تحذير في الأمم المتحدة؛ هل العالم سيشهد حرباً باردة؟
    

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال افتتاح الجمعية العامة السنوية انه في مواجهة وباء كوفيد-19، يحتاج العالم إلى وقف إطلاق نار عالمي لوضع حد للصراعات الأكثر سخونة والقيام بكل ما يمكن لتجنب حرب باردة جديدة. وحذّر من أن هذا مسار خطير جداً، مندداً بالمنافسة الصينية الأميركية المتصاعدة في العالم.

 فالسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيشهد العالم نشوب حرب باردة؟ وعند الإجابة يجب النظر إلى هذه القضية من عدة جوانب. لا يمكننا القول إن الحرب الباردة مستمرة الآن، لكن البيت الأبيض وفر الأرضية للدخول في الحرب الباردة. غير إن تصريحات ترامب ورد الرئيس الصيني على الصراع الحضاري في غاية الخطورة.

من الواضح بأنه أمريكا لن تترك فكرة مواجهة الصين لأنها تمثل تهديداً كبيراً لقوتها. فأي بلد يسيطر على الاقتصاد العالمي مستقبلاً سيكون القوة العظمى عالمياً لأنه سيكون قوياً عسكرياً؛ لذلك، يبدو أنه إذا ظل رئاسة ترامب، سيتم توفير مقدمة للحرب الباردة. لكن إذا خسر ترامب الانتخابات المقبلة وفاز الديمقراطيون، ستتسم مواجهة الصين لكن ليس بأسلوب ترامب. الديمقراطيون أكثر عقلانية لتحركات الصين العسكرية. 

مما لا شك فيه إن الصين تمثل خطراً كبيراً لأمريكا لكن علينا أن نعرف بان أمريكا هي التي خلقت هذا الخطر، إذ بدأت بالاستثمار في الصين على نطاق واسع، بوحي من دبلوماسية البينغ بونغ أي كرة الطاولة لكسينجر-نيكسون، إذ أرادت استغلال عامل السكان في الصين وتحقيق أكبر قدر من الأرباح. لكن في يومنا هذا إذ حصلت أمريكا على ما كانت تبحث عنه اقتصادياً ترى أن هذه الإستراتيجية قد خلقت منافساً كبيراً لها وقد يدمر تطور الصين اقتصادياً الاقتصاد الأمريكي، من جهة أخرى أصبحت الصين على قدرة لا يمكن الوقوف بوجه تطورها من خلال وضع العراقيل وهذا الأمر ينتهي إلى ظهور صراعات عنيفة.

لا تريد الولايات المتحدة أن تسمح لأي بلد آخر أن يتفوق عليها خاصة في المجال الجيوسياسي. هذا الأمر يعد من الأسباب التي جعلت أمريكا تعمل على تقريب الكيان الصهيوني من الخليج حتى يتمكن نظام الاحتلال من دعم العرب نيابة عن أمريكا، ومن جهة أخرى تحصل أمريكا على حصتها من العرب، وتركز كل قواها في مواجهة الصين.

موقع فرارو

محرر الموقع : 2020 - 09 - 26