المهاجرون لأوروبا.. خوف العودة وحلم الوصول
    

بعد أن أقر الاتحاد الأوروبي اتفاقا مثيرا للجدل مع تركيا يستهدف وقف تدفق الهجرة غير الشرعية إلى القارة العجوز مقابل امتيازات مالية وسياسية لأنقرة، بات المهاجرون العالقون يواجهون إما الخوف من العودة أو المصير المجهول بد أن تقطعت بهم السبل.
إلا أن شكوكا عميقة مازالت قائمة تتعلق بمدى قانونية الاتفاق ومدى إمكانية تطبيقه وهي نقاط أقرت بها حتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي كانت القوة المحركة وراء الاتفاق.

من جانبه، يقول منسق سياسة الهجرة في الحكومة اليونانية، جرجس كيرستيس، إنه لن يكون ممكنا البدء في تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن طرد المهاجرين الجدد الواصلين إلى الجزر اليونانية إلى تركيا، انطلاقا من الأحد.

وأوضح أن "الاتفاق بشأن طرد الواصلين الجدد إلى الجزر كان يجب بحسب الاتفاق أن يدخل حيز التنفيذ في 20 مارس، لكن مثل هذه الخطة لا يمكن تطبيقها في غضون 24 ساعة فقط".
وأضاف: "يتعين أن تكون الهياكل والعاملين مستعدين وهذا يتطلب أكثر من 24 ساعة".

ويهدف الاتفاق إلى إغلاق المسار الرئيسي الذي وصل من خلاله أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى اليونان عبر بحر إيجه قبل انتقالهم إلى ألمانيا والسويد العام الماضي.

وأرسلت الحكومة اليونانية عبارات إلى جزيرتي ليسبوس وشيو في محاولة لإعادة إيواء اللاجئين في الجزيرتين في مراكز استقبال في الداخل اليوناني وذلك قبل دخول الاتفاق حيز النفاذ.

وحصلت اليونان من شركائها الأوروبيين على تعهد بتعزيز فوري بنحو 2300 شخص بينهم 400 من خبراء اللجوء و400 مترجم، كما من المقرر أن تحصل أثينا الغارقة في الديون على دعم مالي مهم، إذ أعلنت باريس وبرلين استعدادهما لإرسال 600 شرطي وخبير لجوء لليونان.
في الأثناء، لا يزال الغموض يسود ليسبوس أهم بوابة لدخول المهاجرين لأوروبا، إذ تحدث مصدر أمني يوناني قائلا: "لا نعرف حتى الآن عمليا كيف سيطبق الاتفاق. ننتظر خصوصا الفرق التي وعدت بها أوروبا للتمكن من تسريع دراسة طلبات اللجوء وأيضا وصول المترجمين والمحامين والشرطيين لأنه لا يمكننا وحدنا مواجهة الأمر".

وتأمل أثينا كما الاتحاد الأوروبي في أن تثبط الرسالة، التي وجهها الاتفاق عزيمة الساعين لعبور بحر إيجه وأن تقيم تركيا فعليا حاجزا أمامهم، إذ اعتبرت المفوضية العليا للاجئين طريقة تنفيذ الاتفاق أمرا بالغ الأهمية مذكرة بأن "اللاجئين بحاجة إلى حماية وليس رفضا".

وأحصت السلطات اليونانية السبت 47500 مهاجر منهم 10500 في إيدوميني على الحدود مع مقدونيا.

من جهة أخرى، بدأت السلطات اليونانية بإخلاء الجزر الشرقية في اليونان، بضمنها جزيرة ليسبوس من اللاجئين الذين يقيمون في مخيمات مؤقتة.

في أعقاب توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق مع تركيا. وذكرت تقارير إعلامية أن حوالي ستة آلاف لاجىء سيتم اخلائهم عبر سفن باتجاه اليونان، فيما يخيم الارتباك على اللاجئين الذين لا يعرفون ماهي الخطوة القادمة التي تنتظرهم.

وبموجب الاتفاق ستقبل أنقرة بعودة جميع المهاجرين غير القانونيين، الذين يعبرون إلى اليونان بمن فيهم السوريون مقابل استقبال الاتحاد الأوروبي لآلاف اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا ومنحها المزيد من المال وتسهيل إجراءات دخول مواطنيها لدول الاتحاد دون تأشيرات وتحقيق تقدم في مفاوضات انضمام تركيا لعضوية الاتحاد.

وسيصبح المهاجرون الوافدون لليونان من تركيا اعتبارا من الأحد عرضة لإعادتهم إلى تركيا فور تسجيلهم ونظر طلبات اللجوء المقدمة.

محرر الموقع : 2016 - 03 - 20