المرجع السيستاني يرفض اي تغيير ديموغرافي للمناطق التي تعرضت لنزوح جماعي ويدعو لتوفير فرصة لعودة مواطنيها لسكناهم
    

دعت المرجعية الدينية العليا مجلس النواب الجديد ان يكون بمستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه والاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للاطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع في غاية الأهمية معلنة رفضها لأي تغييرات ديموغرافية في المناطق التي تعرضت الى نزوح جماعي وتوفير فرصة العودة لهؤلاء المواطنين الى مناطق سكناهم.
وقال ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي في خطبته الثانية اليوم 5/رمضان/1435هـ الموافق 4/7/2014م " لقد انعقدت في يوم الثلاثاء الماضي اولى جلسات مجلس النواب الجديد وفقاً لما نصّ عليه الدستور وتفائل المواطنون ان يكون ذلك بداية جيدة لهذا المجلس في الالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية ولكن ما حصل لاحقاً من عدم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه قبل رفع الجلسة كان اخفاقاً يؤسف له والمؤمل من الكتل السياسية ان تكثف جهودها وحواراتها للخروج من الازمة الراهنة في أقرب فرصة ممكنة".،موضحا "ان على الجميع ان يكونوا في مستوى المسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم في هذه الظروف الاستثنائية" مطالبا الاسراع في تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً للاطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع في غاية الأهمية وكما ان من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة منسجمين فيما بينهم أي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء منسجمين فيما بينهم في وضع السياسات العامة لادارة البلد وقادرين على العمل سوية في حل المشاكل التي تعصف به وفي تدارك الاخطاء الماضية التي اصبح لها تداعيات خطيرة على مستقبل العراقيين جميعاً..
من جانب آخر اوضح الصافي "ان عشرات الالاف من المواطنين من التركمان والشبك والمسحيين والاقليات الاخرى يعيشون في هذه الايام ظروفاً قاسية بسبب التهجير والنزوح عن مناطق سكناهم بعد سيطرة الارهابيين على مدنهم وقراهم في محافظة نينوى وغيرها..موضحا ان الجهود المبذولة في رعايتهم والتخفيف من معاناتهم لا تزال دون المستوى المطلوب كاشفا عن حالات مأساوية منها ولادات في الطريق وسط درجة حرارة مرتفعة اضافة ان بعض المحتاجين لامراض مستعصية كالسرطان اصبحت مفقودة وايضاً حصلت وفيات لهذا الظرف فضلا ً عن رحلة النزوح تضم النساء والاطفال والرضّع والشيوخ وبهذا الظرف القاسي..حيث ان الجهود المبذولة في رعايتهم والتخفيف من معاناتهم لا تزال دون المستوى المطلوب ان الحكومة الاتحادية تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه هؤلاء المهجرين والنازحين كما ان حكومة اقليم كردستان والمنظمات الدولية مدعوّة الى بذل المزيد من الاهتمام بهم..
ودعا ممثل المرجعية الى توفير فرصة العودة لهؤلاء المواطنين الى مناطق سكناهم بعد استتباب الامن والسلام فيها ولا يجوز ان يكون تهجيرهم ونزوحهم عنها لا يجوز ان يكون مدخلا ً لأي تغييرات ديموغرافية في تلك المناطق..
واضاف ان الظروف الحساسة التي يعيشها العراق تحتّم على جميع الاطراف ولا سيما القيادات السياسية الابتعاد عن أي خطاب متشدد يؤدي الى مزيد من التأزم والتشنّج..مبينا ان احترام الدستور والالتزام ببنوده من دون انتقائية يجب ان يكون هو الاساس الذي تبنى عليه جميع المواقف ولا يمكن القبول بأية خطوة خارج هذا الاطار"
وجددت المرجعية الدينية العليا دعوتها على ضرورة تنظيم عملية التطوّع وادراج المتطوعين ضمن تشكيلات الجيش والقوات الرسمية وعدم السماح بحمل السلاح بصورة غير قانونية مجددة شكرها وتقديرها للقوات العسكرية والامنية ومن التحق بهم من المتطوعين الذين يخوضون معارك ضارية ضد الارهابيين الغرباء من اجل الحفاظ على بلدنا وشعبنا بجميع مكوناته وطوائفه سائلين الله سبحانه وتعالى العلي القدير ان يحميهم وان ينصرهم على عدوهم انه سميع مجيب وان يكحل اعيينا بالانتهاء من هذه الازمة التي نسأل الله سبحانه وتعالى ان لا تتفاقم وان يرينا في بلدنا هذا كل خير بعيداً عن هؤلاء القتلة..سائلا ً الله سبحانه وتعالى ان يحفظ العراق واهله وان يحفظ جميع البلاد الاسلامية انه سميع الدعاء "
وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2014 - 07 - 04