" الطاقة الإيجابية وأسس التربية الصحيحة للأبناء في المهجر "
محاضرة في مركز الرسول الأكرم في برمنكهام
بقلم الكاتب : عيد البدري
أقام مركز الرسول الأكرم في مدينة برمنكهام مساء يوم السبت 19/8/2017 ومن ضمن موسمه الثقافي محاضرة بعنوان
" الطاقة الإيجابية والأسس الصحيحة لتربية الأبناء في المهجر "
التي القاها الأستاذ سامي فارس
مدير مدرسة الكوثر النموذجية في برمنكهام ورئيس جمعية المدارس العربية التكميلية في المملكة المتحدة .
وقد تناول المحاضر افاقاً واسعة في التربية تناول من خلالها المشاكل التي يعاني منها الأبناء في المهجر وحالات الاندماج في المجتمع الغربي أو الانصهار والمعوقات التي تواجه حالة الأندماج مما يجعل الأبناء يعيشون حالة من صراع داخلي مرير لا يشعر به حتى اقرب الناس اليهم .
وكذلك تطرق المحاضر الأستاذ سامي فارس الى ضرورة غرس قيم الأخلاق الحميدة والقدوة الحسنة والقيم الإسلامية ومفاهيم القرآن الكريم في نفوس الأولاد في عمر مبكّر من 4 سنوات الى 16 سنة وهي مرحلة GCSEs في الدراسة والتي هي مرحلة الشباب المرحلة الخصبة للغرس التربوي الذي سياتي أكله لاحقا خيرا بخير وشراً بشر فمن يغرس الصفصاف لن يجني برتقالاً ومن يغرس البرتقال سيجني برتقالاً .
ولقد تناول المحاضر العديد من الآيات القرانية الكريمة وتوظيفها بشكل موفق فمثلا استشهد بالآية الكريمة
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ) فعقب على الآية المباركة ان من يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم ومن يتق الله في في زوجته وأسرته يجعل الله له مخرجاً من المشاكل الاسرية والزوجية ، وكذلك استشهد بالآية الكريمة ( ولا تقتلوا اولادكم من إملاق ) الانعام / 151
التي أضفى تفسيراً عصرياً للآية الكريمة يختلف عن التفسير التقليدي والكلاسيكي للآية وهو عادات اهل الجاهلية في قتل اولادهم خشية الفقر أو العار من السبي والعبودية فقد ذهب الأستاذ المحاضر الى تفسيراً جديدا يواكب المجتمعات الحديثة حيث تنشغل الأسرة بالعمل طوال الوقت ( الوالدين ) كما هو حاصل في هذه الأيام لتلبية متطلبات الاسرة المادية اَي خشية العوز والإملاق وترك الطفل أو الولد ليقرر مصيره المجتمع الذي تختلف قيمه وتقاليده عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ويقع كذلك تحت تأثير التلفاز والالعاب الالكترونية مع غياب كامل لدور الأم والأب وانشغالهم باعمالهم التي تكون خشية العوز والإملاق وهذا هو القتل المعنوي للطفل والضياع الأبدي للهوية والذي لا يقل خطراً عن القتل الجسدي وربما اخطر منه وهو التفسير الملائم للآية المباركة.
ومن ثم تحدث المحاضر عن الطاقة الإيجابية وأثرها في حياتنا وتناول مصادرها مستشهداً بأيات قرآنية مع ذكر أهم المصادر للطاقة الإيجابية هي القرآن الكريم والأعمال العبادية والصلاة وتحدث عن مسؤولية الأسرة والمجتمع في تحصين الأبناء بالطاقة الإيجابية وتخليصهم من الطاقة السلبية
وقد حظى الحضور من ابناء الجالية بمحاضرة شيقة وقيمة من محاضرٍ ذي باعٍ طويل في مجال التربية والتعليم ، مضى وقت المحاضرة ممتعاً وسريعاً وختم بالمداخلات والمناقشات الجادة لأغناء الموضوع من جوانبه التربوية المتعددة والاستفادة من خبرة الاستاذ المحاضر الطويلة في الجانب التربوي والجانب التعليمي.
وطالب الحضور على الجهة المنظمة المزيد من هذا النوع من المحاضرات المفيدة ولحاجة الجالية الملحة اليها لتربية جيل صالح ذي أسس تربوية وتعليمية حصينة ومتينة.
