إحياء ذكرى شهادة الامام الحسن العسكري(ع) في مؤسسة الإمام المنتظر(عج) بمدينة مالمو السويدية
    
السلام عليك يا مولاي يا صاحب العصر والزمان بذكرى شهادة أبيك الامام الحسن العسكري.
 
وعزائنا لك يا مولاي ونحن ننتظر ظهورك المبارك حتى تملأ الارض قسطاً وعدلا بعد ما ملأت ظلماً وجورا.
ونحن يا سيدي في مؤسستنا المسمات باسمك الشريف نعلن الحزن والحداد ونقيم مجلس العزاء.
 
أحيت مؤسسة الإمام المنتظر(عج) ذكرى شهادة الإمام الحسن العسكري(ع) يوم الأحد الموافق 26/11/2017 بحضور المؤمنين في مالمو.
 
افتتح البرنامج الحاج أبو علي الكربلائي بقراءة آيات مباركات من القرآن الكريم تلاه بزيارة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
 
ثم بدأ مجلس الليلة
لسماحة الشيخ ناظم حطيط
الذي إفتتح مجلسه بالآية الكريمة 26 من سورة السجدة.
  بسم الله الرحمن الرحيم
 
"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ"
لقراءة صحيحة لسيرة الإمام الحسن العسكري عليه السلام لابد من دراسة للواقع السياسي والإجتماعي الذي كان الإمام عليه السلام يعيش فيه. فكل الأئمه هم إمتداد لبعضهم البعض فلكل واحد نهج ودور وظرف سياسي وإجتماعي تحتم إختلاف الأدوار.
 
ففي زمن الإمام العسكري عليه السلام وصلت السلطة العباسية الى أقصى درجات الوهن والضعف جعل القادة العسكريين الأتراك هم القادة الحقيقيين للحكام العباسيين. كما فرغت الخلافة من محتواها بإعتبارها خلافة رسول الله والدولة الإسلامية لأن هؤلاء الخلفاء كانوا يتجاهرون بالفسق والفجور كشرب الخمر ولعب القمار والزنا ومخالفة الأحكام الشرعية. ولكن رغم الضعف والوهن لدى السلطة لكن ظلمها إزداد وتضاعف على الناس وبالخصوص العلويين وبالأخص الأئمة عليهم السلام. فقد كانوا عليهم السلام يعانون من أقسى درجات البطش والظلم. ففي عهد الإمام الهادي والحسن العسكري عليهم السلام والتي كانت مجموعها 12 سنة تبدل 7 حكام من بني العباس ولكن ظلمهم لأهل البيت عليهم السلام إزداد مع قدوم كل حاكم. ومن أهم الأسباب لهذه الممارسات كانت حب الناس أليهم عليهم السلام. ومن هذه التصرفات هي نقل سكن الأئمة الى قربهم لتشديد المراقبة عليهم. وقد تجلى ذلك للإمامين الهادي والعسكري. حين نقل المتوكل العباسي للإمام الهادي الى سامراء التي كانت معسكر للجيش في بدايتها ليبعدهم عن الكوفة والمدينة حيث يكثر طلبة ومريدي الأئمة عليهم السلام.
 
فقد سجن الإمام العسكري ثلاث مرات خلال إمامته الست سنوات والتي بدأت حين كان عمره الشريف 22 وحتى إستشهاده في عمر 28 سنة.
ومن الأمور التي أرساها الإمام الحسن العسكري هي جعل الوكلاء والسفراء في أكثر بقاع الدولة الإسلامية. وهذه بدأ بها الإمام الهادي عليه السلام حين عين عدد من الوكلاء في عدد من المدن ولكن الإمام الحسن العسكري عليه السلام جعل أغلب تواصله مع العلويين والتابعين من الشيعة عن طريق الوكلاء والسفراء للتهيئة لقدوم الإمام المهدي(عج) واختفاءه عن الناس. وكان لديه أدوار من أهمها هي التبشير بقدوم الإمام الحجة وإخفاءه عن السلطات القائمة حينها. ومنها عدم إظهار الحمل حتى على النساء اللواتي يعشن في بيت الإمام العسكري عليه السلام وذلك لأن السلطات العباسية جعلت من النساء الجلاوزة من تفتش في بيت الإمام الحسن العسكري لتتأكد من عدم وجود حمل لدى زوجات الإمام. وحين ولادة الإمام الحجة وزع الإمام الحسين العسكري عليه السلام بتوزيع اللحم على بيوت الشيعة ليبلغهم بولادة الإمام المهدي الذي سمي على إسم جده محمد صلى الله عليه وآله.
 
ورغم كل ما واجه الإمام العسكري من المشاكل والملاحقات لم يتركوا ساحة العلم والفقه والذود عن الدين الحنيف. فقد وصل الى علمه أن الفيلسوف إبن إسحاق الكندي في الكوفة يكتب كتاب عن تناقضات القرآن فطلب من أحد مريديه ان يذهب الى الكندي ويتودد اليه حتى يستأنسه. وهذا ما فعله ثم طرح عليه الإشكال الذي علمه إياه الإمام. وكان الإشكال انه ألا تضن ان ما ذهب ليه هو مما فسرته انت وليس ما يقصد به الله عز وجل من هذه الآيات. هذا جعل الكندي يعيد تفكيره بالإشكل الذي طرحه بعد تأكده أن هذا الإشكال من الإمام الحسن العسكري عليه السلام ورجع عن كتابة هذا الكتاب وحرق ما كتب لئلا يصل الى من يستغل هذا الكتاب فيما بعد.
وإستشهد الإمام الحسن العسكري بعدما سقي السم من قبل الخليفة المعتمد وذلك في سامراء يوم الثامن من ربيع الأول سنة 260 هجري ليذهب الى جوار أجداده صلى الله عليهم وسلم.
ثم كانت اللطمية بدأها الحاج فاروق أبو مصطفى ثم تلاه الرادود الحسيني الحاج أبو زهراء الصواف شاركهم فيها الحضور المؤمنين الموالين.
 
وفي نهاية المطاف دعا الحاضرون على لسان الشيخ ناظم حطيط لفرج المولى صاحب العصر والزمان ولنصرة المجاهدين في كل مكان .
محرر الموقع : 2017 - 11 - 26