مقرب من العبادي يحلل أسباب تراجع قائمة "النصر"
    

تحدث إحسان الشمري مستشار رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الجمعة، عن الاسباب التي أدت إلى تراجع قائمة "النصر" في الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت يوم السبت الماضي.

وقال الشمري في تدوينة على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك اليوم 18 آيار 2018 إن "الانتخابات التشريعية في العراق لعام 2018 انتهت، وافرزت نتائج رقمية جعلت ائتلاف رئيس الحكومة حيدر العبادي ضمن المراكز الثلاث المتصدرة للقوى السياسية لهذه النتائج".

وأضاف أن "الاغلب كان يتوقع ان ائتلاف النصر سيحصد غالبية الاصوات، لكن لغة الارقام كانت تختلف الى حد ما وذلك لعدة فواعل داخلية".

واوضح الشمري "ويقفز للذهن السؤال الابرز ماهي اسباب التراجع (مثلما روج خصوم العبادي لهذا المصطلح) وهل نجح العبادي ام فشل في مشروعه؟".

وتابع "وهنا لابد من الارتكاز على عدة حقائق لغرض الوصول للاجابة الموضوعية ومنها".

واستطرد قائلا إن ائتلاف النصر ائتلاف وطني بامتياز، لذا نجح ولاول مرة بالحياة السياسية العراقية بصنع قائمة للعراقيين كافة عابرا الحواجز المذهبية والقومية والمناطقية (الاول في نينوى).

وأضاف "رغم أن الائتلاف تشكل حديثا (قبل ثلاثة اشهر) وليس لديه جمهور متحزب الا أنه حقق نجاحا كبيرا خلال فترة قياسية مقارنة مع الاخرين الذين لديهم وجود قديم وتشكيلات منظمة".

واوضح الشمري أن "ائتلاف النصر لم يعمد الى استثمار كون زعيمه على رأس الحكومة، فالعبادي فصل بين الاداء الحكومي والاداء الانتخابي، وكان بامكانه اطلاق التعيينات وتوزيع الاراضي والامتيازات او الوعد بها لكسب اصوات كثيرة، الا أنه لم يفعل التزاما منه بنهج الدولة وثقافة المسؤول، وهذا منهاج جديد يحصل لاول مرة في العراق بأن رئيس الوزراء لايستفيد من موقعه وامكانات الدولة لصالح ائتلافه".

وأشار إلى أنه رغم ممارسات بعض الكتل الاخرى في التسقيط والضغط على المصوتين الا أن العبادي ابى ان يستخدمها كمنهج او كورقة انتخابية رغم انه في السلطة".

وقال إن "الانتخابات الاخيرة كانت اكثر انتخابات فيها سيطرة امنية وتمكن العبادي من الحفاظ على مهنية وحيادية القوات الامنية ولم يستغل المنظومة الامنية وهو القائد العام للقوات المسلحة في التصويت الخاص".

وأضاف "في شروط تشكيل ائتلاف النصر ومابعد الانتخابات، قاد العبادي التوجه ضد المحاصصة الحزبية والفئوية المقيتة لذا تعرض الى هجمة شرسة ممن اعتاشوا عليها".

وأشار إلى أن حسابات استمرار ومراكمة مشروع الدولة لا السلطة كانت هي الاهم بالنسبة للعبادي، وهذا مادفعه لتشكيل النصر كقائمة انتخابية .

وخلص إلى القول إن الحديث الذي يدور عن تشكيل تحالفات للحكومة القادمة، أخذ يعيد للذاكرة صورة المحاصصة وفسادها والرجوع للتقسيم الطائفي والقومي، بدأ يشعر الاغلب بقلق كبير.. هنا يقفز مشروع الدولة لا الشخص او الكتلة او الطائفه ويتصدر اداء ومشروع العبادي كنموذج وطني لخارطة قادمة تشعر الجميع بالاطمئنان ..في هذه اللحظة ندرك بان مشروع الدولة الذي اسسه العبادي هو الفائز الاكبر بمعزل عن الارقام التي حصل عليها ائتلاف النصر .

محرر الموقع : 2018 - 05 - 18