الكتابة الكونيّة النافذة :
    

 

 

 

بقلم العارف الحكيم :
أساليب و طرق مختلفة ظهرت مع مرور الزمن لكتابة المقالات الصحفية و العلمية و غيرها من مناهج كتابة البحوث و المقالات, و تختلف تبعاً للكاتب و مدى قدرته و تفاعله مع ما يكتب قبل تفاعل القُرّاء والعالم لم يعد يستطيع ألأستغناء عن الكتابة لدورها الكبير في تحقيق الأهداف و المشاريع و تحقيق التواصل الأجتماعي بل بوصفها (الكتابة) العالم الذي يجد المرء فيه ذاته وضالّته و حياته، فعندما تقرأ لكاتب جيّد أو يُجيد الكتابة بصدق و واقعية، فإنك تشمّ رائحة الأمكنة والفصول والمطر والشمس والنوافذ والناس و الحقائق و كل شيئ مذكور و كأنك تعيش معهم تلك القصة و تشاركهم أحداثها .. بل تشمّ رائحة الكاتب نفسه و كأنك تعيش التفاصيل و تسمع همسات القلوب أو المعارك والخطابات و ترى الحقائق التي تقرأها وكأنها متجسدة أمامك و في أعماق وجدانك و خيالك الخصب لرسوم مجازية, لهذا قالوا ؛ [المجاز أبلغ من الحقيقة]، كما تلمس حنين قلوب أبطال الروايات و القصص المذكورة في الكتب, مثل هؤلاء الكتاب المتمكنين يأخذونا إلى عوالم لا متناهية، حيث تحتاج الكتابة الأبداعية الشفافة إلى الكثير من الصدق و الجهد ثمّ المعرفة والقراءة والموهبة والمهارة والدراية، كونها العالم الوحيد الذي يسعنا عندما تضيق بنا الدنيا, و هنا تبرز الفلسفة الخاصة المعتمدة لدى أؤلئك الكُـّاب المتميّزيين, قد تسبب نظريات جديدة تضاف لنظريات الفلاسفة الكبار المرموقين عبر التأريخ كفلاسفة اليونان الكبار أو فلاسفة الأندلس أو الفلاسفة الذين برزوا في عصر النهضة و عصر ما بعد المعلومات أي مع الألفية الثالثة التي ختمنا فيها الفلسفة بـ [الفلسفة الكونية العزيزية] أو [ختام الفلسفة], لكنها تحتاج بآلتأكيد إلى الإغناء و التفكر العميق و المطالعات الواسعة و معرفة أكثر من لغة لأنّ اللغة وحدها باب واسع للدخول من خلالها إلى الثقافات الأخرى وهضمها بشكل جيد و بآلتالي لتكون إنسان آخر يضاف لإنسانيتك الأصليّة فكل لغة إنسان, ليكون حجمك بتعدد اللغات التي تعرفها, و بآلتالي بعدد الثقافات التي تحويها!.

و المُرتكز الآخر الأهم الذي يجب الإستناد عليه لتكون مميّزاَ و مبدعاً و مؤثراً و جذّاباً في اوساط الناس و في مقدمتهم المثقفين ؛ هو رسم منهج خاص و أساس منطقي جديد يقترب ليكون قاعدة للكتابة الكونيّة النافذة, و قد بحثنا هذا الموضوع بشكل منهجيّ و فلسفيّ بليغ في كتابنا الموسوم بـ [فن الكتابة و الخطابة] , و الذي بمطالعته يفتح أمامك آفاق و متاهات الفكر الكونيّ النافذ عبر الرابط أدناه ؛ لكن لا تنسى بأنّ أمراء الكلام هم الأنبياء و خاتمهم(ص) ثم الأئمة الطاهرين (ع) أبداً و الفلاسفة و العلماء بغيابهم و بلا منازع حتى ظهور الأمام المهدي المنتظِر و المُنتظَر(ع):

 

عزيز حميد مجيد

 

 

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 04 - 20