صلاة الجمعة في العاصمة الدنماركية كوبنهاكن بإمامة الشيخ كاظم العمري وحث الجالية الاسلامية على مزيد من التعاون والاخلاص وتفقد ايتام الشهداء‎
    

إعداد / عمران الياسري

الدنمارك كوبنهاكن

 

بحضور جمع من المؤمنین و المؤمنات أُقيمت صلاة الجمعة في العاصمة الدنماركية كوبهاكن بتاریخ 20 اكتوبر / تشرين الاول 2017 الموافق 29 محرم 1439 هـ بإمامة سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ كاظم العمري في مرکز الإمام علي  عليه السلام  الاسلامي ابرز المعالم الاسلامية وسط العاصمة .

عنوان الخطبة ( إدخال السرور على المؤمن )

فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا

اعطى الاسلام اهمية كبيرة للقلب واعتنى به كما اعتنى بالجوارح والاعضاء الاخرى لانه مصدر الخيراتوالشرور ومبعث الاعمال والافعال ومن ذلك ندب الاسلام الى ادخال الفرحة والسرور على المؤمن سواءً كان بقضاء حاجة ورفع مشكلته او بتحذير من اخافته وادخال الكرب عليه والآية التي تصدرت هذه الخطبة  تتحدث عن الذين ادخلوا السرور على القلوب البائسة من مسكين أو يتيم او أسير وهم أهل البيت عليهم السلام اصحاب تلك النفوس الكبيرة والمؤمنة التي سعت الى اسعاد الاخرين فعوضها الله برفع قدرها وخلود ذكرها ومن هنا عد ادخال السرور على المؤمن من المفاهيم التربوية الرائعة التي لها اكبر الاثر في تقوية وشد الاواصر الاجتماعية ولذى ربطت الشريعة بين العبادة بالمعنى الاخص وآنعكاس آثارها على اخلاق الانسان وتعاونه الاجتماعي (إنما الدين المعاملة ) والنبي (ص) عندما سال اي الاعمال أفضل قال (إدخال السرور على المؤمن ) وقال صلى الله عليه وسلم مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ مَغْمُومٍ أَوْ أَعَانَ مظلوماً غفر الله له ثلاثاً وسبعين مغفرة و قال رسول الله (ص): " من حمى مؤمناً من ظالم، بعث الله له ملكا يوم القيامة يحمي لحمه من نار جهنم

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات تابع بيننا وبينهم بالخيرات إنك مجيب الدعوات انك غافر الخطيئات

 )رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍرَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)*( رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ  إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (*(وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)

اللهم ارحمنا في شهرنا هذا وبارك لنا فيه وارزقنا من خيراتك وبركاتك ووفقنا لاداء فرض الجمعات وما اوجبت فيه من الطاعات وقسمت لاهلها من العطاء يوم الجزاء ) إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون( 

الحمد لله الذي بطاعته تستدفع النقم، وبحمده تستجلب النعم الذي خلق فأتقن ورق فأحسن وأنعم فأسبغ وأعطى فأبلغ وأفهم فسدد وعلم فأرشد

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ

ومن الوان الدخول السرور على المؤمن السعي في قضاء حاجة

فعن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند الحسن بن علي عليه السلام فأتاه رجل فقال له : يا بن رسول الله إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني فقال : والله ما عندي مال فأقضي عنك قال فكلمه قال : فلبس عليه السلام نعله فقلت له : يا بن رسول الله أنسيت اعتكافك ؟ فقال له : لم أنس ولكني سمعت أبي عليه السلام يحدث عن جدي رسول الله ص إنه قال : من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما عبد الله عزوجل تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله .

عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن حقّ المؤمن على المؤمن, فقال: "حقّ المؤمن أعظم من ذلك, لو حدثتكم به لكفرتم, إن المؤمن إذا خرج من قبره, خرج معه مثال من قبره, فيقول له: إبشر بالكرامة من ربّك و السرور, فيقول له: بشرك الله بخير, ثم يمضي معه يبشره بمثل ذلك".

ورواه عن غيره  قال: فإذا مرّ بهول, قال: ليس هذا لك, وإذا مرّ بخير قال: هذا لك, فلا يزال معه  يؤمنه ممّا يخاف, ويبشره بما يحبّ, حتّى يقف (معه ) بين يدي الله عزّ وجلّ, فإذا اُمر به إلى الجنّة, قال له المثال: إبشر بالجنة فانّ الله عزّ وجل قد أمر بك إلى الجنّة, فيقول له: من أنت يرحمك الله, بشرتني حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبرتني  عن ربّي ؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا جعلت منه لانصرك, واونس وحشتك.

وفي حرمة ايذاء المؤمن وترويعه قال النبي (ص) : من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها ، أخافه الله تعالى يوم لا ظلّ إلا ظله 

قال الصادق (ع): من روّع مؤمناً بسلطان ، ليصيب منه مكروهاً ، فلم يصبه فهو في النار ، ومن روّع مؤمناً بسلطان ، ليصيب منه مكروهاً فأصابه ، فهو مع فرعون وآل فرعون في النار

واخوة الدين تفرض التناصر بين المسلمين لاحقاق الحق وابطال الباطل وردع المعتدي واجارة المهضوم

رسول الله ص إنه قال : لا يقفن أحد موقفًا يضرب فيه رجل سوطًا ظلمًا فإن اللعنة تنزل على من حضره حيث لم يدفعوا عنه

 

 

محرر الموقع : 2017 - 10 - 20