خبراء توقعوا أن يقلب الاقتصاد العراقي من حال إلى حال.. تنفيذ طريق الحرير عبر العراق ينتظر تنفيذ ميناء الفاو
    

أكد وزير النقل العراقي ناصر حسين الشبلي، يوم السبت، أن العراق سيكون “المحطة الرئيسية” في مشروع الطريق الدولي البري والبحري “طريق الحرير” الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا، لكنه قال إن ذلك يرتبط بإكمال إنشاء ميناء الفاو الكبير وتوقيع العقد خلال الأيام المقبلة عقب الاتفاق مع الشركة المنفذة.

ونقلت صحيفة “الصباح” الرسمية عن الشبلي قوله: إنه “في حال إكمال ميناء الفاو، سيكون العراق مركز طريق الحرير الذي تعمل عليه الصين لربط أوروبا بآسيا”، مشيراً إلى أنه “سيلي إكمال المشروع، تنفيذ القناة الجافة لربط ميناء الفاو ب‍تركيا، وليكمل بذلك خط ربط من الصين الى باكستان وميناء الفاو بحرياً، والى أوروبا سككياً”.

وأضاف الشبلي أن “تنفيذ طريق الحرير عبر العراق سيوفر آلاف الوظائف ومردودا اقتصاديا كبيرا للبلد، يوازي إيرادات النفط المالية، وهو مرتبط بإنجاز ميناء الفاو الكبير”، متابعا أن وزارته ستنجز المرحلة الأولى من ميناء الفاو بداية العام المقبل، موضحاً أن “مبلغ العقد المخصص هو ملياران و650 ألف دولار، والوزارة مستمرة بالتفاوض مع الشركة الكورية للتوافق على هذا السعر والتقليل من قيمة العقد”، لافتاً إلى أن “ميناء الفاو يضم خمسة مشاريع كبيرة وبمدة إنجاز ثلاث سنوات ونصف السنة”.

يذكر أن الصين أعلنت في عام 2013 عن مبادرتها بإنشاء طريق الحرير الجديد، وهو عبارة عن شبكة من الموانئ وسكك الحديد التي ستربط ما يقارب 65 بلداً حول العالم.

وفي 19 أيلول 2019، وقع العراق والصين 8 اتفاقات ومذكرات تفاهم في ختام مباحثات بين وفديهما في بكين، وبموجب ذلك فتح العراق حسابا ائتمانيا في أحد البنوك الصينية، لإيداع عائدات النفط البالغة 100 ألف برميل يومياً، مقابل تنفيذ مشاريع البنى التحتية، كالمدارس والمستشفيات والطرق والكهرباء والصرف الصحي، يتم تحديدها من خلال وزارة التخطيط وبالتنسيق مع مجلس الوزراء.

اجتماع قريب لحسم ملف مشروع ميناء الفاو الكبير

كشف عضو لجنة الخدمات النيابية مضر الازيرجاوي، إنه “تم الاتفاق خلال الأسبوع الماضي، على عقد اجتماع يضم كلا من رئيس الوزراء ووزارة النقل ولجنتي الخدمات والنزاهة النيابيتين، لإكمال التفاوض مع شركة دايو للذهاب باتجاه إحالة المشروع عليها”، متوقعا أن يعقد الاجتماع نهاية هذا الأسبوع أو بداية الأسبوع المقبل كأقصى حد.

في سياق متصل طالب رئيس تحالف سائرون في محافظة ديالى عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية النائب برهان المعموري رئيس الوزراء  بالتدخل لمتابعة إجراءات استئناف العمل في ميناء الفاو، مشيرا انه “يعد مشروع ميناء الفاو الكبير من أهم المشاريع الاستراتيجية التي ستحدث قفزة كبيرة في حجم المدخلات المالية للبلاد، وتسهم في إحداث نقلة نوعية على مستوى التجارة والنقل الدولي والداخلي”.

بدوره اكد النائب عبد الأمير المياحي، إن “هناك ملفات مهمة في مشروع الفاو منها ملفات البنى التحتية والإسكان والطاقة يمكن ان تصنف على اكثر من شركة للمضي بالعمل بها مع الالتزام بالتصاميم الفنية”.

وأضاف إن “أهمية مشروع ميناء الفاو الكبير تكمن في تعظيم إيرادات الدولة وتعزيز موقع العراق الاقتصادي في المنطقة وتوفير الأيدي العاملة ومعالجة المشاكل الكبيرة على مستوى الإيرادات والتوجه لدعم المشاريع الاستثمارية في المنطقة الجنوبية والبصرة بالأخص”، مطالبا وزارة النقل القيام بواجباتها بإحالة مشروع ميناء الفاو الكبير إلى شركات عالمية للنهوض بالمشروع.

الفاو بدل جبل علي

من جانب متصل، اكد الخبير الاقتصادي، نبيل المرسومي، ان ميناء الفاو سيكون أقصر الطرق دوليا لنقل البضائع من الصين للاتحاد الأوروبي والتي تقدر سنويا بـ 680 مليار يورو سنويا، مبينا انه سيقلب الاقتصاد العراقي من حال إلى حال، لافتا إن “تجارة الصين إلى الاتحاد الأوروبي تمر بطريق طويل، وفي حال إنشاء ميناء الفاو ستختار الفاو طريقا لها كونه أقصر الطرق”.

وأضاف إن “التجارة الصينية التي ستمر بميناء الفاو تقدر سنويا بأكثر من 680 مليار يورو”، مشيرا إلى أن “العديد من الدول ستترك ميناء جبل علي الإماراتي كون أعماقه لا تتحمل السفن العملاقة التي تمر خلاله”، موضحا أنه “وفق التصميم لميناء الفاو سيكون بأعماق يتحمل كبريات السفت العملاقة”، لافتا إلى أن “السفن والبواخر التي ستختار ميناء الفاو لاختصار الطرق سيوفر لها 100 دولار عن نقل كل طن”، مؤكدا إن “ميناء الفاو مع الأرصفة والقناة الجافة سيحقق طفرة نوعية بالاقتصاد العراقي والمنقذ للمرحلة الحالية”.

رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أعلن أيضا عن دعمه “المطلق” للاتفاقية العراقية-الصينية ومشروع ميناء الفاو الكبير، عادا المشروعين “بوابة” لتفعيل “طريق الحرير”.

محرر الموقع : 2020 - 12 - 05