نمـوذج من النجاحات المتواصلة والاندماج مع البيئة النرويجية ...ومن معسكر رفحاء إلى أروقة السياسة النرويجية (شاهد التفاصيل )
    

  اوسلو- ليث عبد الغني 
من قلب العاصمة النرويجية أوسلو وبالضبط من خلف مسرح أبسن استطاع شاب عراقي ان يتخطى حواجز المجتمع النرويجي لينسج من خلال مشواره الاجتماعي والعلمي والسياسي المتألق ويرسم انموذجا من النجاحات المتواصلة و الاندماج مع البيئة  النرويجية بكل مافيها من قيم حضارية وإنسانية واختلافات عن بيئته العراقية الام.

جعفر التميمي 

إن ما حققه جعفر التميمي من نجاحات وحضور فعال في جميع المهام المناطة إليه في المؤسسات النرويجية خلال  23 عاما يثير الدهشة ويصنع لتفوقه مكاناً متميزا قلما نجده عند الآخرين ،فلم تتحقق هذه النجاحات والتميز الإبداعي إلا بعد تطويره وتكوينه لنفسه في ظروف
 الغربة.
في هذا اللقاء الحميم  دخلنا عالمه الخاص حياة يتميز بالإثارة بكل تفاصيلها فقد استطاع من خلال اقتحامه نظاما تعليميا و بيئة عمل جديدة محققاً نجاحاته ومقتحماً بيئة سياسية بكل تفاصيلها وصراعات الاحزاب النرويجية الحاكمة التي  لا ندركها نحن القادمون من العالم الآخر ،وكيف ندعم هذه المشاريع بشكل دقيق وعلمي بعيداً عن العاطفة لنصنع لنا كمغتربين حياة أكثر رفاها مما نحن عليه الآن،دفعت الظروف جعفر الى ان يتبوأً مقعداً متميزاً بين رجال السياسة في النرويج وبين رجال السلام في العالم معززاً بمكانته أبناء جاليته العراقية.
بلاد أكوام الثلج 

وصف حالته عندما جاء الى النرويج بعد ان وجد نفسه بين أكوام الثلوج في مجتمع لا يفهم منه أي شي وهو قادم من صحراء احتجزته اكثر من سنتين ثمنا لموقف سياسي من اجل وطنه الذي كان يحلم بالحرية،كان جعفر التميمي احد محتجزي رفحاء وقد عرف عنه آنذاك  انه رجل هادئ. وصاحب ابتسامة عراقية، بعد استراحة قصيرة شربنا فيها القهوة  تحدث جعفرعن أيام غربته الإولى فقال: ( انه بدأ من تحت الصفر لانه لم يكن يتحدث اللغه النرويجية)، ثم حصل جعفر على عدة مناصب وظيفية ، فقد  نجح من خلال إدارته دور سينمات العاصمة النرويجية أوسلو لعدة سنوات. فكان مشروعه خصخصة  دور السينما هو الموضوع الاكثر اثارة وجدلاً في المجتمع ،فقد  فجر فكرة الخصخصة  منطلقا من مفاهيم اقتصادية ، بعد ان اقتطف ثمار مشروعه ليتحول بعدها لرجل تابعه الاعلام ووجه عليه المجهر السياسي النرويجي بإهتمام بالغ  وافتخر به حزبه الذي كان يؤمن بأفكاره. كان في الوقت نفسه يعمل على الحفاظ على جميع علاقته الاجتماعية العراقية المتميزة التي هي جزء من قوته التي يستند عليها في غربته حسب تعبيره . وكان داعماً لأي مشروع يدعم فيه تطوير العراق فهو  مستشار للجالية ومنسق بينها وبين الجهات النرويجية المانحة لتطوير ودعم بلاده الام .

دعم بلده الأم 

استطاع جعفر بحكم منصبه وعلاقته من خلال الحزب الحاكم الذي ينتمي اليه ان يوفق  بتلبية حاجة العراق  ودعمه في الحرب ضد الإرهاب وكانت له تواصلات شخصية مع مستشارين ومتنفذين في الدولة النرويجية استثمرها بكل قدراته وعلاقته الاجتماعية وطاقاته من اجل دعم العراق ضد «داعش» والإرهاب،  وتوجت مساعيه اقناع الدولة بدعم العراق ، بعدها امتد حوارنا الى دوره الاستشاري في المعرفة والمعلومات القانونية التي يقدمها للمنظمات العراقية المدنية في النرويج والتي يعتقد انها جزء من واجبه الوطني والأخلاقي تجاه بلده العراق وعادا ايضا أن أهميتها تسهم في بناء دور حضاري وصناعة سلام في النرويج من خلال توضيح القوانين والحقوق المدنية للافراد.

محرر الموقع : 2016 - 11 - 05