مجلس إحياء ذكرى شهادة الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام في مؤسسة الامام المنتظر (عج) في السويد
    

في ليلة باردة عاصفة أخرى من ليالي شتاء السويد القارص، قصد المؤمنون الموالون مؤسسة الإمام المنتظر(عج) لإحياء ذكرى غريب طوس الإمام البر التقي الغريب المظلوم المسموم علي بن موسى الرضا عليه السلام.

إفتتحت المراسم بآيات مباركات من آي الذكر الكريم قرأها الحاج أبو هاشم القرآني تبعه بزيارة الأئمة عليهم السلام.

بعده كان مجلس الليلة لخادم الأئمة الأطهار سماحة الشيخ غموس الزيّادي بدأه بذكر مصيبة الإمام الرضا عليه السلام ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ" سورة الممتحنة آية 13 وقال:

هنا يأمرنا الله سبحانه وتعالى أن لا نتولى قوما غضب الله عليهم. أي لا نتبعهم في كل شيء حتى إذا كانوا مسلمين وشيعة. فلم يقل أنهم كفار أو مشكرين أو ملحدين بل المغضوب عليهم. فهؤلاء بعيدون عن الآخرة كما أن الكفار لا يصدقون أن الموتى يبعثون يوماً.

لكننا بحاجة أن يعرف من هم المغضوب عليهم. فإن قرأنا القرآن بعلم وفهم لكي نتعرف على هؤلاء النماذج من الأشخاص الذين غضب الله عليهم. فإن طابق فعل هؤلاء الناس سنة رسول الله الحقيقية يمكن أن يكتشف هل هم ممن غضب الله عليهم أم لا. فهل هم هؤلاء الذين يتصور البعض أنهم اليهود والنصارى بسبب بعض التفسيرات القصيرة بأن الآية الكريمة في سورة الفاتحة "غير المغضوب عليهم ولا الضالين". فبهذا ينصرف نظرنا عن الجرائم التي يقوم بها الحكام والمتسلطين بإسم الدين ويتوجه فقط الى جزء يسير من المغضوب عليهم.

فالمغضوب عليهم هم من جاءوا بما يخالف حكم الله وفطرته التي فطر الناس عليها نراهم يأتون بالأدلة والبراهين التي تشوش على الناس الفقراء الذين لا يستطيعون التمييز بين الحق والباطل ليثيروا الفتنة واللغط بين الناس بإيجادهم عقائد جديدة.

وهناك مغضوب عليهم هم الفارون عن الدفاع عن الوجود والدين والعرض والأرض. بسم الله الرحمن الرحيم: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ" سورة الأنفال آية 15.

وآخرون قال الله تعالى: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ" سورة آل عمران آية 112. فهناك أناس هدفهم الإعتداء على الأنبياء وأولاد الأنبياء والمؤمنين والمصلحين فعلينا أن لا تنولاهم ولا نتبعهم أو حتى إحترامهم ناهيك عن الدفاع عنهم وتبرير جرائمهم. فدولة الأمويين التي عاثت في الأرض فساداً وغيرت دين الله وقتلت المسلمين وغيرت دين الله.

وكذلك الدولة العباسية التي جاءت بشعار الدفاع عن المظلومين من المسلمين والعلويين. فقد قتلوا الأئمة ومنهم الإمام الرضا عليه السلام الذي ظلم في حياته وبعد إستشهاده.

فقد إنتشرت في المسلمين ثقافة غير سليمة عن ممارسات بعض العباسيين على أنهم من محبي أل البيت. فمعنى الثقافة هي من الثقف وهو الرمح المستقيم. فهذه بعيدة عن معنى الثقافة الحقيقية. فالمأمون من هؤلاء الناس الذين يحاول البعض تحسين صورته بأنه أعطى ولاية العهد للإمام الرضا عليه السلام.

فالمأمون هو من المجرمين المحترفين إبتدأ حكمه بقتل أخيه الأمين وعلّق رأسه في القصر وأمر بسبه ولعنه كلما مرعليه شخص.

فقد كان يكلف الحاشية والزبانية بإرتكاب الجرائم ثم يقتلهم ويغدر بهم بطريقة شيطانية ثم يمشي في جنائزهم ويبكي عليهم ويتعهد بلأخذ بثأرهم ثم يقتل الأبرياء ويدعي أنهم هم القاتلون. وكان من أكبر مؤامراته هي تكليف ثلاثين شاباً بقتل الإمام الرضا عليه السلام بضربة واحدة كما كانت قريش تريد فعله بالرسول صلى الله عليه وآله لكن الله كشف خطته وتراجع عنها. فما كان منه إلا أن يلجأ الى حيلة ثانية وهي أن يجعل الإمام الرضا عليه السلام قريباً منه بحجة أن يجعله أمام أعين الناس ثم يشوه سمعته بالإدعاء عليه زوراً وإحراجه أمام الناس. ومن جانب آخر جعله تحت مراقبته. ولم يجد الإمام الرضا عليه السلام بداً إلّا أن يستجيب الى طلب المأمون وإلا كان لدى الزبانية الذين جاءوا اليه أن يقتلوه في حالة الرفض.

وقد أقام المأمون المجالس العديدة بحضور الإمام الرضا عليه السلام وجمع غفير من كهنة اليهود والنصارى وفقهاء المذاهب الأخرى لإحراج الإمام في مناظرات في كل مجالات الحياة.

وإما ولاية العهد فقد أجبر المأمون الإمام عليها وهدده بقتله إن لم يقبل. فقبل بشروط عديدة منها أن لا يكون له أي أمر أو سنة أو تغيير في شيء ولا يكون له أي تدخل بالحكم لكيلا ينسب اليه أي حكم أن جريمة اليه.

وكانت حادثة صلاة العيد التي أمر المأمون الإمام بأدائها هي الحادثة التي قرر فيها المأمون التخلص من الإمام الرضا عليه السلام.

فقد أمر المأمون الإمام الرضا عليه السلام بإمامة صلاة العيد فإشترط الإمام أن يقيمها كما كان يقيمها الرسول وأمير المؤمنين فوافق المأمون وإذا بإمام يغتسل ويلبس ملابس بيضاء بسيطة كان يكبر ويهلل ويمشي في الطرقات دون أي مظهر من مظاهر الإمارة والملك. فجعل الناس كلها تتبعه حتى أصبح الجمع الغفير الذي يتبعه بالألوف. فوصل الخبر الى المأمون فأرسل طالباً من الإمام العودة ليتفرق الناس من حوله.

بعدها أمر المأمون بوضع السم في اللبن الذي أمر الإمام بشربه. وكان ذلك السبب الى إستشهاد الإمام الرضا مسمواً مغدوراً.

ثم ذكر مصيبة سم الإمام الرضا عليه السلام فبكى الحاضرون لهذا المصاب الجلل.

بعده كان دور المراثي و اللطم مع الرادود الحسيني الحاج  أبو جعفر الربيعي بلطميات ولائية تفجعت معها قلوب الحاضرين على حب الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام. 

وفي ختام المراسيم رفع جميع الحاضرين أكف الدعاء الى الباري تبارك و تعالى ، لينصر حشدنا المقدس و جيشنا و قواتنا الأمنية ، و لإمامنا إمام العصر و الزمان ، بتعجيل الظهور و النصر على أعداء الدين.  
محرر الموقع : 2015 - 12 - 01