مِنْ مَدِينَة زيورخ السُّوِيسْرِيَّةَ.. وَلِلَيْلَةِ الثَّانِيَةِ يُحَيِّي الْخَطِيبُ اِلْحَسِينِي السَّيِّدَ هَاشِم شِبْرِ مَجْلِسِ عَزَاءِ شَهَادَةِ الامام مُوسَى بُنِّ جَعْفَرِ عَلَيهِ السّلَامَ( التَّفَاصِيلَ)
    

احيا الخطيب الحسيني سماحة السيد هاشم شبر الليلة الثانية من شهادة الامام موسى بن جعفر عليه السلام وأستهل  المجلس بأبيات السيد مهدي بحر العلوم (قده) ذاكراً :-

 

ياســــمي الكليم جــــــئـــتك اسـعى

والهـــــــــوى مركــــبي 

وحبك زادي مسني الضر وانتحى بــــــيّ فـقـــري

نحو مغــــــــناك قاصــــدا من بــــلادي

ليس تقــضى الحـــوائـــــــج لنــــا الا

عــنــــــد بــــاب الحوائـــــج المـعـــتاد

عــــند بحر الندى ابن جعـــفرموسى

عــــند باب الرجـــاء جــــد الجـــــواد

 

وأبتدأ حديثه عن حياة الامام منذ ولادته ،قائلا، ولد سنة 128 للهجرة وسماه الامام الصادق ع موسى لانه قال لاصحابه ولد لي اليوم غلام شبيه موسى فالق البحار قدسة ام ولده .

وسلط الضوءعلى نبوغه الفكري الذي أبهر العلماء وهو صغير لا يتجاوز الخمس سنوات  ومن ضمن الذين انبهروا بعلمه هو ابو حنيفة، امام المذهب الحنفي، كما روى هونفسه هذه القصة يقول... كنت قد دخلت المدينة المنورة وعندي بعض الاسئلة للامام الصادق عليها السلام ،و ذهبت الى بيته واذا بالبيت مزدحما بالناس ،جلست بالدهليز انتظر الناس تخرج حتى ادخل على الامام ،واذا بغلام خماسي سداسي قلت في نفسي هذا ابن الامام اريد ان  اسئله فهل يا ترى يستطيع ان يجيب  على السؤال قلت له يا غلام عندي سؤال قال الامام الكاظم ع سل قلت له اين يحدث الغريب هنا الامام فأجاب الامام مباشرة .. قائلاً يتوارى خلف الجدار ويتوقى شطوط الانهار ومساقط الثمار والطرق النافذة ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ثم يرفع ثوبه ويضع اينما يشاء.

 يقول ابو حنيفه نبيل في عيني قلت اريد اسئله سوال عقائدي 

قلت له يا بني ممن المعصية قال له الامام : اما من الرب واما منهما شركاء واما من العبد ثم فصّل الامام ع قال اذا كانت المعصية من الرب يعني الله جبله على فعل المعصية فمن المعيب ان يعذب الله العبد وهو الذي فطره على المعصية واما منهم شركاء الرب الشريك الاقوى فلا يستطيع الشريك الاقوى ان يعذب الشريك الاضعف واما من العبد المعصية فالباري عز وجل اذا عذبه فبما كسبت يداه واذا عفى عنه فبكرمه وحلمه يقول ابو حنيفة والله لقد اغناني عن الاسئلة سألته من انت قال انا موسى بن جعفر قال ابو حنيفة ذرية بعضها من بعض .

 

وأنتقل سماحة السيد شبّر بحديثه إلى حلم الامام ع ، مستعرضاقصة شقيق البلخي 

قد جاء في وصف الامام الكاظم عن شقيق البلخي كما في رواية ابن الجوزي أنه قال: خرجت حاجاً سنة 149 للهجرة فنزلت القادسية، وإذا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب صوف مشتمل وفي رجليه نعلان، فجلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلاً على الناس، والله لأمضين إليه وأوبخه.

فدنوت منه فلما رآني مقبلاً، قال: يا شقيق اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم. فقلت في نفسي هذا عبد صالح قد نطق بما في خاطري لألحقنه وأسأله أن يجالسني فغاب عن عيني فلما نزلنا واقصة، إذا به يصلي وأعضاؤه تضطرب ودموعه تنحدر على خديه، فقلت في نفسي أمضي إليه وأعتذر منه، فأوجز في صلاته وقال: يا شقيق وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى. فقلت: هذا من الأبدال قد تكلم عن سري مرتين. فلما نزلنا زيالاً، وإذا به قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي الماء فسقطت الركوة في البئر، فرفع طرفه إلى السماء وقال:

 

أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء

وقوتي إذا أردتُ الطعاما

 

فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع ملؤها فأخذ الركوة وملأها وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم

مال إلى كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركوة ويشرب. فقلت أطعمني من فضل ما رزقك الله وما أنعم عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك، ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق وسكر ما شربت والله ألذ منه ولا أطيب ريحا فشبعت ورويت، وأقمت أياماً لا أشتهي الطعام ولا الشراب، ثم لم أره حتى دخلت مكة فرأيته ليلة إلى جانب قبة الشراب نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل، فلما طلع الفجر جلس في مصلاه يسبح فلما انتهى قام إلى صلاة الفجر وطاف بالبيت سبعا وخرج، فتبعته لأعرف أين ذهب، فإذا له حاشية وأموال وغلمان وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار به الناس يسلمون عليه ويتركون به، فقلت لبعضهم: من هذا؟ فقال: هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).

ثم تحدث سماحته عن مدرسة كظم الغيض التي اسسها الامام علي ع وذكر امثلة عن جماعة كظموا غيضهم مثل سلمان المحمدي وابو ذر ومالك الاشتر  وبعدها يار على هذا النهج الائمة الاطهار فكانوا يعاملون المخالف بلطف حتى لو تجنى عليهم وذكر سماحته مثال كان رجل  من احفاد عمر بن الخطاب يشتم الامام ع فذهب اليه واكرمه فتحول الاخير الى عابد يخدم اهل البيت ع ثم قال سماحته وبين ان هذا النهج هو نهج أأمتنا   بالتعامل مع الناس وظرب مثلا عن المرجعية العظمى المتمثله بسماحة اية الله السيد السيستاني مد ظله الوارف وانه كيف كان حريصا ان يوحد الشعب العراقي بمختلف طوائفه وكان يقول لا تقولوا على اخواننا اهل السنة هم ونحن بل قولوا انفسنا ثم تطرق الى المناظرات التي جرت بين الامام الكاظم ع والمهدي العباسي والامام مع هارون الرشيد وبكل مناظرة يخرج الامام ع هو المنتصر .

ثم ختم بالمصيبة وكيف اخرجوا جنازة الامام الكاظم ع يحملها حمالون اربعة ووضعوها على الجسر ببغداد وقالوا هذا امام الرافضة 

عظم الله اجوركم بمصاب الامام الكاظم عليه السلام

 

محرر الموقع : 2017 - 04 - 22