ممثل المرجعية العليا في أوروبا: يعتبرعيد الغدير يوم البيعة للقيادة النائبة الحقة في عصر الغيبة
    

 

ممثل المرجعية العليا في أوروبا: 
• يهنئ العالم الاسلامي بعيد الولاية والمحبة عيد الغدير الأغر 
• يعتبره يوم البيعة للقيادة النائبة الحقة في عصر الغيبة 
• زيارة الامام الهادي يوم الغدير غنية بمقامات جده امير المؤمنين عليهما السلام 
• على المسلمين اغتنام هذه الفرصة المباركة لتوحيد كلمتهم وتصافي قلوبهم 

 

أقامت مؤسسة الامام علي عليه السلام كعادتها في كل سنة احتفالا بهيجا بمناسبة عيد الغدير المبارك حضره جمع غفير من العلماء والأساتذة والمثقفين وألقى الباحث الاسلامي الدكتور ابراهيم العاتي عميد الدراسات العليا في الجامعة الاسلامية في لندن قصيدة من وحي المناسبة نالت إعجاب الحاضرين، ثم تحدث العلامة السيد مرتضى الكشميري أمين عام المؤسسة مهنئا المسلمين بهذا اليوم المبارك قائلا: انه لمن اسعد ايام السنة وأكثرها فضلا وأشملها بركة واعظمها حرمة لقول الامام الصادق ولقول الامام الرضا عليهما السلام (وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين الكواكب) لانه اليوم الذي أعلنت فيه القيادة للعالم الاسلامي بعد رحيل النبي صلى الله عليه واله كونها الامتداد للنبوة (الإمامة) وبها أمر النبي صلى الله عليه واله في حجة الوداع بالا يخرج من هذه الدنيا ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) حتى ينصب على الرسالة عليا عليه السلام أمينا وحافظا وذلك لما يتملكه من مقومات لا يمتلكها غيره كونه : 

• ربيب الرسالة (ولقد علمتم موضعي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يَضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ، ويشمّني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثمّ يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة بقول ولا خطلة في فعل) 
• والعالم بأسرارها ودقائقها منذ نعومة أظفاره واول نزول وحي على النبي صلى الله عليه واله في غار حراء لذا قال عليه السلام (والله ما نزلت آية في ليل أو نهار ولا سهل ولا جبل ولابر ولابحر إلا وقد عرفت أي ساعة نزلت وفيمن نزلت) 
• (ايها الناس سلوني قبل ان تفقدوني سلوني عن طريق السماوات فاني اعرف بها من طرق الارض) 
• (إن ها هنا لعلماً جماً) 
• علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألف باب من ‏العلم فانفتح من كل واحدمنها ألف باب) 
• الى جانب أقواله هذه فاوسمة النبوة له طافحة بها صحاح القوم ومسانديهم والقرآن شاهد بولايته السياسية على الخلائق اجمع ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) وتاريخ المسلمين صريح بمواقفه البطولية لنصرته للاسلام والمسلمين منذ وقعة بدر واحد والخندق وخيبر وغيرها من المواقف التي لا يسع هذا الموجز عرضها. 

ولكن لمزيد معرفة ما للإمام علي عليه السلام من مقام شامخ وعظيم عند الله وعند النبي صلى الله عليه واله تقرأ الزيارة المعتبرة للامام علي الهادي عليه السلام التي زار بها جده امير المؤمنين يوم الغدير فهي غنية بالأدلة المستفيضة في بيان مواقفه وجهاده ودفاعه عن الاسلام ما يغني القارئ عن مراجعة عشرات المصادر التاريخية عند المسلمين. 

إذن فيوم الغدير هو يوم نصب القيادة الاسلامية الربانية التي اختارها المولى سبحانه وتعالى لمسيرة البشرية حتى قيام الساعة. واذا أردنا ان نعرف رشاد الأمة وصلاحها نعرفه من خلال قيادتها فان كانت تعيش في ظل قيادة الأنبياء والاوصياء والأولياء ومن سار على نهجهم يكون مسيرها الى السعادة والنجاة دنيا وآخرة. وان كانت تسير في خط الطواغيت والفراعنة والظالمين فمصيرها الى الضياع والشقاء والتعاسة والفناء. 

لذا يجب علينا ان نغتنم الفرصة في هذا اليوم بان نوحد كلمتنا ونرص صفوفنا خلف هذه القيادة الحقة ونوابها في عصر الغيبة ،ونتخذ من سيرتها درسا بليغا للوحدة الاسلامية: (لأسالمنّ ما سلمت أمور المسلمين مالم اعلم فيها ظلم إلاّ عليّ خاصة) . 

وللسير على نهج هذه القيادة أكد رسول الله في حديثه لعمار بن ياسر: (يا عمار إذا رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي ، ودع الناس فإنه لن يدلك على ردى ، ولن يخرجك من هدى) كما أكد على الالتزام بهذا الخط في وصيته المشهورة : (أوصيكم بكتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي أبدا) لما فيها من ضمانة حقيقية لهم. 

غير ان الأمة لما أعرضت عن الالتزام بأحكام القران ونواميسه وادارت بظهرها عن هذه القيادة أصبحت ثرواتها منهوبة وكرامتها مهتوكة، كما اخبر النبي صلى الله عليه واله (يوشك ان تتداعى عليكم الامم كتداعي الاكلة على قصعتها, فقيل يارسول الله اومن قلة فينا قال لا بل انتم يومئذ كثير ولكن من حبكم الدنيا وكراهيتكم الآخرة). وفي الختام نسأل المولى سبحانه وتعالى ان يبصرنا الطريق القويم ويهدينا الصراط المستقيم ويجعلنا من السائرين على نهج امير المؤمنين والمتمسكين بولايته وولاية أبنائه الطاهرين عليهم السلام انه سميع مجيب. 

عيد الغدير اعظم الأعياد        كم فيه لله من الأيادي 
اكمل فيه دينه المبينا        ثم ارتضى الاسلام فيه دينا

 

محرر الموقع : 2014 - 10 - 14