في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية ... الشيخ محمد مهدي الناصري... إن من يريد العدل وينشده عليه أن يكون عادلا مع نفسه وأهله‎
    

ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في مسجد أهل البيت (ع) بمدينة مونتريال الكندية أوضح من خلالها إن الإنسان إذا بحث عن العدل والعدالة عليه أن يكون أولا عادلا مع نفسه وأهله.

 

واستهل الشيخ الناصري محاضرته بقول الله تبارك وتعالى (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، مبينا أن سبب نزول هذه الآية الكريمة كما يركز عليها علماء التفسير هو انه بعد مجيء النبي(ص) إلى المدينة المنورة وأصبحت الدولة الجديدة والواقع الجديد، والناس لازالت كقبائل وعشائر يتصورون أنهم قريبين من النبي (ص) فيأملون هذه القضية.

 

وتابع "إننا نرى إن النبي (ص) في كل موقع من وقائع المدينة غير العهود التي كتبها، فهو (ص) كتب وثيقة المدينة التي نظم من خلالها شؤون الناس والعلاقة بين أفراد المجتمع رغم تنوعه، وهذه الوثائق ركز فيها على قضية العدل، وقد كان يقول (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) إشارة منه إلى أن مبدأ العدل الإلهي يطبق على الجميع دون قرابة أو محسوبية، وفيه إشارة إلى بعض القبائل التي كانت تضن بنفسها أنها قريبة من النبي(ص) وبهذا قد تكون بعيدة عن الحساب".

 

وأوضح إن فكرة العدل فكرة جميلة والبشرية جمعاء تطمح بهذه الفكرة، ونحن الآن بعد ما يقارب 1200 عام ننتظر من الإمام المهدي(عج) يبسط العدل، وبهذا فان هذا الانتظار من الإنسان هو انتظار للعدل، وبطبيعة الإنسان فانه يبحث عن الأماكن التي يكون فيها العدل متوفر ولا يوجد فيها ظلم للفقير والإنسان البسيط.

 

ولفت إلى أن الإنسان إذا أراد أن يضع مظالم البشرية أمامه فأنه يستصعب حدوث هذا العدل وبالتالي فانه يسلم لأمر واحد وهو أن هذا الأمر لا يتحقق إلا بتدخل يد الغيب والإعجاز وان يكون فيها إنسان معصوم يكون له أنصار فيحقق هذه العدالة، وبهذا فان العدالة تكون بمعنى إن المظلوم يجد من يرفع عنه ظلامته.

 

وختم الشيخ الناصري محاضرته بالإشارة إلى أن من يريد العدل وينشده عليه أن يكون عادلا مع نفسه وأهله وان يؤمن به، فقد أمرنا الله تبارك وتعالى بالعدل في كثير من المواطن، فقد أُمرنا بالعدل بين الأبناء، والعدل بين الزوجات، والعدل في الشهادة فلا يشهد المسلم إلا بما رأى وسمع، وإن شهد خلاف ذلك فيكون قد جار وظلم، بالإضافة للعدل في الميزان والمكيال في التجارة وغيرها.

 

محرر الموقع : 2017 - 11 - 04