ممثل المرجعية العليا في أوروبا يؤم المؤمنين لصلاة الجمعة ويؤكد على عدة نقاط
    

اكد اسماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري خلال خطبة الجمعة في مدينة برلين الالمانية على النقاط التالية: 

1. على الانقطاع إلى الله سبحانه فيما تبقى من أيام الشهر الكريم ، بأن يكتب لنا ديمومة الثبات والاستمرار على ما اكتسبناه من دروس عبادية وأخلاقية وأعمال خيرية ، وإلا فليس من البطولة أن ننتصر على النفس في شهر رمضان ثم ننخذل أمامها في بقية العام. وإنما البطولة أن نحافظ على هذا النصر على طول الدوام وتقلبات الزمان والمكان. كما أنه ليست البطولة أن نضبط ألسنتنا في رمضان فننزهها عن الغيبة والنميمة وقول الزور ، ثم نطلقها بعده بالكذب والبهتان ، وإنما البطولة أن تستقيم منا هذه الألسن وأن تصلح القلوب مادامت الأرواح في الأبدان وليست البطولة أن نغض أبصارنا عن محارم الله وأن نضبط شهواتنا غير المشروعة في هذا الشهر ، ثم نعود إلى ما كنا عليه بعده ، وبذلك نكون : "كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أمكاثا" ، لكن البطولة أن تصوم جوارحنا عن كل المعاصي في شهر رمضان وبعده حتى نلقى الواحد الديان. 

2. أن نودع هذه الأيام بالإكثار من تلاوة القرآن وقراءة الأدعية والصلوات وغيرها من القربات ، لاستنزال البركات من السماء وديمومتها واستمرارها طوال العام. 

3. أكد على الدعاء بنصرة المسلمين أينما كانوا ، خصوصاً العراق الذي يواجه خطر التقسيم والتجزئة وسعي الأعداء إلى تفتيت نسيجه الاجتماعي ووحدته على أساس طائفي وديني وقومي. ومواجهة ذلك من خلال غرس قيم المحبة والتآلف والتماسك الاجتماعي بعيدا عن روح العداء والكراهية والتناحر والانقسام ، ويتأكد في هذا اليوم على أصحاب النفوذ الاجتماعي من العشائر وأصحاب الضمائر الحرة وغيرهما محاربة هذه الظواهر السيئة والطارئة على المجتمع العراقي. 

4. كما دعا السيد الكشميري في خطبته بالمسارعة إلى تشكيل الحكومة الجديدة التي يجب أن تحظى بقبول وطني واسع، وأن تتمتع بالقدرة على تجاوز تحديات المرحلة الراهنة ومعالجة الأخطاء المتراكمة للفترة السابقة ، ولمّ الصف الوطني والاهتمام بمكافحة الإرهاب وردّ خطر التقسيم والانفصال في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ العراق. 

ويتحتم على جميع الأطراف المعنية التحلي بروح المسئولية الوطنية التي تتطلب استشعار مبدأ التضحية ونكران الذات وعدم التشبث بالمواقع والمناصب ، بل التعامل بواقعية ومرونة مع معطيات الوضع السياسي الداخلي والخارجي، وتقديم مصالح البلد والشعب العراقي على بعض المكاسب الفئوية والشخصية. 5. واستنكر سماحته الأعمال الوحشية والبربرية التي ترتكبها العصابات المجرمة في نينوى وغيرها من مناطق العراق. وناشد المنظمات الدولية والهيئات العالمية وأحرار العالم إلى التكاتف للقضاء على هذه الظواهر البشعة التي لا يراد منها إلا تشويه صورة الإسلام أمام العالم الذي يتطلع إلى دوره الريادي المشرف. 

6. وأشار سماحته إلى زيارة الأمين العام للإمم المتحدة إلى النجف الأشرف ، والتي نالت تقدير المرجعية العليا ، فإذنت لها بالتقاط صورة نادرة معه. فهذه الزيارة الفريدة تعد مفخرة للعراق والعراقيين ولكل محبي السلم والسلام ، وتعد منطلقا للتعايش والاحترام المتبادل بين مختلف المكونات البشرية ، استنادا إلى مبدأ القرآن الكريم : "... وجعلناكم شعوبا وقبائل ..." لما لمسه المجتمع الدولي من حكمة في القول والعمل من المرجعية العليا في النجف الأشرف ، وبهذه الزيارة رد الأمين العام على أولئك الذين كانوا يتخرصون في تأويل فتوى (الجهاد الكفائي) من كونها طائفية وتهدف إلى محاربة أهل السنة. 

7. ومن المؤسف على ساكني المنطقة الخضراء أن يأتي الأمين العام قاطعا تلك المسافات البعيدة ليحثهم على الإلتزام بالتوقيتات الدستورية المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية المرتقبة . وهنا نسأل المولى سبحانه وتعالى فيما تبقى من هذا الشهر الكريم أن ينقي النفوس ويوحد الأهداف لتحقيق وتيسير هذه الولادة العسيرة. 

وأخيراً تضرع سماحته الى الله عز وجل لحماية اهلنا في غزة سائلا المولى جل وعلى ان يحفظهم من كيد الاعداء، كما بارك سماحته لمؤسسة الإمام موسى الصدر على صرحها الجديد الذي جاء مكملاً لبقية صروح الدعوة إلى الحق والتربية للناشئة من أيتام أهل البيت على نهجم وطريقتهم "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".

محرر الموقع : 2014 - 07 - 25