إحياء ذكرى ولادة الرسول الأعظم(ص) والإمام الصادق(ع) في مؤسسة الامام المنتظرفي السويد (تقرير مصور)
    

 

أقامت مؤسسة الامام المنتظر(عج) في السويد احتفال المولد النبوي الشريف بحضور سماحة الشيخ محمد سعيد الواعظي وجموع كبيرة من المؤمنين من مدينة مالمو أحيت الجالية الحفل السنوي البهيج و الذي تميز هذه سنة عن باقي السنين ففيها إحتفل المسلمون والمؤمنون مرتين بذكرى ولادة سيد البشر وخاتم النبيين وحبيب إله العالمين وشفيع الأولين والآخرين أبي القاسم محمد(ص) وكذلك ذكرى ولادة الإمام إبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق(ع) حيث تتزامن أيضاً مع إحتفالات ولادة روح الله ورابع أنبياء أولي العزم والمبارك يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً الرسول عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

ففي السادس والعشرين من شهر كانون الأول وفي ليلة شتائية ممطرة إجتمع المؤمنون في مؤسسة الإمام المنتظر(عج) على حب سيد البشر وأخيه وحفيده لإحياء هذه المناسبة المجيدة.

إفتتح الحفل البهيج عريفه الشيخ أبو صدوق المشكور مرحباً بالحضور ومباركاً لهم هذه المناسبة الميمونة. ثم قام الحاج أبو هاشم القرآني بقراءة أيات مباركات من القرآن الكريم.

ثم قام الشيخ المشكور بإلقاء كلمة المؤسسة في هذه المناسبة مهنئاً العالم الإسلامي بهذه المناسبة. ذكرأ نبي الرحمة بما جسدته شخصية بقمة الإنسانية منبهاً إن الكوارث والمصائب والغش والتنكيل والقتل والتكفير هو بسبب إبتعاد أمته عن نهجه القويم وخير مثال على ذلك ما يتعرض له أتباع أهل البيت من العراق الى اليمن الى نيجيريا الى البحرين الى السعودية الى لبنان وباقي الموالين في مختلف بقاع الأرض. فتناسى الناس ما أمر به الرسول الأعظم من حفظ دماء المسلمين وأعراضهم وأوطانهم من أي تعرض وإعتداء داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ المؤمنين من كل شر وغدر.

وإختتم بدعوة الشاعر الموالي الحاج أبو كرار الركابي بإلقاء شعره الشعبي الذي صدح به مشاركاً الجمهور بأشعاره الجميلة من أبوذيات الى قصائد في مدح الرسول الأعظم(ص) والسيد المسيح(ع) والإمام الصادق معرجاً على التضحيات التي يقدمها الحشد الشعبي والجيش الوطني المجاهد في حفظ الأرض والعرض ضد أحفاد بني أمية وخوارج العصر.

بعده قدم عريف الحفل العلامة الشيخ محمد سعيد الواعظي الذي أفتتح كلمته بالصلاة على محمد وآل محمد ذاكراً الحديث النبوي الشريف "يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا" فخير من عرف الرسول الأكرم من الأولين والآخرين هو الإمام علي بن أبي طالب والذي وصف رسول الله في أول خطبة من نهج البلاغة والتي عجز المفسرون عن شرحها بشكل وافي. فإبتدأ أمير المؤمنين في هذه الخطبة بحمد الله سبحانه وتعالى بكلمات لم يأتي بها بشر من قبل ومن بعد ولازال علماء اللغة والدين عاجزين عن تفسير هذه الكلمات التي هي دون مستوى الخالق وفوق مستوى البشر. بعدها عرج عليه السلام على خلق خليفة الله في الأرض آخذا من الملائكة عهداً بالسجود له والذي هو سجود الإكرام لآدم وتعظيماً لمقامه وطاعةً لله سبحانه وتعالى بالإمتثال لأمره. فسجد الملائكة أجمعون إلا إبليس أبى وإستكبر وكان من الكافرين. ثم ذكر سكن آدم وزوجه الجنة التي أغوى فيها الشيطان آدم وزوجه ناقضين فيه عقدهم مع الله سبحانه وتعالى بطاعته فأكلا من الشجرة الملعونة عاصياً بها ربه. فأنزله الله الأرض التي تاب فيها عليه وعلى زوجه وتلقى فيها كلماته سبحانه وتعالى. فالتوبة هي ديدن المؤمنين حيث تطهر قلوبهم وتمحو ذنوبهم وتجعلهم من المقربين والعليين في الدنيا والآخرة وهي مما تميز فيها البشر عن باقي المخلوقات والتي إفتقدها إبليس.

وهناك عهد ثالث، ذكره أمير المؤمنين في هذه الخطبة، أخذه الله من بني آدم جميعاً بقوله تعالى في الآية 60 من سورة يس: "أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" فبعث الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين مذكرين الناس بالعهد الذي عاهدوا الله عليه بعدم إتباه الشيطان عبر هواهم وغرائزهم المحرمة والتي نصت عليها الشرائع السماوية وتجميد عقولهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها فهؤلاء "..لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" (الآية 179 من سورة الأعراف). ثم ذكر مبعث الرسول الكريم حسب قوله تعالى "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ" (أية 2 سورة الجمعة) والذي جمع الناس على كلمة التوحيد فهداهم من الضلالة وأنقذهم.. من الجهالة. وذكر الشيخ الواعضي أن الولاء للرسول وأهل بيته لا يتوقف عند الشعائر الدينية والحسينية دون وعي ولا إدراك أو إهتداء بفكرهم والإنفتاح على معارف أهل البيت والسير على نهجهم في حياتنا فهو كنز لاينضب تركوه لنا لنستقيم على هداهم. وحذر سماحته المؤمنين من الإنغماس في الدنيا والإبتعاد عن هذا الطريق القويم بسبب الجهل أو العلم دون العمل أو العمل دون علم فإقتران العلم بالعمل هو المنجي للمؤمنين في الدنيا والآخرة. ثم ختم بالدعاء الى المؤمنين بالثبات على طريق الهدى طريق الرسول والأئمة الأطهار.

وإختتم المجلس بالمدائح النبوية التي صدح بها الحاج أبو جعفر الربيعي شارك فيها الحضور الكرام بالترانيم والصلوات على النبي محمد صلى الله عليه وآله.

بعده دعي الحضور الى طعام العشاء تيمناً بالمناسبة الكريمة.

محرر الموقع : 2015 - 12 - 27