تقرير أميركي يكشف عن ثلاث إستراتيجيات أميركية بالعراق‎
    

 

صوت الجالية العراقية / دعا الكاتب الصحفي الأميركي سين ماكغوفين الإدارة الأميركية إلى المشاركة في العملية السياسية بالعراق عقب الانتخابات، محذرا من أن التخلي عن العراق قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار.

وقال الكاتب في مقال له بموقع "ناشونال إنترست" تحت عنوان "لا تتخلوا عن العراق"؛ إن السياسة الأميركية تجاه العراق منذ انسحاب قواته عام 2011 ركزت على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية دون أن تلقي بالا للسياسات العراقية المحلية، وهو ما اعتبره خطأ.

ويعتبر ماكغوفين أن الانتخابات العراقية التي جرت في 12 مايو/أيار الماضي تمثل فرصة لمشاركة أميركية تسهم في التعاطي مع المخاوف الأميركية الإستراتيجية الثلاثة: هزيمة تنظيم الدولة، ومواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة، والحد من حالة عدم الاستقرار الإقليمي.

ويذكّر الكاتب بأنه بعد خروج القوات الأميركية من العراق عام 2011 بدأ رئيس الحكومة السابق نوري المالكي تحويل المؤسسات الحكومية إلى طائفية لصالح الشيعة، وتمثل هذا في القوات الأمنية التي ارتفعت فيها نسبة الشيعة من 55% عام 2010 إلى 95% بحلول عام 2014.

وأضاف أن حقيقة دعم الإدارة الأميركية آنذاك لترؤس المالكي الحكومة عام 2006، وبالتالي المساهمة بدون قصد في بروز تنظيم الدولة؛ تحتم على المسؤولين الأميركيين التدقيق بشكل إستراتيجي في اختيارهم للمرشحين الجدد.

ويتابع الكاتب أن المعارضة داخل حكومة المالكي كانت عاملا أساسيا في قرار إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في عدم تجديد الاتفاقية الأمنية مع العراق، وبالتالي خروج القوات الأميركية.

والمشكلة الحقيقية -والكلام لماكغوفين- أن تركيبة الحكومة الجديدة ستؤثر على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستطيع الاستمرار في الشراكة مع القوات الأمنية العراقية في حربها ضد تنظيم الدولة، ولذلك فإن الحكومة المقبلة التي قد ترفض التعاون العسكري مع الأميركيين قد تهدد المكاسب التي أنجزها الجيش العراقي بدعم من القوات الدولية (على رأسها الولايات المتحدة) في حرب ضد التنظيم منذ 2014.

وفي ما يتعلق بإيران، فإن العراق بالنسبة لها خيار إستراتيجي، لا سيما مع فرض العقوبات الأميركية على طهران التي ستجعل العراق ممرا لتجارتها.

ويربط الكاتب ذلك بالانتخابات التي كان فيها رجل الدين مقتدى الصدر الفائز الأكبر، قائلا إنه بالرغم من أن الصدر ليس الخيار الأمثل نظرا لعلاقاته التاريخية مع إيران، وانقلابه عليها ليتحول إلى السعودية والإمارات، فإن العديد من المحللين يرونه أفضل من مجموعات تدعو للتقارب مع إيران.

ويختم ماكغوفين بأن الفرصة ما زالت أمام الأميركيين للانخراط ودعم عملية تشكيل الحكومة الجديدة، بما يضمن عدم عودة تنظيم داعش، والحد من النفوذ الإيراني في العراق.

 

 

محرر الموقع : 2018 - 08 - 03