي الريس: الفرق بين ما يسمى بالمد العارض للسكون ومد اللين، ويعد قسم المد وأحكامه في أحكام التلاوة، من أوسع وأهم الأقسام في علم أحكام التلاوة، وهناك أنواع عديدة وتتفاوت أحكامه بين جائز وضروري. ومن أنواع المد، المد العارض للسكون، مد اللين، لكن يبقى السؤال هنا، ما الفرق بين المد العارض للسكون ومد اللين؟ ما هو المد؟ ولكي نعرف الفرق بين المد العارض للسكون ومد اللين، ينبغي أولاً أن نعرف ما هو المد وأنواعه، وبعض أحكامه. المد هو إطالة الحرف في النطق، وفيه ثلاثة أحرف هي الهمزة، والواو، والياء، ويقاس بالحركات. تقدر الحركة بوقت مد الإصبع وقبضه، وهي إما حركتان، أو أربع حركات. أو ست حركات، والثالث هو أطول نوع من المد. يحدث المد إذا ظهر بعد أي من الأحرف الثلاثة للتمديد حرف ساكن أو حرف مشدد، ويختلف حكمه بين الضروري والمسموح. والضروري لا بد من التقيد به، ولكن المسموح يجوز مد الخطاب إلى أكثر من حركتين، أو حصر التمديد في حركتين فقط. يحدث المد بسبب تقارب اثنين من الحروف الساكنة، أما الحرف المشدد. فهو حرفان مدمجان، أولهما حرف ساكن، فهو الذي يأتي بعد حرف المد، لذلك كان سبب المد. يتم إنشاء نوعين من المد، الأول هو المد العارض للسكون، مثل نستعين. والنوع الثاني هو مد اللين العارض للسكون مثل بيت.
 
جاء في الموسوعة الحرة عن أحرف سبعة: الغاية من نزول القرآن على سبعة أحرف: بحسب بعض الآراء فإن الغاية من نزول القرآن بسبعة أحرف هي: التهوين والتيسير على الأمة والتوسعة عليها في قراءتها للقرآن الكريم كما تدل على ذلك الأحاديث النبوية الواردة في هذا المقام ومنها: روي عن أبي بن كعب في صحيح مسلم: أحرف سبعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار قال: فأتاه جبريل فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم أتاه الثانية فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا أحرف سبعة. إثراء التفسير والأحكام الشرعية بتعدد الأحرف، لأن تعدد الأحرف يترتب عليه تعدد المعاني وتزاحمها على سبيل الإثراء والتأييد، لا على سبيل التعارض أو التناقض. إظهار كمال الإعجاز بغاية الإيجاز لأن كل حرف مع الآخر بمنزلة الآية مع الآية في دلالتها و فيما اشتملت عليه.
 
 
 
 
محرر الموقع : 2024 - 03 - 29