ممثل المرجع السيستاني يشدد على ضرورة اعتماد العشائر الغربية بقدراتهم وقدرات الجيش بقتال داعش ويهيب لعدم الانجرار خلف الشائعات المغرضة
    

دعت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، عشائر المنطقة الغربية الى الوثوق بقدراتهم وقدرات الجيش العراقي في الحاق الهزيمة بتنظيم "داعش"، مشددة على ضرورة عدم الاعتماد على قدرات الغير "بصورة اساسية".مهيبة على المواطنين الى عدم الانسياق خلف الشائعات التي تبثها بعض وسائل الاعلام حول سقوط العديد من المناطق في محافظة الأنبار واقتراب داعش الإرهابي على محافظة بغداد.،كما اهابت بالمواطنين اصحاب القدرة والامكانيات المالية ان ينفقوا مما آتاهم الله تعالى في سبيل حماية العراق ومقدساته من خلال دعم المتطوعين.
وقال ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في 22/ذي الحجة/1435هـ الموافق 17/10/2014 م ما نصه "تستمر معركة العراقيين بمختلف طوائفهم واعراقهم ضد عصابات داعش الاجرامية في مناطق مختلفة في العراق، وفي الفترة الاخيرة كان هناك تقدم في العديد من الجبهات كما حصل اخفاق في بعضها ولا سيما في محافظة الانبار..وعقيب ذلك لوحظ ان بعض وسائل الاعلام اطلقت حملة حاولت من خلالها الايحاء للرأي العام العراقي باحتمالية سقوط بعض مدن العراق المهمة بأيدي هذه العصابات، وتعرض العاصمة الحبيبة بغداد للخطر.
واكد الشيخ عبد المهدي الكربلائي على المواطنين جميعا بأن يكونوا على حذر ووعي تام من الاهداف الحقيقية التي تقف خلف هذه الحملة الاعلامية، واهمها هو إدخال الخوف والرعب في النفوس وإضعاف معنويات القوات المسلحة العراقية والمتطوعين وتوهين عزيمتهم وارادتهم على القتال بعد الانتصارات الملموسة التي حققوها في عدة مناطق.
واضاف "ان بعض الجهات التي كانت تخطط لتحقيق اهداف معينة من وراء سيطرة المجاميع التكفيرية على بعض مدن العراق قد اصيبت بالمفاجأة والصدمة بعد صدور نداء المرجعية الدينية العليا للمواطنين بالتطوع للقتال دفاعاً عن العراق ومقدساته والاستجابة الواسعة منهم لهذا النداء واندفاعهم بعزيمة لا تلين ونية خالصة للانخراط في القوات الامنية العراقية، حيث اثبتوا قدرتهم على صد هجمات العصابات التكفيرية وتحرير بعض المناطق وفك الحصار عن بعض المناطق الاخرى.

واكد ممثل المرجعية الدينية العليا على ان القوات المسلحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوعين وكذلك ابناء العشائر الكرام في المناطق الغربية ممن اخلصوا لبلدهم وشعبهم، قادرون – باذن الله تعالى- على صد هجمات داعش وحماية مدنهم واراضيهم من شرورها وطغيانها، وهنالك امثلة لمدن عراقية لم تكن تملك السلاح والعتاد الكافيين كامرلي والضلوعية – صمدت لأشهر عديدة امام هؤلاء المدججين بأفضل الاسلحة، بفعل ارادة القتال والصمود والتوكل على الله تعالى والثقة بالقدرات الوطنية للعراقيين وبنصر الله تعالى لهم.
واهاب الكربلائي بالعشائر العراقية الاصيلة – وبالخصوص في المناطق الغربية من العراق التي تتعرض منذ اشهر الى حملة شرسة من عصابات داعش- ان تعقد العزم وتتوكل على الله تعالى وتثق بقدراتها وقدرات الجيش العراقي في هزيمة هذه العصابات،مبينا ان التاريخ اثبت ان هذه العشائر كانت ضمانة اساسية لوحدة العراق وحماية شعبه ومقدساته"
وبين ممثل المرجع السيستاني "انه من الخطأ ان يتصور البعض ان الحل يكون في الاعتماد بصورة اساسية على الغير لحماية البلد مما يتعرض له اليوم من المخاطر، وهذا لا يعني عدم استثمار مواقف طيبة لدول شقيقة وصديقة لدعم العراق في محنته الراهنة، ولكن لا يكون الاعتماد بالدرجة الاساس الا على العراقيين انفسهم.
وجددت المرجعية الدينية العليا دعوتها من خلال خطبة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف والتي حضرتها وكالة نون الخبرية على اهمية ادامة الزخم الشعبي للمواطنين المتطوعين والحفاظ على ما ابدوه من روح معنوية عالية واندفاع خالص للدفاع والمشاركة في القتال لدحر اعداء العراق..مشددا على الجهات المعنية الحكومية بأمرين..
اولا ً: تنظيم عملية التطوع وتطبيق آليات صارمة في اختيار من يسمح لهم بالالتحاق بالقوات المسلحة والحضور في جبهات القتال، لاستبعاد القليل من العناصر غير المنضبطة التي تسيء بتصرفاتها غير المسؤولة الى سمعة المتطوعين.
ثانيا ً: تقديم الدعم المالي للمتطوعين – الذين لا يملك اكثرهم مصدرا ثابتا لمعاشه- وتوفير ما يحتاجون اليه من السلاح والعتاد.
واضاف ان واجب الحكومة ان تحقق مستلزمات صمود هؤلاء الابطال ونصرهم في معركتهم مع الارهاب..مهيبا على رجال الجيش والحشد الشعبي الابطالان لا يكون ما يعانونه من نقص في الدعم والاسناد مدعاة للتراجع والاحباط فان الله تعالى قدّر لعباده ان يبتليهم ويختبرهم في مدى صبرهم وتحملهم وصمودهم في مواجهة الاعداء وهذه سنة الله تعالى جرت في الامم الماضية ممن ابتلوا..فعليهم ان يتحلوا بالصبر والتحمل والصمود والثقة بأن الله تعالى سيؤيدهم بنصره ويفرج عن هذا الشعب قريباً – ان شاء الله تعالى- وانه قد اعد لهم من الاجر والثواب ما يتمنون معه الثبات والصمود مهما طالت المعركة وعظمت مصاعبها.

كما اهاب الكربلائي بالمواطنين الذي منّ الله عليهم بالقدرة والمُكنة ان ينفقوا مما آتاهم الله تعالى في سبيل حماية العراق ومقدساته من خلال دعم المتطوعين وفق الضوابط والآليات القانونية، لئلا يصيب هذا الزخم الشعبي أي فتور او تراجع فيصيب الجميع بالخسارة – لا سمح الله تعالى-.

محرر الموقع : 2014 - 10 - 17