من هو السلطان قابوس؟ ومن هم أبرز المرشحين لخلافته؟
    

أعلنت وسائل الإعلام الرسمية في سلطنة عمان في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت أن السلطان قابوس بن سعيد توفي مساء الجمعة.

وأعلن ديوان البلاط السلطاني الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة.

ودعا مجلس الدفاع الأعلى في السلطنة اليوم السبت مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم في البلاد بعد وفاة السلطان قابوس وذلك حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية نقلا عن بيان أصدره المجلس.

السلطان قابوس في سطور

السلطان المتوفى هو قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بو سعيدي (18 نوفمبر 1940[7] – 10 يناير 2020[8])؛ سلطان سلطنة عُمان التاسع ورئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية، وحاكم البنك المركزي، والقائد الأعلى للقوات المسلحة، والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد. إذ كان يطلق على الحاكم لقب إمام قبل أن يطلق عليه لقب سلطان.

هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، تلقى دروس المرحلة الإبتدائية والثانوية في صلالة وفي سبتمبر من عام 1958م أرسله والده إلى المملكة المتحدة حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم إلتحق في عام 1379هـ الموافق 1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم إنضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري.

بعدها عاد إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءاً من إتجاهه بعد ذلك فقام بجولة حول العالم إستغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة.

على إمتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان دولة وشعباً على مر العصور وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً.

كما أنه إستفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في المملكة المتحدة، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.

استلام الحكم

تسلم السلطان قابوس مقاليد حكم سلطنة عُمان في 23 يوليو 1970م إثر انقلاب أبيض على والده السلطان سعيد بن تيمور، وأُطيح بوالده في انقلاب قاده أنصار ابنه قابوس في 23 يوليو 1970 وخُلع من الحكم ونصب قابوس سلطاناً، وعاش والده بعدها في المنفى بلندن إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972 ودفن في مقبرة بروكود. وقد سمي هذا اليوم ب يوم النهضة المباركة.

يعد قابوس صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم.

حكم السلطان قابوس ( 79 عاما) سلطنة عمان منذ توليه السلطة في انقلاب أبيض عام 1970.

الذرية ونظام الحكم الاساس

لم يكن للسلطان قابوس أولاد ولم يعلن تعيين خلف له.

ويقول النظام الأساس لسلطنة عمان الذي تم وضعه عام 1996 إن الأسرة الحاكمة تختار سلطانا جديدا خلال ثلاثة أيام من خلو العرش. وإذا لم تتوصل الأسرة الحاكمة لاتفاق يعلن مجلس يضم مسؤولين عسكريين وأمنيين ورؤساء المحكمة العليا ورئيسي مجلسي الدولة والشورى تولي الشخص الذي حدد السلطان اسمه بشكل سري في رسالة مغلقة الحكم في السلطنة.

وقالت وكالة الأنباء العمانية إن السلطان قابوس توفي” بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من شهر يوليو عام 1970 وبعد مسيرة حكيمةٍ مظفرةٍ حافلةٍ بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة وأسفرت عن سياسةٍ متزنةٍ وقف لها العالم أجمع إجلالاً واحترامًا”.

ولم تكن الحالة الصحية للسلطان قابوس على ما يرام منذ سنوات وقضى أسبوعا في بلجيكا من أجل العلاج في أوائل ديسمبر كانون الأول.

الوفاة

توفي مساء يوم الجمعة 14 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 10 يناير 2020م.

اتّفاق أم وصية السلطان؟ المرشحون لخلافة السلطان الراحل قابوس

لم يكن للسلطان قابوس بن سعيد الذي توفي الجمعة في مسقط عن 79 عاما، أي أولاد أو أشقاء ليرثوا الحكم من بعده، بل أبناء عمومة فقط.

وبحسب الدستور، يقوم مجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل إليه ولاية الحكم. وإذا لم يتم الاتفاق، تُفتح رسالة تركها السلطان قابوس وحدّد فيها اسم خليفته، ثم يجري تثبيته في منصب السلطان.

وأُعلن فجر اليوم انعقاد مجلس الدفاع في السلطنة ودعا مجلس الدفاع مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنقل إليه ولاية الحكم.

وأفاد بيان مجلس الدفاع أنه انعقد بجميع أعضائه، عقب وفاة السلطان قابوس، مؤكدا أنه في انعقاد مفتوح، داعيًا مجلس العائلة المالكة للانعقاد لتحديد من تنقل إليه ولاية الحكم خلفا للسلطان الراحل.

وأشار المجلس إلى انعقاده استنادا للمادة 6 من النظام الأساسي للدولة، الصادر بمرسوم سلطاني.

ولفت إلى أن المجلس انعقد برئاسة الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني رئيس مجلس الدفاع بالإنابة وبحضور جميع الأعضاء وهم المفتش العام لشرطة الجمارك، ورئيس جهاز الأمن الداخلي، ورئيس أركان قوات السلطان، وقائد الجيش العماني، وقادة السلاح الجوي والبحرية والحرس السلطاني.

ويُشترط فيمن يختار لولاية الحكم في عمان أن “يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لأبوين عمانيـين مسلمين”.

في ما يلي أبرز المرشحين لخلافة قابوس:

– أسعد بن طارق –

تم تعيين أسعد بن طارق (65 عاماً)، الذي يُعتقد على نطاق واسع في سلطنة عمان أنّ اسمه سيظهر في رسالة السلطان، نائباً لرئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي في عام 2017.

واعتبرت هذه الخطوة رسالة دعم واضحة من السلطان لابن عمه و”ممثّله الخاص” منذ عام 2002.

وأسعد بن طارق، الذي كان قائدًا للمدرعات في الجيش العماني، غالبا ما يرأس وفودًا حكومية في مؤتمرات إقليمية ودولية، ويستقبل مسؤولين أجانب، ويشارك في مناسبات علنية نيابة عن قابوس.

– هيثم وشهاب –

من المرجح أن يكون الأخوان غير الشقيقين لأسعد بن طارق، هيثم بن طارق (65 عاماً) وزير التراث والثقافة، وشهاب بن طارق (63 عاماً) المستشار المقرب من السلطان، أبرز منافسيه.

وشغل هيثم، وهو من محبي رياضة كرة القدم، منصب نائب وزير الخارجية قبل أن يصبح وزيراً للتراث والثقافة في منتصف التسعينات. كما أنه أول رئيس للاتحاد العماني لكرة القدم في مطلع الثمانينات.

ويتمتع شقيقه شهاب، القائد السابق للبحرية العمانية، بمنصب أقلّ أهمية، فيتولى بشكل خاص نقل الرسائل إلى القادة الإقليميين، وتمثيل السلطان في اجتماعات عربية رفيعة المستوى.

ويعتقد أن إحدى شقيقاتهم كانت زوجة قابوس الوحيدة.

– فهد بن محمود –

فهد بن محمود آل سعيد (بين 75 و79 عاما)، هو نائب رئيس الحكومة لشؤون مجلس الوزراء، وأحد أكثر المسؤولين العمانيين شهرة ونشاطًا.

وقد تولى منصبه في عام 1972، بعد عامين من خلع السلطان والده في انقلاب وإعلانه عن ولادة “عهد جديد”، وبقي في المنصب نفسه مذّاك.

ولعب نائب رئيس الوزراء المعروف بظهوره العلني في العديد من الفعاليات العامة، دور رئيس الوزراء في فترات عدة، وهو المنصب الذي كان يشغله قابوس منذ توليه العرش وحتى وفاته.

– تيمور بن أسعد –

أبرزت برقية دبلوماسية أميركية في مسقط، سرّبها موقع ويكيليكس في 2017، مكانة تيمور نجل أسعد بن طارق البالغ من العمر 39 عامًا.

وذكرت البرقية أنّ تيمور “يعتبر من قبل العديد من العمانيين المرشح الرئيسي في جيله لخلافة (السلطان)، خصوصا إذا جرت عملية انتقال (السلطة) بعد أن يكون والده وأعمامه قد تجاوزوا العمر الذي سيُعتبرون فيه خلفاء جيدين”.

ولا يشغل تيمور أي منصب رسمي كبير.

محرر الموقع : 2020 - 01 - 10