د. فاضل حسن شريف
 
صلاة الجمعة ليوم الخامس والعشرين من رمضان:

جاء في خطبة الجمعة للشيخ حسن العامري باللغة الانكليزية التي أقامها مسجد الامام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية عن (عدم اليأس من غفران الذنوب): وابتدأ بالاية المباركة بسم الله الرحمن الرحيم "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ" (النساء 48) وقال يغفر الله كل الذنوب عدا الشرك. وكما ورد في الحديث إن الله تعالى أكبر من ذنبك وهو قادر على غفرانه، و (إنه ليس لأنفسكم ثمن إلا الجنة، فلا تبيعوها إلا بها). فالله تعالى خلق الجنة لعباده، ولكن وساوس الشيطان جعله ينسلخ منها الى الأرض. قال الله تعالى "إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف 87). فالصلاة وقراءة القرآن والأعمال الخيرية تمحو السيئات نتيجة وساوس الشيطان. استغفر الله بأخلاص تمحى ذنوبك "مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ" (النساء 147). سأل الامام علي عليه السلام عن أفضل آية فقال "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ" (هود 114). قال الله تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر 53).

التوبة تأتي عندما تذهب إلى الله وتسأله التوبة. قال الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم (فإن الشقي من حُرِم غفران الله في هذا الشهر العظيم). على الإنسان أن يرفع يديه الى الله تعالى وحده لا الى غيره يسأله المغفرة والتوبة على ذنوبه. الله عز وجل يضاعف الحسنات. وهو سبحانه طلب من رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم أن يسلم على المؤمنين ويقول لهم ان ربكم صاحب رحمة وهو الغفور الرحيم "وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (الانعام 54) فالله عز وعلا يمحو الذنوب.

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في المناجاة الشعبانية (إلهي ما أظنك تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك). العبادة نتيجتها غفران الذنوب والدخول الى الجنة فالله تعالى لا يخيب عبده. فما عليك الا أن تطرق باب الله سبحانه فانه لا يغلق بابه لاحد، بينما الناس قد يغلقوا أبوابهم امامك. الله عز وجل يوجهك الى الطريق المستقيم فما عليك الا شكر نعمه بإنجاز عباداته، فما حضورك اليوم لصلاة الجمعة إلا شكر لله على نعمه. وعبادتك في شهر رمضان هي هو نوع من شكر الله على تمام الصحة والعافية. روي عن جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما قال: دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بَصُر بي قال لي: يا جابر، هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه، وقل: اللهم لا تجعله آخر العهد من صيامنا إياه، فإن جعلتَه فاجعلني مرحومًا، ولا تجعلني محرومًا؛ فإنه مَن قال ذلك ظفِر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته.