"واشنطن بوست": شعور دائم بالأزمة يسود الولايات المتحدة وبريطانيا
    
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم /السبت/، أن "العلاقة الخاصة" التي جمعت بين الولايات المتحدة وبريطانيا على مدى تاريخ طويل لم يكن من المفترض لها أن تبدو هكذا.
واستهلت الصحيفة تحليلا لها في هذا الشأن بالقول "إن الحكومتان الأمريكية والبريطانية تعانيان من حالة فوضى وتخبط، حيث أدت محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على تمويل للجدار الحدودي مع المكسيك إلى إغلاق الحكومة الفيدرالية لأطول فترة في تاريخ الولايات المتحدة.. وفي لندن، تتشبث رئيسة الوزراء تيريزا ماي بالسلطة، حتى بعد أن تكبد اتفاقها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) أكبر هزيمة تاريخية لحكومة في البرلمان البريطاني، وهو الذي كان من الممكن أن يؤدي إلى إسقاط حكومتها".
وأضافت أن الشعور بالأزمة في كلتا الدولتين يتصاعد.. فقوات الأمن الأمريكية التي تقوم بدوريات في المياه الأمريكية وتحمي الموانئ تعمل الآن دون رواتب بسبب الإغلاق الجزئي للحكومة، وهو ما أثار غضبها، وتحسبا لتنفيذ بريكست "بدون اتفاق" في غضون 10 أسابيع، فإن حكومة ماي قالت إنها ستحشد قوات الاحتياط بالجيش للمساعدة في التعامل مع "الصداع المزمن"، على حد تعبيرها، الذي سوف يتمخض عن تنفيذ بنود الخروج من الكتلة الأوروبية. 
ورأت الصحيفة أنه في بريطانيا، فإن جميع المسارات التي تؤدي إلى زيادة التهديدات من جانب حكومة ماي تتسبب فقط في تعميق الشعور بالغضب والضبابية لدى الشعب البريطاني، كما تسببت الحاجة الملحة إلى الالتزام بالنتائج الضيقة لاستفتاء بريكست عام 2016 في أزمة دستورية بطيئة الحركة دخلت عامها الثالث، وما زال بإمكانها أن تؤدي إلى مزيد من التخبط داخل حزب المحافظين.
وتابعت الصحيفة "إن الأغلبية في البلدين لديها مشاعر واضحة.. فمعظم الأمريكيين يعارضون إغلاق الحكومة، ومعظم البريطانيين لا يريدون مغادرة الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق.. لكن النزعة القومية القوية لبعض الناخبين دفعت كلا البلدين إلى حافة الهاوية".
وأشارت إلى أن قرار ترامب بالتشبث بقاعدته المتشددة أدي إلى تبني سياسة "حافة الهاوية"، في حين أن ماي أو أكبر منافسيها من المعارضين، وهو جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، لم يفكران في الخيار الذي يعتقد الكثيرون بأنه سيكون له جدوى أكبر، وهو إجراء استفتاء ثان، وذلك خوفا من رد الفعل العنيف من جانب المؤيدين لبريكست.
ولفتت (واشنطن بوست) إلى أنه أصبح من الواضح بشكل مؤلم أنه لن يتمكن بريكست أو حتى ترامب من معالجة هذه المخاوف الاقتصادية، فضلا عن الأضرار التي لحقت من حروب ترامب التجارية وتخفيضات الضرائب، في كثير من الحالات، بأولئك الذين وعدهم بالرفع، وبدلا من ذلك بدأ ترامب يشن حربا ثقافية من خلال استحضار أزمة على الحدود لا تلقى دعما إلى حد كبير من الحقائق التاريخية. 
وأخيرا، قالت الصحيفة الأمريكية "إن بريكست انبثق في حقيقة الأمر من خلال الرؤى الوهمية للسياسيين، فقد أثبتت السنوات التي انقضت منذ إجراء الاستفتاء أنه لا يمكن أن يكون هناك طلاق سهل مع الاتحاد الأوروبي، وأن الحياة خارج الكتلة الأوروبية قد تكون أكثر قتامة وانعزالية أكثر مما كان متصور".
محرر الموقع : 2019 - 01 - 19