واشنطن بوست: ترامب صبي يشغل البيت الأبيض والعالم يعرف ذلك‎
    

تقول باتي ديفيز، كاتبة وابنة الرئيس السابق رونالد ريغان، إن هناك دورا أبويا أصيلا في كينونة رئيس الولايات المتحدة، وهو أنه من المفترض في الشخص الذي يشغل هذا المنصب أن يعرف أكثر مما نعرفه عن الأخطار التي تواجه البلد والعالم، وهو مؤتمن على اتخاذ القرارات المناسبة للحفاظ على سلامتنا وأمننا. ومن المفترض في الرئيس أن يحمينا من السقوط.
وتساءلت ديفيز -في مقال بصحيفة واشنطن بوست مستهجنة ما يحدث عندما يكون الرئيس، في إشارة إلى ترامب- هو أكبر صبي في الغرفة؟ وقالت إنه في هذه الحالة يقلب أمور النظام الطبيعي للأشياء.
وشككت في أن أميركا تدرك تماما الضرر الذي يسببه رئيس يسيء التصرف بشكل متكرر فيصبح هذا الأمر قصة إخبارية بينما لا يدرك هو ذلك. ورأت أن الولايات المتحدة خسرت قوتها وهيبتها المتجسدة في الجدية والحسم، الأمر الذي كان يجعل الحكام المستبدين في الماضي يترددون قبل إغضابها.
والآن، نحن بلد لا يبدو أنه يستطيع التصدى لحاكم يأمر بقتل وتقطيع أوصال معارض كان يعيش في الولايات المتحدة بشكل قانوني أو ينتقد تدخل روسيا في العملية الديمقراطية الأميركية.
والأطفال يعرفون كيف يصرخون ويعبسون، لكنهم لا يعرفون كيفية السيطرة على الوضع واستعادة النظام، وهم لا يعرفون كيفية رسم مخطط مسؤول ثم التصرف بناء عليه، وهذا هو حال الصبي الذي يشغل البيت الأبيض والعالم يعرف ذلك.
وترى ديفيز أن الأطفال الذين يدركون الأمور ينبغي أن يتمكنوا من النظر إلى رئيس البلاد على أنه مثلهم الأعلى، ولا يشعرون أنه واحد منهم.
واعتبرت أن عدم نضج البالغين له عواقب وخيمة وأنه حينما يتصرفون كالأطفال يتسببون في أضرار بالغة، ولقد بدأنا نرى بعضا من هذا الضرر على حدودنا الجنوبية مع المهاجرين، على حد تعبيرها.
واستشهدت بما قاله الرئيس الأسبق جون كنيدي عن أزمة الصواريخ الكوبية ومخاوف خوض حرب بسبب ذلك، عندما قال "ثمن الحرية دائما ما يكون غاليا، لكن الأميركيين كانوا يدفعون الثمن دائما، وأحد المسارات التي لن نختارها أبدا الاستسلام أو الخضوع، إن هدفنا ليس انتصار القوة وإنما الدفاع عن الحق".
وتساءلت في ختام مقالها: من الذي سيتحدث إلى الأمة بهذه الطريقة إذا تحولت الاضطرابات العالمية إلى أزمة تهدد مستقبل أميركا؟.

محرر الموقع : 2018 - 12 - 18