ممثل المرجع السيستاني يشدد على ضرورة رسم سياسة مالية دقيقة للبلاد ويدعو مجلس النواب الى تشريع هيئة تتكفل بالزيارات المليونية
    

شددت المرجعية الدينية العليا على ضرورة رسم سياسة مالية دقيقة للبلاد داعية مجلس النواب العراقي الى ضرورة تشريع هيئة تتكفل بالزيارات المليونية ومن بينها زيارة الاربعين 

وقال ممثل المرجعية السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة اليوم 26/صفر/1436هـ الموافق 19/12/2014 م: انني اليوم ساعرض على مسامعكم الكريمة أمرين الاول ما يتعلق بالوضع الاقتصادي في البلد الذي سبق وان اشرنا اليه بعض الاشارات في خطب سابقة..موضحا ان الموازنة من العوامل الاساسية لتنشيط جميع دوائر البلد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وكلما يتأخر البت في إقرار هذه الموازنة كلما ستبقى المشاكل ولعلها تفتح ايضاً مشاكل اخرى..مبينا ان المشكلة بالعراق ان البلد يعتمد اعتماداً كلياً في تثبيت الموازنة على صعود او انخفاض اسعار النفط.. و اسعار النفط في هذه المرحلة قد تبدأ بالتناقص مما يسبب قلّة الموارد المالية التي يحتاجها البلد..
واضاف اننا لا نريد ان ندخل في عمق المبنى للموازنة،فالموازنة عندما توضع لابد من وجود مبنى اقتصادي وعلى ضوء ذلك نضع موازنة اما ان توضع الموازنة بلا مبنى فستكون حقيقة هناك مشكلة نخفض هذا ونحذف هذا ونؤجل هذا وقد تكون امور ارتجالية اقرب منها الى الامور العلمية ولكن على كل حال..
ودعا السيد الصافي الساسة لحلّ هذا الاشكال فالمقصود من ذلك لابد ان تكون هناك نظرة واحدة في ضغط النفقات الى الحد الادنى والاقتصار على الامور الضرورية التي لها علاقة بحياة الناس بحيث هذه الامور الضرورية لا تُمسّ.. بعض الامور ممكن تأجيلها وممكن تاخيرها الى سنة او الى تحسن الوضع.. وعلى جميع الاخوة الفرقاء ان يتنازلوا احدهم الى الاخر في الامور التي تهم عموم البلاد.. 
ولفت ممثل المرجعية ان موضوع الموازنة ليس موضوعاً سهلا ً.. ففي كل دول العالم هناك جلسات ومناقشات وحسابات رقمية في تثبيت الموازنة ولفت ايضاً الى ضرورة التفتيش عن موارد مالية اخرى فالعراق فيه موارد مالية اخرى لكن يحتاج الى قرار والى جرأة والى انسجام والى اتفاق ان نفتش عن موارد مالية اخرى حتى نحتاط للمشاكل التي ممكن ان تمر بها مسألة النفط.. فالنفط طاقة والطاقة عرضة الى الصعود والنزول بحسب مقتضيات السوق والذي يقرأ الامور بشكل دقيق ممكن ان يتوقع اشياء كثيرة لابد هو ان يكون هو دائماً في الامان نتيجة الدقة في رسم السياسة المالية للبلد..لابد ان نكون دقيقين في رسم السياسة المالية للبلد..
اما بخصوص الامر الثاني فهو يتعلق بالزيارة الاربعينية التي مضت حيث وجه السيد احمد الصافي شكره الى كل الاخوة الذين ساهموا مساهمة فعّالة وجادة في إنجاح الزيارة للمستوى الذي حصل سواء الجهات الرسمية او غير الرسمية والبيوت الكريمة واهل المواكب والجهات الرسمية خارج العراق والمنافذ الحدودية والسفراء والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية في المحافظات.. نتوجه لهم جميعاً بالشكر الجزيل على ما بذلوه في هذه الزيارة..
واضاف بهذا الخصوص لدينا عندنا عتب جميل على مجموعة أمور و اعتقد تحتاج الى ان يشاركنا الاخوة المسؤولين كل حسب موقعه فيما سنبين..هذه الزيارة الكريمة الاعداد التي وصلت لها هي اعداد مليونية.. ولا استطيع ان احصر العدد الدقيق لعدد معين ولكن عندنا مثلاً في تصريح رسمي للاخ وزير الدفاع في يوم الخميس قبل يوم الاربعين بيومين ذكر الى ان العدد وصل الى 16 مليون زائر.. بعد يومين ايضاً عندنا تصريح لبعض الجهات الرسمية اوصل العدد الى اكثر من 20 مليون زائر.. اقول فلنعتمد الان على الحد الادنى أي العدد الادنى ومقصودي من الحد الادنى هو 16 مليون زائر فهل من المعقول ان تمرّ هذه الحشود المليونية في كل سنة بلا ان نوجد حلولا ً جذرية للمعاناة التي تتكرر كل سنة ؟!! 
ليس من المعقول ان يُترك هذا الطوفان البشري الهائل بهذه الطريقة..
واضاف الصافي انا اشكر كل الجهود المبذولة وكل الجهود تشكر.. لكن انا اتحدث عن هذا الكم الهائل كيف نواجه هذا العدد واصبح لدينا الآن اكثر من 10 سنين نمر بهذه المشكلة سنة بعد اخرى.. الحلول الجذرية متواضعة والاستعداد متواضعة.. لاشك ان هذه التظاهرة لو كان ربعها في بلد آخر لوجدت استعدادات اكثر من 10 اضعاف ما موجود عندنا، العملية غير منسجمة مع الكم الهائل ومع الاستعدادات المتواضعة من يتحمل المسؤولية ؟!! الناس عموماً لا يتحملون المسؤولية بل قاموا بمسؤوليتهم اكثر من اللازم.. انا اتحدث عن جهات قرار.. ففي عام 2003 وبداية التغيير حدثت في بداية شهر صفر وفوجئ العالم بهذه الملايين التي زحفت الى كربلاء ثم بدأ الناس تتحدث عن السنة القادمة في 2004 وبدأ العدد يزداد ويزداد الى ان وصلنا في هذه السنة..ما هي الاستعدادت الجديّة التي حصلت ؟!! أليس من الممكن ان نراقب الطرقات عن طريق الجو ؟؟! 
ودعا ممثل المرجعية الحكومة الاتحادية والجهات المعنية الى شراء طائرات لمراقبة الحدث ؟!! طائرات مدينة صغيرة الحجم كما يُصنع في كل دول العالم حتى نراقب ما يجري على الارض.بدلا من ان يُشغل رجل الأمن بمسؤولية خارج مسؤوليته ؟!مبينا اننا نريد النقل من رجل الأمن حيث ان رجل الامن يحدث عليه شد عصبي بحيث يخرج عن طوره في التعامل مع الزائرين في بعض الحالات..
واضاف اسألوا دول العالم قل هذا الطوفان البشري ما هي الاستعدادت الطبية ؟! سيقولون لهذا الطوفان البشري ستكون له احصائية وتخصيص سيارات اسعاف لكل عدد معين مثلا ً ومفارز طبية وامور اخرى.. أين هذه الاستعدادت فمن غير المنطقي ومن غير الطبيعي ان نرفع اليد عن هكذا تظاهرة عظيمة ليس لها مثيل في كل دول العالم!!
وتابع ممثل المرجعية حديثه نحن تصفحنا مناسبات دول العالم لم نجد هذه التظاهرة إلا في موسم الحج وبمقدار 3-4 مليون حاج.. والاستعداد متباينة.. وهذا الحدث ليس حدثاً خاصاً بالشيعة فقط وانا اتحدث عن خدمات من البصرة ومن كركوك ومن صلاح الدين ومن خارج العراق بالنتيجة يأتون الى العراق وهذا الحدث مليوني وانتم مسؤولين عن التعدادات الحقيقية ومسؤولين عن الاستعدادات الواقعية له.. اصبحت هذه الطرق طرق بائسة لا تتحمل و اصبح النقل بكل المجهود الذي تم بذله وهو مجهود محترم ولكن هو قطعاً لا يفي بذلك وهذا غير صحيح..
واشار السيد احمد الصافي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف التي حضرتها وكالة نون الخبرية الى بعض المشاكل التي تعانيها العتبتين الحسينية والعباسية وهي مشكلة الدعم المالي في كثير من المفاصل التي تحتاج اليها العتبات المقدسة..مبينا ان الكثير من الكتب التي تاتي الى ادارة العتبتين الحسينية والعباسية سواء من الاجهزة الامنية او من الحشد الشعبي او من بعض الوزارات تطالب العتبتين بالمساعدة مبينا ان هذا الامر يشرفنا ولكن لابد من وجود ُدعم للعتبات.
وعرض السيد احمد الصافي والذي يشغل مسؤولية الامين العام للعتبة العباسية المقدسة كتابا تم رفعه بشكل رسمي الى الرئاسات الثلاث موضحا اننا وفي سنة 2012 بتاريخ 23/2/2012 وهذا الكتاب انا ارفعه امام الاخوة جميعاً.. معنون الى فخامة رئيس جمهورية العراق الاتحادية.. ومعالي السيد دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي السيد رئيس مجلس النواب العراقي..وهذا في اجتماع حدث ضم اكثر من 20 شخصاً بعنوان (المؤتمر التقييمي الاول لزيارة الاربعين) في سنة 2011، وفي 2012 المؤتمر التقييمي الثاني والذي رفعنا فيه هذا الكتاب المؤرخ في 23/2/2012. 
وهذا الكتاب الى الان لم يأتي جوابه.. الهدف من الكتاب طرحنا هذا النص واقرأه لكم (ومن خلال الجلسة في المؤتمر التقييمي الثاني الذي عقد وما طرح في المؤتمر التقييمي الاول اتفق جميع الحاضرين على ضرورة تشكيل هيئة وفق القانون وبما يتلائم مع متطلبات الواقع العراقي واستناداً للمبادئ التي تضمنها المادتين 10 و 43 من دستور جمهورية العراق النافذ يكون على عاتقها القيام بأعباء هذه المسؤولية الكبيرة في ادارة كافة الخدمات المتعلقة بالزيارة منذ بدايتها والى حين مغادرة الزائرين.. داعيا مجلس النواب الى تشريع هيئة تتكفل بزيارة مليونية متسائلا لماذا يا مجلس النواب لا تشرّع ذلك هل التشريع معقد وصعب؟!! موضحا اننا في كل سنة عندنا معاناة مع عشرات الالاف من الزائرين بين ضائع وبين مشكلة في النقل وبين زائر من الخارج ولابد ان نتوسل بهذا ونتوسل بذاك حتى تتهيأ الطرق لهؤلاء الاخوة.. الى الان عندنا بعض الاطفال ضائعين..
واضاف ان هذا الكلام يحتاج الى جهة تنفيذية لماذا لا تنفذون.. عشر سنوات الان امام العالم وهذه الاعداد المليونية تتوافد على كربلاء.ولكن بعضهم يشكك بالرقم،ألا يرون هذه الفضائيات التي تنقل ألا يرون هذه الاعداد ولمدة عشرة ايام.. تتعب المدينة فهناك قصور.. أنا لا يمكن ان اعتمد على دائرة صحة كربلاء فهذا غير منطقي ولا اعتمد على دائرة فلان في المحافظة.. الأمر غير منطقي كل الجهد الذي يأتي مشكور لكن نحتاج الى قيادة موحدة والى استعدادات من الان.. 
وتابع الصافي مع كل ثناء وتقبيل اقدام العوائل الكريمة واهل المواكب الذين بذلوا جهداً.. هل تعلمون ما صعوبة ان يصل تنكر الماء مثلا ً هل من الصعب ان نجعل هناك خطوط ماء على الطرقات.. منتقدا دخول بعض المسؤولين بموكب قد يصل الى 10 سيارات ويشق صفوف الزائرين بهذا الكم الهائل.. متسائلا بحديثه لا اعرف لماذا تصنع هكذا هل تريد ان تراقب ما يحصل على الارض.. تعال بطائرة وخذ جولة حول المدينة وراقب الامور وتحرك المواقع التي تريد ان تحركها..
وبين ان الناس تتعاطف مع زيارة الاربعين منذ القدم. فحتى النظام السابق كان جلّ جهده ان يمنع زيارة الاربعين وبقيت هذه الناس تصرّ على ان تزور الامام الحسين (عليه السلام) يوم الاربعين هذا موسم وليس امراً طارئاً فهذه حقيقة على الارض ولا يمكن ان نقول الحمد لله الزيارة نجحت.. نعم الزيارة نجحت ببركات كل الاخوة الذي سعوا لكن ليس هذا هو المنتهى وهو المأمول مع بلد مثل العراق فيه هذه المقدسات والناس تفد بهذه الطريقة..اقول هذه الزيارة تحتاج الان اليوم قبل غد الى حل حقيقي للمشكلة وانا في هذا اليوم اعلن عنها امام الملأ.. اذا لم تُحل هذه المسألة ولاحظتم انتم في هذه السنة الطوفان البشري كان خارج عن السيطرة وخارج عن المألوف وهذا شيء الكل يفخر به ولعل في السنة القادمة العدد قد يكون اكثر والزائر يأتي من كل جهات العالم.. والان نقول لابد ان تكون هناك استعدادات حقيقية والاستعداد الحقيقي يحتاج الى صلاحية مالية وادارية تتكفل بالقضية داعيا الى طرق حديثة وسريعة والى نقل بشكل جدّي ونحتاج الى استعدادات صحية والى خدمات ونحتاج الى توفير جميع ما يحتاجه الزائر..موضحا ان هذه الوظيفة وهذه الامور ملقاة على ساحة الدولة والحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.. اقول هذه مشكلة تحتاج الى حل فرفقاً ايها الساسة بزائري الامام الحسين (عليه السلام) وبذل مزيد من الجهد وهذه تظاهرة عراقية امام العالم وامام كل العالم والجهات هذه الاعداد الكبيرة نفخر بها وهذه الاعداد نعتز بها وهم يأتون ونقبّل اقدامهم.. نحتاج ايضاً ان نخدمهم بشكل اكثر فأكثر..
وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2014 - 12 - 19