إحياء ذكرى وفاة الرسول الأعظم(ص) في مؤسسة الإمام المنتظر(عج) في السويد -تقرير مصور -
    

أحيت مؤسسة الإمام المنتظر(عج) ذكرى وفاة الرسول الأعظم(ص) يوم الجمعة الموافق 17/11/2017 بحضور جمع كبير من المؤمنين في مالمو.

افتتح البرنامج الحاج أمير علي بقراءة آيات مباركات من القرآن الكريم تلاه الحاج أبو علي الكربلائي بزيارة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله.

ثم بدأ مجلس الليلة لسماحة الشيخ علي الفضلي ضيفاً عزيزاً من الدنمارك والذي بدأ مجلسه بقراءة الآية الكريمة 29 من سورة الفتح. بسم الله الرحمن الرحيم " مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ...".

هذه الآية الكريمة تتعرض للشخصية القيادية للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وأصحابه الخلص الذين يصفهم الله عز وجل بالذين معه. وهنا يطرح السؤال التالي: هل القائد يؤثر في القاعدة أم القاعدة أم هي التي تؤثر بالقائد؟ فهناك قائد يتأثر بالقاعدة وهناك قائد يؤثر بالقاعدة. فصفاة القائد المتميز هو الذي يعلم حوائج ونواقص ومتطلبات قومه وخبير بما يجري حوله وله قوة التأثير بما يحمل من فكر وإبداع وتأثير. فالأب القائد المتميز في بيته مثلاً هو من يعرف مشاكل المنزل وكيفية حلها ويخاطب كل حسب فهمه ويعالج المشاكل كل حسب حاجته.

أما القائد المبدع في المجتمع يحتاج بالضرورة الى أعوان وأتباع متميزون يعينوه على قيادة الأمة وكذلك الى هدف واضح يعرفه ويسير اليه بخطى ثابتة.

وقد ظهرت قيادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشكل جلي في معركة بدر حين وزع المسلمين حسب قدرتهم ثم وقف بينهم دعياً الله سبحانه وتعالى بنصر المسلمين وبذلك تحققت القيادة الفعلية ونصر الله المسلمين بقيادته الحكيمة. لكن في معركة أحد نرى مشكلة حقيقية في الأتباع. فقد تحققت القيادة الفعلية الناجحة بتوزيع المسلمين وبدأ جيش المسلمين بالانتصار ودحر جيش الكفار ولكن كان غدر الأتباع بجشعهم وطمعهم السبب الأساسي في خسارة المعركة. لذلك فالقائد يصنع الأتباع والأتباع يؤثرون في حركة القائد.

وهنا نطرح سؤال الآخر هو كيف يمكننا من تحقيق القيادة الحقيقية. والجواب هو في الدرجة الأولى وضوح الهدف لدى القائد المتميز. وقد تجلى هذا الأمر لدى رسول الله حين عرض سادة قريش كل المغريات أمام الرسول عن طريق عمه أبو طالب فكان جواب رسول الله صلى الله عليه وآله واضحاً جلياً لا تشوبه شائبة ولا يحيد عنه لأي سبب كان حين قال "والله لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته".

وفي يومنا هذا نرى أن لدى القوى العالمية مراكز دراسات تستشرف المستقبل وتضع الخطط والبدائل لجميع شعوب العالم لتستمر سيادتها عليه. ونرى أيضاً قيادة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني حين أفتى بالجهاد الكفائي في اللحظة الحاسمة ليدحر كل المخططات لإسقاط هذا البلد المبارك ويصنع النصر على قوى الظلام بدماء أبطال العراق الملبين لندائه المبارك.

وبالعودة الى الرسول صلى الله عليه وآله في معركة بدر حين وعده الله سبحانه وتعالى أن له النصر في احدى الحالتين فدرس حالة القافلة القرشية والباقي الحلول ووضع الخطة بأن يحمل على القافلة التي كانت تحمل مسروقات الهاشميين. ورغم أن دعاء الرسول صلى الله عليه وآله مستجاب لدى الله سبحانه وتعالى ولكن رسول الله لم يدع على الكافرين ليحصل على النصر دون أسباب مادية.

ومن صفات قيادة الرسول صلى الله عليه وآله هي احتواء الأتباع والسماع لهم والالتفات الى احتياجاتهم واجابة تساؤلاتهم.

كل هذا ولم يسلم النبي صلى الله عليه وآله من الدسائس والاغتيالات عبر مسيرته حين حاولوا اغتياله ودس السم له عدة مرات حتى جاءت ساعة مفارقة روحه الطاهرة جسده المبارك. ثم ذكر هذه المصيبة فأبكى الحضور على هذا المصاب الجلل الذي أفقد العالم أعظم ما خلق الله من الأولين والآخرين.

ثم كانت اللطمية للرادود الحسيني الملا مهدي حتيته النجفي شاركها فيها الحضور المؤمنين الموالين.

واختتم البرنامج بالدعوة لعشاء رسول الرحمة صلى الله عليه وآله.

 

محرر الموقع : 2017 - 11 - 18