ان الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان مختار وأعطاه القدرة على الاختيار ليتمكن اختيار حسبقابلياته وقدراته ومكانياته وهذه هي اكبر نعمة انعمها الله على بني ادم ولو شاء لسلب منه الاختيار ورفع عنه التكليف. فالإنسان الحرية وليس الجبر على اختيار المنهاج والشرعة ونحن بحريتنا اخترنا طريق اهل البيت ولنا الحرية بالعدول عنه. وخير مثال على الاختيار ليلة الطف حيث خير الامام الحسين اصحابه باتخاذ الليل جملاً ليحافظوا على حياتهم لكنهم بقوا معه باختياره وارادتهم ليقاتلوا ويستشهدوا بين يديه.
وهكذا من اختار الوقوف بوجه محمد وآل محمد لم يكن مجبراً وكذلك من وقف يوم رمية الخميس والسقيفة وكسر الباب على الزهراء عليها السلام.
وهذا ما اكد عليه الامام موسى بن جعفر: "ان الله خلق الخلق فعلم ما هم اليه صائرون فامرهم ونهاهم فما امرهم به جعل لهم السبيل في ترك ما أمرهم به فهم اما تاركون واما عاملون"
لذلك نرى كل اتجاه فكري وايديولوجي واجتماعي واقتصادي وسياسي يتجمع عليه اصحابه دون جبر واكراه بل بكامل اختيارهم ليكشف الذات الباطنية لكل انسان.
لذلك عندما قام الطاغية هارون الرشيد باغتيال الامام موسى بن جعفر بطريقة غير أخلاقية عن طريق السم ليتخلص منه سلام الله عليه.
اما الامام موسى بن جعفر فقد ابتلي من عدة جوانب. فقد عانى من السلطان الجائر من جهة والاتجاهات والتيارات الفكرية والعقائدية المنحرفة التي ظهرت ليس بين جمهور المسلمين بل بين الشيعة انفسهم.
فأكد التيارات كانت الابطحية التي تتبع محمد الابطح الذي ادعى الامامة بدل الامام الكاظم عليه السلام.
وكذلك الاسماعيلية والواقفية التي ابتدعت بعد شهادة الامام الصادق عليه السلام. حيث كان يحارب عقائداً على اكثر من جبهة ولذلك ركز جهده على روايات رسول الله ص وكذلك الآيات الكريمة وبذلك ضرب كل الادعاءات والارهاصات التي انتشرت في زمنه واستطاع بذلك تصحيح المسار العقائدي والاخلاقي ليضرب كل دسائس الحاكم الظالم والموالين المظللين.
وأما حياة الامام موسى بن جعفر عليه السلام فقد قضى اكثر من 14 عاماً بين سجن البصرة وبغداد وكان اخو الامام من وشى به لدى الرشيد بإدعئه ان الامام كان يدعي الخلافة دون الرشيد. حيث امر الرشيد بسجنه سنة في البصرة ليإمر الطاغية هارون الرشيد بعد ذلك بنقله الى سجن بغداد ليقضي باقي عمره سجيناً في بغداد تحت رحمة السندي بن شاهد وهو من اشد الناس نصباً للعداء للائمة.
ثم تطرق لما تعرض له الامام الكاظم من ظلم وجور على يد سجانه. وكان اكثر ما يؤلم الامام هو السب والشتم الذي كان يكيله سجانه لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام. وشرح كيفية سمه واستشهادة عليه السلام ووضعه على جسر بغداد ولينادى به ان هذا امام الرافضة.
بعد المجلس كانت الفقرة الى جناب الحاج الرادود الحسيني ابو زهراء الصواف ،