60 ألفا من طالبي اللجوء الى هولندا بنهاية السنة لتصل إلى نحو 1800 خلال الأسبوع
    

قال خيرت فيلدرز، النائب الشعبوي الهولندي المعروف بعدائه للإسلام والمهاجرين، في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية، إنه لو كان القرار بيده لأغلق الحدود، في وجه ما أسماه “الغزو الإسلامي” في إشارة إلى توافد اللاجئين إلى بلاده. وتزايدت شعبية حزب فيلدرز “الحرية”، حيث أفادت استطلاعات الرأي أنه بإمكانه الحصول على أعلى نسبة في تاريخه بالبرلمان لو أجريت انتخابات اليوم.

أعلن النائب الشعبوي الهولندي خيرت فيلدرز في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الفرنسية، أنه لو كان القرار بيده لأغلق حدود بلاده أمام “الغزو الإسلامي” الناجم عن تدفق مئات آلاف المهاجرين إلى أوروبا.

ومع تنامي شعبية “حزب الحرية” اليميني المتطرف الذي ينتمي إليه في ظل أكبر أزمة للاجئين تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يتطلع فيلدرز لتولي رئاسة حكومة هولندا في انتخابات العام 2017.

وقال فيلدرز، في مقابلة داخل البرلمان الهولندي، “الطريقة الوحيدة للتعامل مع ذلك هي في استعادة سيادتنا الوطنية وإغلاق حدودنا (…) أنا لا أطلب شيئا غريبا، أنا اطلب أن تغلق الحكومة أبوابها كما فعلت المجر… أن نغلق حدودنا أمام من نعتبرهم مهاجرين وليسوا لاجئين”.

وبقدر عدد الذين يستنكرون خطابه، تلقى تصريحات فيلدرز النارية عددا مماثلا من المؤيدين، وتجد تربة خصبة في صفوف الطبقة المتوسطة التي تخشى من حدوث اضطرابات اجتماعية مع وصول الآلاف من طالبي اللجوء من سوريا وأفغانستان وبلدان أخرى تشهد نزاعات إلى هولندا.

وبينت استطلاعات للرأي نشرت الأحد أن حزب “الحرية” يمكن أن يحصل على 38 مقعدا في مجلس النواب الذي يضم 150 مقعدا في حال تنظيم الانتخابات اليوم، وهي أعلى نسبة يسجلها في تاريخه.

وتستعد هولندا التي تضم 17 مليون نسمة لاستيعاب 60 ألفا من طالبي اللجوء بنهاية السنة لتصل إلى نحو 1800 خلال الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني وفق آخر الأرقام الرسمية.

– “غضب وخوف” –

خلقت قضية الهجرة حالة من الاستقطاب في هولندا التي لطالما فاخرت بتقاليدها العريقة القائمة على الوئام السياسي والتسامح والتنوع الثقافي والتي تشهد تراجعا.

ففي الأيام الماضية دعا الملك فيليم الكسندر وكذلك المشرعون إلى الهدوء بعد تجمعات صاخبة بشأن استقبال اللاجئين.

وقال فيلدرز (52 عاما) “الناس في حالة غضب، إنهم خائفون، إنهم يريدون سياسة مختلفة والنخبة السياسية لا تصغي إليهم. لهذا تكتسب أحزاب مثل حزبي في كل أوروبا الكثير من القوة”.

وقال فيلدرز “كلما اتسعت قاعدة مؤيدينا أصبح من الصعب تجاهلنا وأنا واثق أن أمامنا فرصة للحكم”.

فيلدرز الذي شبه القرآن بكتاب هتلر “كفاحي” وطالب بحظر النقاب وصف موجة الهجرة الحالية بأنها “غزو إسلامي”.

وهاجم فيلدرز القادة الأوروبيين مثل المستشارة إنغيلا ميركل لأنها فتحت أبواب بلادها أمام اللاجئين قائلا “أعتقد أن الأمر كان غير مهني وحتى غير مسؤول. ليس علينا أن ندفع ثمن غباء إنغيلا ميركل”.

– التحريض على الكراهية –

لكن الأمور لا تسير كلها على ما يرام بالنسبة لفيلدرز الذي يتوقع أن يحاكم السنة المقبلة بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية بعد أن وعد خلال الانتخابات البلدية بأنه سيعمل على ضمان “تقليل عدد المغاربة” في هولندا.

وعندما بدأ الحشد بالصياح “أقل أقل” أجاب فيلدرز باسما “سننظم الأمر”، ما أدى إلى رفع أكثر من ستة آلاف شكوى ضده.

وقال فيلدرز إنه كان يقصد “العناصر المجرمة من بين المغاربة وليس إلى كل المغاربة”.

وتلقى فيلدرز الذي يحاط بتدابير أمنية مشددة منذ اغتيال السينمائي تيو فان غوخ المعادي للإسلام عدة تهديدات بالقتل بسبب آرائه المعادية للإسلام. وأشارت معلومات إلى أنه على لائحة الاغتيالات لدى تنظيم القاعدة.

ويقول فيلدرز إنه يعارض العنف بما في ذلك ضد المسلمين رغم أن تصريحاته بشأن القرآن والإسلام تعتبر مسيئة للإسلام بنظر الكثير من المسلمين المعتدلين.

وقال “إذا هدد البعض باستخدام العنف ضد أي كان، أي شخص أو أي مؤسسة فيجب إحالتهم إلى المحاكمة وحبسهم لمدة طويلة”.

وأضاف “لا أحد في هذا البرلمان وفي هذه البلاد يعرف أفضل مني ما يعني أن تكون مهددا بالعنف”.

فرنس 24 مصدر

محرر الموقع : 2015 - 11 - 15