كوبيش يودّع العراق: أشكر المرجع السيستاني الذي يقدم التوجيهات الايجابية لكل من يهتم بمستقبل العراق وشعبه
    

لمناسبة انتهاء مهام عمله في العراق، وجه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق السلوفاكي يان كوبيتش رسالة عاطفية الى العراقيين واصفا سنواتها الاربع التي قضاها معهم بالصعبة، معربا عن تفاؤله بالمستقبل، مؤكدا ان وضع العراق تغيّر الى الافضل وان الحكومة الحالية ستحقق نجاحات كبيرة وتسير بالعراق نحو الاعمار وتقديم الخدمات والاستقرار.

وعبّر كوبيش عن امتنانه الخاص لسماحة السيد السيستاني دام ظله “الذي يقدم التوجيهات الإيجابية المستمرة لكل من يهتم بمستقبل العراق وشعبه”.

وقال كوبيش في رسالته: “وأنا أسترجع ذكريات فترة هذه السنوات الأربع الماضية- أدرك أنها لم تكن الأسهل، لا بالنسبة لي ولا بالنسبة لحياة البلاد أيضا فعندما وصلت إلى العراق عام 2015 كان ثلث مساحتها تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي والوحشي، ولم يكن الناس يعلمون ماذا يخبئ لهم المستقبل وقد اضطر ما يقارب ستة ملايين نازح ولاجئ إلى مغادرة ديارهم بطرق مختلفة، وكان النزاع مستمرا، وتمت تعبئة الناس من جميع أنحاء العراق- وخصوصا من المحافظات الجنوبية- لحماية البلاد وإنقاذها”.

واوضح “ان الأزمة الاقتصادية كانت عميقة، فقد أثرت أسعار النفط على الوضع الإقتصادي وعلى حياة الناس على السواء، فرغم أنه كانت لديها علاقات مع عدد من البلدان، إلا أنه فيما يتعلق بالمنطقة فإن تلك العلاقات لم تكن قوية، إذ لم تكن علاقات العديد من دول المنطقة مع الحكومة جيدة آنذاك ولكن إذا نحن ألقينا نظرة سريعة على الوضع اليوم، فسنجد أن القصة مختلفة تماما”.

واشار كوبيش الى ان البلاد قد انتصرت – وبتضحيات هائلة من الشعب العراقي- على إرهابيي تنظيم داعش وعصاباته، رغم أن بعض المخاطر الأمنية ما زالت قائمة، غير أن المعركة ما زالت مستمرة. ونحن نعلم أن المسألة لا تتعلق بالإيديولوجية فحسب، بل إنها ترتبط أيضا بعودة النازحين، وبالعدالة، والمصالحة، والمساءلة، والمستقبل الكريم، وبكل ما يجب أن تملكه البلاد ويحتاجه الشعب لأن العراق وشعبه يستحقان ذلك.

واضاف “لقد بدأ النازحون في العودة إلى ديارهم وعاد أغلبهم بالفعل، ولكن ما زال هناك عدد كبير منهم بحاجة إلى الدعم وبحاجة إلى المساكن والمدن التي يمكنهم الذهاب إليها، لذا فمن الضروري إعادة بناء المدن التي تم تدميرها، وينبغي على الحكومة أن تعمل على تلبية هذه الإحتياجات التي كان قد تم وضعها جانبا بسبب ضرورات الأولويات الأمنية خلال القتال ضد داعش”.

الوقت مناسب لتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل

وقال: انني سعيد برؤية تمثيل قوي للقوى السياسية من إقليم كردستان فقد عاد ممثلو تلك القوى إلى بغداد، وهم يعملون معا مع ممثلي باقي مناطق البلاد من أجل خدمة مصلحة البلاد ومصلحة إقليم كردستان ومصلحة الأكراد في كل مكان وهناك العديد من المهام الأخرى في المستقبل التي يجب أن تحظى بالأولوية بالنسبة للحكومة والقوى السياسية والشعب”.

مستقبل مشرق

وتابع: ” أرى المستقبل مشرقا، وما نراه الآن هو بلد ذو مستقبل وفرص للجميع وعاد إلى وضعه الصحيح في المنطقة وطور علاقات عميقة مع جميع الدول وليس مع دول المنطقة فحسب، وعاد إلى مكانه الصحيح كشريك قوي في المجتمع الدولي”.

وختم بالقول “مرة أخرى، أعرب عن امتناني لكم جميعا- وخصوصا زملائي في الأمم المتحدة وللشعب وكل القوى في العراق- لمساعدتي ودعمي. وأعبر أيضا عن امتناني الخاص لسماحة السيد السيستاني الذي يقدم التوجيهات الإيجابية المستمرة لكل من يهتم بمستقبل العراق وشعبه”.

يشار الى ان كوبيش السلوفاكي قد امضى الاسبوعين الماضيين مودعا كبار المسؤولين وقادة القوى السياسية والاجتماع وكان اخر من ودعهم هو رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي اشاد بدوره خلال الفترة الماضية في العراق .. مؤكدا ان وضع العراق تغيّر الى الافضل من خلال تحرير كامل الاراضي وترسيخ الوضع الديمقراطي وتشكيل حكومة تمثل جميع الاطياف ووضع دولي داعم.

وأكد بأن الحكومة الحالية ستحقق نجاحات كبيرة وتسير بالعراق نحو الاعمار وتقديم الخدمات والاستقرار.

وسلم عبد المهدي هدية تذكارية لكوبيتش تثمينا لدوره في العراق تمثل درعا فيه القيثارة السومرية التي تمثل عمق العراق التأريخي.

وكان كوبيش بدأ عمله رئيساً لبعثة الأمم المتحدة للدعم في العراق وممثلاً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة في العراق في عام 2015، قادماً من أفغانستان الذي تولى فيها منصب الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة للمساعدة “أوناما” بين عامي 2012 و2015.

وهو خامس مبعوث أممي خدم في العراق من 2015 الى 2018، وتولى المهمة من سلفه البلغاري نيكولاي ملادينوف الذي خدم في العراق بين عامي2013 و2015 ومن ثم تسميته منسقا خاصا لعملية السلام في الشرق الأوسط في شباط فبراير عام 2015 ولا زال بمنصبه هذا.

وزيرة الدفاع الهولندية السابقة بلاسيرت خليفة لكوبيش

وأعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش عين وزيرة الدفاع الهولندية السابقة جانين هينيس بلاسيرت رئيسا لبعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي” خلفا للسلوفاكي يان كوبيش.

وقال ستيفان دوغريك متحدث الأمين العام للأمم المتحدة “السيدة بلاسيرت ستجلب معها إلى المنصب أكثر من 20 عاما من الخبرة السياسية والدبلوماسية، بعد أن خدمت في عدة مناصب حكومية وبرلمانية رفيعة”.

وتولت بلاسيرت منصب وزيرة الدفاع في هولندا بين عامي 2012 و2017 وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب إضافة إلى كونها عضوا سابقا في مجلسي النواب الهولندي والأوروبي حيث كانت عضوًا في البرلمان الهولندي بين عامي 2010و2012 وعضوًا في البرلمان الأوروبي بين عامي2004 و2010) فضلًا عن عملها في المفوضية الأوروبية في بروكسل ومناطق أخرى.

يشار الى ان بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي” هي كيان تم انشاؤه بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1500 في 14 آب أغسطس عام 2003.

وتمتلك البعثة التفويض الرسمي لعملها من خلال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق وأول ممثل خاص عُين في العراق كان سيرجيو فييرا دي ميلو والذي قُتل في حادث تفجير فندق القناة في بغداد في 19 آب أغسطس عام 2003 . واحدى مهماتها هي تطبيق اتفاق العهد الدولي مع العراق. وفي 14 تموز يوليوعام 2018 مدد مجلس الأمن تفويض البعثة حتى 31 تموز يوليو عام 2019.

محرر الموقع : 2018 - 12 - 14