باحث هجرة نرويجي: لهذه الأسباب يختار اللاجئون التوجه إلى شمال أوروبا
    

عشرات الآلاف من المهاجرين، يتوجهون شمالاً نحو أوروبا والأجزاء الشمالية منها على وجه التحديد، الكثير منهم يسعون الى طلب اللجوء في السويد أو النرويج أو فنلندا أو ألمانيا، ولكن لماذا هذه البلدان تحديداً؟

حاول باحث الهجرة النرويجي يان بول بريك إيجاد جواب لهذا السؤال، من خلال إجراءه مقابلات معمقة مع طالبي لجوء من العراق وأريتريا والشيشان، وتوصل الى أن الهدف الذي يحدد الوجهة النهائية للاجئين هي سمعة البلد وسياسة اللجوء فيها.

ونقلت صحيفة “ميترو” عن بريك الذي يعمل في معهد أبحاث أبسوس MMI، أن هناك خمسة معايير مهمة في “هرم الأسباب” تساعد على اتخاذ قرار اختيار بلد ما، دون آخر لتقديم طلب اللجوء فيه:

- في أساس الهرم، يقع عامل تمتع البلد المقصود بالسلامة والأمن، كما هو الحال في معظم البلدان الأوربية.

- يجب أن يتوفر في بلد اللجوء مستقبل للأطفال والبالغين، وفرص للعمل والاندماج والأمن الاجتماعي، وهو ما يحصر طلب اللجوء في عدد من البلدان.

- وجود شبكة علاقات اجتماعية لطالب اللجوء في بلد اللجوء، كالأسرة والأصدقاء والأبناء أيضا أحد الأسباب الأكثر تفضيلاً.

- تمتع البلد بسياسية لجوء سخية مع كل ما يترتب على ذلك من حسن استقبال اللاجئين والمعونات الممكنة وأوقات الانتظار القصيرة، تعد شروط مهمة في تحديد البلد الهدف، لتقديم اللجوء.

وفي جزء الهرم العلوي، يركز الباحث بريك على بعض المعايير الأكثر ليونة، منها المواقف الوطنية وسمعة البلدان الأوربية المتراكمة بين اللاجئين.

- كل ما يخلق سمعة جيدة حول بلد اللجوء، يمكن أن يكون مؤثراً على تفضيله من قبل طالبي اللجوء. مثل حديث رئيس الحكومة السويدية السابق فريدريك راينفيلدت عن أنه يجب على السويديين فتح قلوبهم للاجئين وموقف الترحيب بالمهاجرين الذي تحدثت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في حين خلق الساسة الدنماركيون سمعة سيئة من خلال مواقفهم الأكثر تحفظاً.

الدنمارك من الدول الأفضل للاجئين

على الرغم من التصريحات التي أطلقها ساسة دنماركيون وساهمت في تكوين سمعة سيئة عن بلدانهم، تنتمي الدنمارك الى ادول الاتحاد الأوربي التي توفر أفضل ظروف لطالبي اللجوء، حتى بعد قرارات خفض معدلات استقبالهم.

ويجد البروفيسور بريك، أنه من الصعب إجراء تصنيف دقيق، ولكن في الدنمارك يحصل طالب اللجوء البالغ على معونة لجوء تفوق ما يحصل عليه طالب اللجوء في بلدان أوربية أكثر شعبية مثل ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.

وعلى الرغم من أن السويد وألمانيا، هما أكثر الدول شعبية لطلب اللجوء في الوقت الراهن، الا أنهما لا يتصدران قائمة أكثر دول اللجوء التي توفر سخاءً اقتصاديا لطالبي اللجوء.

كما أن السويد وألمانيا، ليستا الأفضل في فترات الانتظار، التي قد تزيد في السويد عن العام ونصف العام، فيما لا تستغرق في الدنمارك وفنلندا والنرويج غير 3-5 أشهر.

وبحسب عدد من باحثي الهجرة، فأن صورة الدنمارك كبلد غير صديق للاجئين، أقوى بكثير مما تتحدث به الإحصائيات.
وإلى جانب ما توصل إليه الباحث النرويجي، يمكن إضافة أن قرارات بعض الدول فيما يتعلق باستقبال اللاجئين السوريين، ساهم في تحديد وجهات اختيار هذه الدول، خاصة السويد التي قررت منح الاقامات الدائمة للسوريين، وألمانيا التي تغض النظر عن بصمة اتفاقيات “دبلن”

محرر الموقع : 2015 - 09 - 27