شذرات من حياة الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر في ذكرى استشهاده
    

هو المرجعُ الديني آية الله العظمى السيد مُحمّد بن مُحمّد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل الصدر، وُلِدَ في مدينة الكاظمية المقدسة في  23 اذار العام 1943 من أسرة آل الصدر العربية العلمية الدينية العريقة.

 ترعرع في اجواء العلم وحفظ القرآن والدراسة الحوزوية في النجف الأشرف، عُرِفَ منذ صغره بتحديه للأنظمة الحاكمة ومقارعتها، خاصة النظام البعثي الصدامي المباد، وتجلى هذا التحدي باقامته (قدس سره) صلاة الجمعة وتصديه بنفسه لإمامتها في مسجد الكوفة، وتعميم إقامتها بمختلف المحافظات، وهو تحد لم يشهد له مثيل في تاريخ العراق منذ حقب طويلة، اتخذ السيد الصدر من هذه الحركة الفريدة والنوعية منبراً لتوعية أبناء الأمة وكذلك سخطه من السياسة المحلية والدولية.

قضى الشهيد السعيد السيد محمد محمد صادق الصدر حياته بين دروس العلم ومدارسها الحوزوية، ولفت انتباه اساتذته بذكائه وسرعة بديهيته وغزارة قراءته للكتب على اختلافها، فدرس على يد عدد من العلماء الكبار ومنهم السيد روح الله الخميني والسيد الشهيد محمد باقر الصدر وابو القاسم الخوئي والسيد الحكيم وغيرهم من اساطين العلم.

ارتدى السيد (قدس سره) الزي الديني وهو في الحادية عشرة من عمره ودرس النحو على يد والده السيد محمد صادق الصدر ثم على يد السيد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ومن ثم أكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني، وتخرج في الدورة الأولى من كلية الفقه عام 1964.

بدأ السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بتدريس (البحث الخارج) في عام 1978 م وكانت مادة البحث التي يدرسها (المختصر النافع) للمحقق الحلي.

واخذ السيد الشهيد يطرح أبحاثه في الفقه والأصول وأبحاث الخارج عام 1990 واستمر في ذلك متخذاً من مسجد (الرأس) الملاصق للصحن الحيدري مدرسة لتلك الأبحاث.

 شارك السيد الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 ضد النظام الصدامي وسرعان ماتم اعتقاله من قبل عناصر الأمن أذ تعرض جسده الطاهر الى ابشع انواع التعذيب.

وفي عام 1993 تصدى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر للمرجعية الدينية بعد وفاة المرجع الاعلى آية الله العظمى السيد عبد الاعلى السبزواري، وسعى للحفاظ على الحوزة العلمية في النجف الأشرف فقام بخطوات عديدة اهمها إرسال المبلغين إلى أنحاء العراق كافة لتلبية حاجات المجتمع.

وبسبب دعواته الاصلاحية وجرأته أصبح السيد الصدر مصدر الهام روحي لأغلب العراقيين لا سيما الشباب، الامر الذي جعل النظام البعثي يشعر بخطورة السيد الصدر على بقائه، فاقدمت الاجهزة القمعية التابعة لدوائر الامن باغتيال هذا العالم الرباني الكبير الذي وضع بصمة في ضمير الامة ونقش على جبينها كلماته الثلاث المشهور( كلا كلا اميركا.. كلا كلا اسرائيل.. كلا كلا للشيطان)  وفي يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط عام 1999 تعرض السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر لعملية ملاحقة من قبل سيارة مجهولة بعد خروجه من الصحن الحيدري الشريف باتجاه منزله في منطقة الحنانة برفقة نجليه السيدين الشهيدين مؤمل ومصطفى،  فاطلقوا النار على السيارة التي كان يستقلها مع نجليه فسرعان ما اصطدمت العجلة بشجرة قريبة، فترجل المهاجمون من سيارتهم وبدأوا باطلاق النار بكثافة على السيد الصدر ونجليه فاستشهد السيد مؤمل فورا، اما السيد محمد محمد صادق الصدر فقد تلقى جسده الطاهر رصاصات عدة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تم قتله برصاصة بالرأس من قبل ازلام النظام المباد، أما السيد مصطفى فأصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الأهالي وتوفى هناك متأثراً بجراحه.

وعلى اثر انتشار خبر استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر شهدت مناطق جنوب العراق ومدن عديدة في العاصمة بغداد، غضباً شعبياً عارما عرفت بانتفاضة الصدر 1999 والتي قاومها النظام البعثي واجهزته بالقتل والاعتقالات والمطاردات.

المصدر: واع

محرر الموقع : 2019 - 02 - 20