جحوش صدام والخوف من الأغلبية
    

جحوش صدام والخوف من الأغلبية

 المعروف جيدا إن عبيد صدام وجحوشه لا يخشون إلا أسم الأغلبية  كلما سمعوا هذه الكلمة يصابون بحالة من الإسهال فيفقدوا السيطرة على   أنفسهم لأن الأغلبية تذكرهم بالانتخابات   لأن الانتخابات  تأتي بالأغلبية   وهذا يعني وصول من يشاركهم او يقلل من سطوتهم  او حتى ينهي سيطرتهم  وهذا غير مقبول بل أمر مرفوض من قبل صدام  لهذا نرى الطاغية أصدر أمرا بإعدام وكل من  يدعوا الى الانتخابات الى الأغلبية  لأن الانتخابات والأغلبية تزعج  وتقلق القائد الضرورة وتشل عقله وفكره ولا شك إن ذلك يؤثر  على   عملية   خطة إبادة العراقيين والعرب والمسلمين وتدمير العراق  والمنطقة العربية والإسلامية   لهذا كانت مهمة عبيد صدام وجحوشه ان لا يسمع  القائد الضرورة كلمة انتخابات أو أغلبية  من خلال ذبح المواطن  قبل ان  تطلق من لسانه 

  وبما إن العراق لم يخلوا من طاغية ودكتاتور   ومن مستبد وظالم   وحقير  منذ استشهاد الإمام علي  واحتلال العراق من قبل الطاغية معاوية وفرض العبودية على العراق والعراقيين  حتى قبر الطاغية صدام الذي كان امتداد لطغيان  وجور معاوية    وبقبر الطاغية  صدام اعتقد العراقيون  إنهم تخلصوا من الطغاة والطغيان لا يدرون  أن أمريكا  قد هيأت  صدام آخر  وهو مسعود برزاني  ولكن بزي كردي في شمال العراق  فهذا هو الآخر عدو للانتخابات  لاسم الأغلبية  حيث كان  عبيد صدام  يصرخون بوجه الشعب العراقي إذا قال صدام قال العراق  فما قيمة الانتخابات وعبارة الأغلبية  وهاهم جحوش صدام وعبيده الذين تحولوا الى جحوش وعبيد مسعود بعد قبر صدام  يصرخون لا نريد انتخابات  ولا كلمة أغلبية  إذا قال مسعود قال شمال العراق  وأعلنوا حرب إبادة ضد كل من يدعوا الى الانتخابات  واتهموه بكل التهم السيئة وأصبح مسعود وعائلته وحزبه العنصري الصهيوني هم السادة وهم القادة وأصبح  ابناء الشمال مجرد عبيد وخدم  وجعلوا من اربيل قاعدة تجمع لكل أعداء العراق الحر الديمقراطي من  عناصر البعث ومن الدواعش الوهابية ومقرا  للمخابرات المعادية للعراق والعراقيين وفي المقدمة  الصهيونية ( الأمريكية  الإسرائيلية  العوائل المحتلة للخليج والجزيرة  آل سعود آل نهيان  آل خليفة  آل صباح وغيرها )  والعمل معا لإعادة نظام الباطل والعبودية نظام صدام

 لهذا كتب أحد جحوش صدام الذي تحول بالاستعاضة  الى جحوش مسعود  مقالا يهاجم فيه الأغلبية  لا شك ان هذا الجحش كتب المقال بأمر من سيده مسعود لأنه لا يرغب بسماع كلمة الأغلبية  لانها تزعج مسعود وتقلقه كما كانت تزعج سيده صدام وتقلقه

لا شك ان رؤية الملك فيصل الأول حول العراق (  لا يوجد في العراق شعب عراقي  بعد بل توجد تكتلات بشرية خيالية خالية من أي فكرة وطنية متشعبة بتقاليد وأباطيل دينية لا  تجمع بينهم  جامعة)  انها عين الصواب والدليل إن العراقيين لم يتغيروا ولم يتبدلوا  بوضعهم وحالتهم  بعد قرن من الزمن

 وهذا يعود الى الحكام الطغاة الظالمين  الذين حكموا العراق منذ استشهاد الإمام على وتسلط بدو الصحراء  الأعراب ثم بدو الجبل الأتراك  وحتى تأسيس عراق الباطل ثم عودة بدو الصحراء بمساعدة  بدو الجبل الأكراد  ثم حكم الطاغية صدام  فهؤلاء حاربوا النزعة العراقية الإنسانية واتهموها بكل التهم  وطعنوا في شرف في دين في أصل في عراقية كل عراقي حر وشريف يعتز ويفتخر بإنسانيته وعراقيته  حيث قاموا  بعمليات إبادة كاملة وتهجير وسبي   لبعض المكونات العراقية مثل  المكون الشيعي والمكون ألفيلي والمكون الإيزيدي والمسيحي  وغيرهم الكثير وكثير ما أكرهوا واجبروا هذه المكونات على التخلي عن إنسانيتهم عن عراقيتهم  واعتناق وحشيتهم وجهلهم  كما فعل صدام وزمرته وما يفعل امتداد صدام مسعود  في شمال الوطن

فصدام اعتبر كل العراقيين من بدو الصحراء أي  أعراب ومسعود اعتبر كل أبناء الشمال   من بدو الجبل أي أكراد   وهذه الحالة تذبح    الحالة العراقية الواحدة وتقسمه الى حالات متعددة متصارعة ومتحاربة ولا تزال هذه الحالة هي السائدة والغالبة في العراق

هل يمكننا القضاء على تلك الحالة التي  أسسها الطغاة البغاة أمثال صدام ومسعود ومن حولهما من العبيد والجحوش   الإجابة  الأمر صعب لكنه ليس مستحيل   إذا تمكنا من خلق مجموعة من كل المكونات العراقية  تنطلق من مصلحة العراق والعراقيين وذات نزعة إنسانية  صادقة  وتسعى لبناء عراق ديمقراطي يضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات  ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة  سالكا طريق  الانتخابات  الحرة  التي تنتج أغلبية وأقلية   فمن حق الأغلبية الحكم ومن حق الأقلية ان تعارض

ومن أصول الديمقراطية  وجود معارضة وبدون معارضة لا وجود للديمقراطية

ليت جحوش صدام وعبيده  الذين  بعد قبر صدام أطلق عليهم عبيد وجحوش مسعود  يفهموا ويتعلموا  وإلا فأن شعبنا كما قبر صدام سيقبر مسعود  وكل عبيدهم وجحوشهم

مهدي المولى

محرر الموقع : 2024 - 04 - 25