بالصور ...مراسم الليلة الثانية من ليالي محرم الحرام في مؤسسة الامام المنتظر (عج). في مالمو السويدية.
    

تتجدد الأحزان في الليلة الثانية من عاشوراء سنة 1438 هجري. حيث تجمع المؤمنون الموالون في مؤسسة الإمام المنتظر ليحيوا هذا الليلة المباركة بإقامة مجلس العزاء وأخذ العبرة وتعلم الدرس من سيد شباب أهل الجنة ليجددوا العهد له ولجدة بالثبات على طريقهم الإلهي الطاهر.

إفتتح البرنامج بعد صلاة العشائين الشاب المؤمن علي الإبراهيمي بزيارة الإمام الحسين عليه السلام.

إبتدأت الجلسة الأولى باللغة السويدية للشاب المؤمن فراس علي من منظمة اصدقاء المنتظر. حيث جمع الأطفال حوله ليناقشهم ويشرح لهم بلغة الأطفال عن ثورة وأهداف الإمام الحسين. إبتدأ بسؤالهم عن السنة الهجرية وسبب عدم إحتفالنا ببدايتها وشرح لهم أننا نكون حزينين بسبب فاجعة كربلاء التي إستشهد فيها الإمام الحسين وأصحابه. ثم سألهم إن كان بودهم أن يكونوا من أصحاب الإمام الحسين الذين يحبهم ليحبهم الله ايضاً وذلك بالإبتعاد عن المحرمات كالكذب وإيذاء الآخرين والمواضبة على الصلاة وقراءة القرآن وفعل الخير. وكذلك بإمكاننا أن نكون أصحاب الإمام الحسين بالإستغفار عن الذنب وترك المعاصي. فقد أصبح الحر الرياحي صاحباً من أصحاب الإمام

المجلس الحسيني لسماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ الواعظي الذي إفتتح مجلسه لليلة الثانية بقراءة الأية الكريمة

الإمامة حسب ما أكد الله سبحانه وتعالى هي عهد الله وهذا يعني أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله حين نصب أمير المؤمنين علي عليه السلام يوم الغدير كان بأمر من الله المباشر لأنه جعل من الله وعهد الله وليس عهد الناس وهذا هو جوهر إختلاف مذهب أهل البيت وباقي المذاهب الذين جعلوا الإمامة تقرر في السقيفة.

ففي البداية إقصي أمير المؤمنين من الخلافة السياسية للأمة برزية الخميس بقولهم حسبنا كتاب الله ومن ثم السقيفة بعد وفاة رسول الله ولكنهم أجبروا على إبقاء لمرجعية العلمية لأنهم لم يستطيعوا درأ الفتن الفكرية والدينية دون الإستعانة بباب مدينة العلم. ثم أقصوا أهل البيت في زمن بني أمية بإبعادهم عن كل وجود ديني وإجتماعي وسياسي بشتى الوسائل إما بتشويه صورتهم أو تهديد مريديهم أو بترغيب ضعاف النفوس. فمثلاً من عشر سنين من إمامة الإمام الحسين عليه السلام لم يصلنا إلا 23 رواية في المسائل الفقهية رويت عنه عليه السلام في كتاب وسائل الشيعة. وعشر منها فقط إستفتاءات له بالمسائل الشرعية. وهذا يبين لنا مدى الإقصاء الذي تعرض له الأئمة في تلك الحقبة الزمنية العصيبة. وهذا ما أدى إلى إنحراف الأمة عن الدين القويم ومن ثم الإنجرار الى الملك العضوض.

وكذلك نرى اليوم نفس النفس الأموي يجري تطبيقه في الأمة الإسلامية بالهجوم على المرجعية الشيعية التي أثبتت أنها خير سند وصمام أمان للأمة أمام هذه الهجمة الشرسة لتحريف الإسلام وإستعداء العالم للإسلام المحمدي وذلك لتحييدهم وإبعادهم عن الأمة الإسلامية وهدم هذا السد المنيع لحفظ الأمة عن الإنحراف.

لذا حري بنا أن نكون واعين لهذا المخطط الشيطاني والوقوف خلف مرجعيتنا الرشيدة للخروج من هذه الأزمة العالمية التي أوجدها أعداء أهل البيت عليهم السلام. ثم إختتم بزيارة الإمام الحسين عليه السلام.

ثم إعتلى المنبر الشيخ أبو فاطمة البصري الذي إبتدأ كعادته بالرثاء على سيد الشهداء. ثم إبتدأ الشيخ مجلسه بالآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم: "ومن يعمل مثقال ذرة خير يره" سورة الزلزلة آية 9. فالله سبحانه وتعالى يؤكد لنا أن كل عمل نعمله في الدنيا نرى تأثيره في الدنيا قبل الآخرة. وهذه الأعمال تسقل الإنسان تكوينياً ليقربه الى الله أو الى الشيطان. فإن إقترب الى الله يصبح شيء فشيء فوق تأثير المادة ليسمو الى الكمال التكويني.

فعدم تأثير النار على أبو الأنبياء هو أمر تكويني أي أن النبي لم يحترق بتكوينه لأنه حفظ من قبل الله. فالأعمال تتجلى لتؤثر على الإنسان مادياً وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم وجميع الديانات. فكل الأعمال يراها الله ويرى الخير والشر منذ أولاد آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا. فعلينا النظر الى الإيجابيات في المجتمع الإسلامي ومحاولة تقويتها وعدم الإنجرار الى الدعوات التثبيطية التي يقوم بها البعض بجلد المؤمنين بشتى وسائل الدعايات المغرضة بعلم أو جهل. فدماء الشهداء ممن حملوا أرواحهم على أكفهم وروت دمائهم أرض العراق من جنوبه الى شماله. فلا نكن إمعات ننجر وراء هذه الأبواق المأجورة التي تنتقص من أهل العراق الذين أشبعوا بحب أهل البيت. بل علينا الإفتخار بمراجعنا وشعبنا وشبابنا وديننا ومذهبنا والدفاع عنهم في السر والعلانية وبالخصوص على وسائل التواصل الإجتماعي. ثم دعى الله أن يحفظ العراق شعباً ومرجعية ومؤمنين. وذكر مصيبة الإمام الحسين في ختام مجلسه داعياً الله أن يحفظ العراق مرجعية وشعباً وينصر حشدنا الشعبي المقدس ويشفي مرضى المؤمنين وجرحى الحشد الشعبي.

وإختتم البرنامج لليلة الثانية الحاج أبو زهراء الصواف باللطمية الحسينية اشترك فيها الموالون من الحضور.

وقبل إنفظاظ المجلس قدم طعام العشاء تيمناً بإمام الحسين عليه السلام.


محرر الموقع : 2016 - 10 - 03