فحص الوقود الأحفوري.. قد يكشف وجود حضارة سابقة للبشر‎
    

يعتقد بعض العلماء أن قبل 56 مليون سنة كانت #الأرض أكثر دفئاً، بفضل ذوبان الجليد في القطبين، وقد كان الطقس عليها أفضل مما هو عليه الآن.

وأعقب ذلك ما يعرف بـ"العصر الإيوسيني"، في الفترة من 56 إلى 34 مليون سنة للوراء، ويرى باحثون أن تلك الفترة شهدت ظهور الثدييات الحديثة.

لكن ثمة حلقة مفقودة تتعلق بأمر ما حدث في تلك الفترة غيّر قوانين #المناخ، وجعل الطقس مضطرباً. ويرجح بعض الباحثين في دراسات جديدة أن هذا الأمر متعلق بحضارة متطورة، قد تكون من صنع البشر أو كائنات أخرى.

وإن بدت هذه النظرية شبيهة بنظريات أصحاب المؤامرات ومتابعي الأجسام الغريبة، إلا أنه يجري حالياً التحقيق منها بشكل جدي من قبل علماء مهتمين.

وقد كتب البروفيسور آدم فرانك من "جامعة روشستر" في مجلة "ذا أتلانتيك": "هناك لغز هنا. فإذا كان النشاط الصناعي للأنواع السابقة لنا قصير المدى، فقد لا نتمكن من رؤيته بسهولة أو تلمس أثره".

وبحسب صحيفة "مترو" البريطانية، يرى فرانك أن تاريخ الأرض يشهد بعض الطفرات، وليس بالضرورة أن يعتبر قياس الوقت حاسماً في فهم الأمور.

ومن هنا، قرر فراند أن الأمر يتطلب طرقاً جديدة مخصصة ومبتكرة للعثور في الرواسب القديمة على دليل عن حدث قصير الأجل غيّر بتاريخ الأرض.

الأثر غير المباشر

بعبارة أخرى، "إذا لم تكن تبحث عن أمر ما صراحةً، فقد لا تراه"، أي أنه قد لا يترك أثراً واضحا لك لتتعرف عليه بسهولة، أي لا توجد عليه أدلة مباشرة.

على سبيل المثال، بحسب فرانك: "الأُثر الذي سيتركه الإنسان الحالي للمستقبل على الأرض، يتضمن أشياء، مثل اللدائن في المحيطات، وأدلة على استخدام الأسمدة، والأهم من ذلك كله دليل على استخدام الوقود الأحفوري"، بمعنى أننا قد لا نترك البنايات ولا هياكل السيارات ولا الحواسيب، فكل شيء سوف يذوب وينزوي ليصبح أشياء أخرى، ومن هنا تأتي نظرية البحث غير المباشر التي يتبناها فرانك.

الوقود الأحفوري

وفي هذا السياق، يقول فرانك: "إن الحضارات قد تؤدي - من خلال الانهيار - إلى خلق المزيد من أنواع الوقود الأحفوري، لكي تستخدمها حضارات المستقبل".

ويعتبر الوقود الأحفوري دليلاً غير مباشر وأثراً لحضارات بشرية سابقة على الأرض، وهو ليس مسألة تجسيمية كأهرامات مبنية أو أي نوع من الآثار الملموسة.

ويضيف: "لقد فتح عملنا إمكانية التوقع بوجود حضارات سابقة على كواكب أخرى من خلال تقصي الوقود الأحفوري".

ويتابع: "فإذا كانت الحضارة تستخدم الوقود الأحفوري، فإن تغير المناخ الذي يتسبب فيه، يمكن أن يؤدي إلى انخفاض كبير في مستويات الأكسجين في المحيطات".

يمضي للتوضيح: "تساعد مستويات الأكسجين المنخفضة هذه (المسماة نقص الأكسجين المحيطي) على إطلاق الظروف اللازمة لصنع الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم في المقام الأول، وبهذه الطريقة، قد تزرع الحضارة بعد زوالها البذور لحضارات جديدة في المستقبل".

ومن هنا، فتقصي #الوقود_الأحفوري قد يفتح الطريق أمام فهم تاريخ الإنسان على الأرض والحضارة بشكل أفضل.

محرر الموقع : 2018 - 04 - 17