عراقيو بلجيكا يستقبلون اللاجئين الجدد في منازلهم بدلا من تركهم في المخيمات
    

 

لم يقف عراقيو بلجيكا مكتوفي الايدي وهم يشاهدون مئات العوائل العراقية والسورية من اللاجئين التي وصلت للتو الى بروكسل العاصمة وغيرها من المدن الاخرى ، بعد رحلة مضنية أرهقتهم كثيرا وهم يتنقلون من بلد لاخر لاسابيع عديدة ، يصارعون الخوف والموت الذي فروا منه من بلدانهم ، حتى لاحقهم في البحر المتوسط الذي ابتلع العشرات منهم ، مرورا بالطريق الملئ بالمغامرات والمخاطر بين بلدان (اليونان ومقدونيا وصربيا وهنغاريا والمانيا) وصولا الى بلجيكا.

الاعداد الكبيرة وغير المتوقعة التي وصلت الى بلجيكا سببت أرمة كبيرة في السكن ما اضطر السلطات الى اسكانهم في خيام لا تتوفر فيها المستلزمات الكافية.

هنا بادر ناشطون عراقيون في بلجيكا الى مساعدة القادمين الجدد ، وقامت الكثير من العائلات العراقية بتوفير وجبات الطعام والملابس والمستلزمات الضرورية للاجئين العراقيين والسوريين.

بينما بادر آخرون الى إصطحاب عائلات بإكملها الى منازلهم ، لينعموا بقسط من الراحة والدفء في ظل اجواء باردة ومتقلبة تشهدها بلجيكا هذه الايام.

مراسل وكالة الصحافة الاوروبية بالعربية "يورو برس عربية" بادر هو الاخر بإصطحاب عائلة عراقية الى منزله بعد ان  واجهتها مشكلة بعد وصولها الى مخيم اللجوء.

هذه العائلة التي تخطت كل مصاعب الهجرة من تركيا حتى الوصول الى بلجيكا مجتمعة ، كاد خطأ لمفوضية اللاجئين ان يفرقهم كل في مكان في منطقة "سانت نيكلس". وكان الحل ان يقوم مراسلنا بدعوتهم للبقاء في منزله حتى معالجة الخطأ.

العائله مكونه من اب عمره 26 سنه (سامر) والام 19 سنه (منى) وابنتين . 

سامر، عراقي من محافظة ديالى / قرية هويدر الواقعة جنوب بعقوبة يقول انه وعائلته عانوا كثيرا حتى وصلوا الى بلجيكا. بعد ان وجد من الهجرة الحل الوحيد للخلاص من التهديد الذي تعرض له في مدينته.

سامر يعمل حلاقا ولديه صالونه الخاص، لكنه تعرض لتهديدات كثيرة بسبب الصراعات الطائفية في المدينة فقرر  ترك عمله والهروب الى العاصمة بغداد لعله يجد فرصة عمل هناك وتحظى عائلته بالامان.

ولكن بعد يوم من وصوله الى بغداد فجروا محله في ديالى وقتل فيه عمه واصيب اخيه بجروح.

حينها قرر سامر الخروج من العراق الى تركيا.

يصف الزوجين سامر ومنى رحلة الموت وفي قلوبهم غصة لتركهم بلادهم.. كانت المخاطرة الاكبر هي رحلة القارب من تركيا الى اليونان، حيث أبحر الزورق الساعة الثامنة مساءا  وكان يتسع  ل 15 شخصا لكن المهرب حشر فيه  35 شخص. دفع كل فرد منهم 1500$ والاطفال عن كل طفلة 500$ .

يواصل سامر ومنى حديثهما : في البدء كان الامر طبيعيا ولم نشعر بالقلق، ولكن بعد مرور 10 دقائق شعرنا برعب حقيقي بسبب الامواج المتلاطمة ودخول المياه الى الزورق، وبدأ الشباب الذين معنا بإفراغ الماء الذي دخل الى الزورق، ولكن البحر كان اسرع منهم حيث كانت المياه تعود الى الزورق بسرعة.

يضيف سامر ومنى : كان خوفنا على أطفالنا كبيرا جدا لدرجة اننا فكرنا ان نضحي بإرواحنا من اجل انقاذهم ، حيث كان الموت اقرب الينا في تلك الساعة.. بقينا على هذا الحال ل (5) ساعات ثم بدأت محاولات الاتصال بخفر السواحل اليونانية الذي زودنا به المهرب قبل المغادرة، وبعد عددة محاولات انقذ جميع من في المركب من قبل خفر السواحل اليونانية.

 الام منى ، وبعد وصولها الى بلجيكا بعد هذه الرحلة المليئة بالمخاطر تقول : هذه المرة الاولى التي تنام فيه ابنتي اكثر من 15 ساعة منذ مغادرتنا تركيا. واشعر بانني محظوظه بالناس الموجودين هنا بالرغم من صعوبة التواصل معهم، ونأمل بمستقبل أفضل في هذا البلد الآمن بعد ان زالت مخاوفنا من الاخطار التي كنا نعيشها في بلدنا.

 

يورو برس عربية

محرر الموقع : 2015 - 09 - 05