قراءة في نتائج الانتخابات بالعراق.. الصدر له اليد العليا بتشكيل الحكومة، والعبادي أمام فرصة لولاية ثانية
    

 يسير رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر قدماً نحو تصدر نتائج الانتخابات البرلمانية في العراق، مع تقدم كتلة “سائرون نحو الإصلاح” التي يقودها، والمؤلفة من تحالف الصدريين مع الحزب الشيوعي للنتائج الرسمية.وهذا يعني أن مقتدى الصدر سيكون له اليد العليا في تشكيل الحكومة المقبلة  . وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات نتائج جزئية في عموم العراق ، وبقي الإعلان الرسمي النهائي الذي يشمل ما يعرف بالتصويت الخاص للعسكريين والمرضى والعراقيين في  الخارج.

وعلى الرغم من تراجع مركزه في الانتخابات إلا أن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي  أمامه فرصة كبيرة  لمنصب رئيس الوزراء لفترة ثانية  .

إذ يتعين على الفائز بأكبر عدد من المقاعد، أياً كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية كي يحظي بأغلبية برلمانية. ويجب تشكيل الحكومة خلال 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية. ولهذا ترجح مصادر “راي اليوم”   التحالف  بين العبادي والصدر لضمان بقاء العبادي رئيسا للحكومة لولاية ثانية فهو  الاقرب من حيث السياسات والتوجهات الداخلية والخارجية  من الصدريين  .

وحسب التقديرات الأولية في بغداد فإن  شكل التحالفات المقبلة يمكن أن يتلخص في مسارين  الأولى تتمثل بائتلاف سائرون بزعامة مقتدى الصدر  والنصر بزعامة حيدر العبادي  في حال تحالفهما وهوالأمر الأقرب أن يتحقق فيما بعد، وقد يلتحق بهذا التحالف ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي.

أما المسار  الآخر فيكون من  تحالف محتمل بين قائمة الفتح بزعامة هادي العامري ودولة القانون بزعامة المالكي وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم وبعض القوى الصغيرة ذات التوجه المشابه.

ويجول مبعوث الرئيس الأمريكي إلى العراق ” بريت مكغورك”  والسفير الأمريكي في العراق” دوغلاس سيليمان”  على الزعماء السياسين في العراق من بغداد إلى أربيل  في تحرك نشط لافت للأمريكيين يهدف بشكل واضح إلى التأثير في شكل التحالفات المقبلة داخل البرلمان . بينما تراقب طهران عن كثب المشهد ، دون أن يسجل حتى الآن أي زيارة لمسؤول ايراني أو تصريح صادر من طهران يتعلق بالنتائج التي سارت باتجاه يبدو أنه لا يصب في مصالحتهم.  ورغم حالة العداء بين السيد مقتدى الصدر والولايات المتحدة ، إلا أن الأمريكيين سيتغاضون عن هذا مقابل ضمان قطع الطريق على حلفاء ايران .

وعلق السفير السعودي السابق المثير للجدل “ثامر السبهان ” على نتائج الانتخابات العراقية عبر منصته في تويتر ، مرحبا بتقدم تحالف سائرون بزعامة الصدر ، وقال السبهان ” فعلا انتم سائرون بحكمة وطنية وتضامن واتخدتم القرار للتغيير نحو عراق يرفع بيارق النصر باستقلالية عروبته،  وهويته ابارك للعراق بكم “”

ومن خلال هذه المواقف تبرز حتمية مواجهة ساخنة بين ايران والولايات المتحدة في شكل الحكومة المقبلة في العراق ، وأين يتجه العراق في المرحلة المقبلة .

 و دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جميع الأطراف السياسية والمواطنين الى إحترام نتائج الإنتخابات وسلك الطرق القانونية فيما يخص الإعتراض على النتائج.

كما أعرب العابدي في أول مؤتمر صحفي له بعد إعلان نتائج الانتخابات العامة في العراق أعرب عن إستعداده للعمل والتعاون مع الكتل الفائزة الأخرى في الانتخابات لتشكيل حكومة تحفظ أمن العراق و إستقراره وتمنع عودة الإرهاب إليه و تكون خالية من الفساد والمحاصصة الطائفية المقتية.

أما في كردستان العراق فقد حل الاتحاد الوطني الكردستاني أولا في السليمانية بينما حل الديمقراطي الكردستاني أولا في اربيل ، وليس هناك ثمة مؤشرات على أن الكرد سوف يدخلون موحدين إلى قبة البرلمان وإلى سباق التحالفات كما فعلوا خلال كل الانتخابات التي تلت احتلال العراق عام 2003 ، بل سيقدم كل حزب من الحزبين التقليديين  أوراق اعتماده منفردا للقوائم الكبرى في بغداد من أجل التحالف والدخول في الحكومة على حساب الآخر .

حركة محمومه و اتصالات مكوكية تجري الآن في العراق ، لحسم السباق نحو إعلان الكتلة الأكبر في البرلمان الجديد ، ليكون لها نصيب تشكيل الحكومة . الصورة سوف تتضح خلال أيام قليلة ، أن كانت ولادة الحكومة ستكون ميسره أم أنها ستخضع لمخاض عسير .

المصدر: رأي اليوم

محرر الموقع : 2018 - 05 - 14