رسالة عاشوراء لليلة الثانية عشرمن شهر محرم الحرام لعام 1434 هـ 2012 م في مؤسسة الامام المنتظر(عج)
    

 

صوت الجالية العراقية : 

أحيت مؤسسة الامام المنتظر(عج) في مدينة مالمو السويدية الليلة الثانية عشر من شهر محرم الحرام بحضور أبناء الجالية العراقية من مدينة مالمو الى بناية المؤسسة.

أبتداء المجلس بتلاوة عطرة من الذكرى الحكيم تلتها زيارة عاشوراء من قبل الاخ أبي مسلم الخرساني.

ثم إعتلى المنبر الشيخ أبو علي غموس مفتتحاُ مجلسه الحسيني بالآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم "ما كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ."(سورة 3 آية 179) وبين أن الآية نزلت في معركة بدر التي كانت إمتحان لإيمان المسلمين لذلك إنتصر المسلمون رغم قلّة عددهم وعدتهم ولكنهم فشلوا في أحد رغم كونهم أكثر عدة وذلك لطمع بعضهم وخبث الآخر وبعدهم عن الإيمان خسروا المعركة فأطلع الله الرسول(ص) على الخبيث منهم من الطيب.

فخاصية الإبتلاء هي لإمتحن الإنسان من قبل ربه مصداقاً للآية الكريمة:"أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".

فقد إمتُحن بنو إسرائيل مع موسى ليغيب عنهم عدة أيام أكثر مما وعدهم ففشلوا في إمتحان العجل ما يبين أن إيمانهم لم يكن واقعياً بل تبعوا شهواتهم وأمانيهم دون تقوى الله سبحانه وتعالى.

ونرى نفس الإبتلاء في وقوف أبي سفيان ومعاوية حيث جيشا الجيوش وحاربو الرسول(ص) منذ بدء رسالته حتى فتح مكة ولم يسلم معاوية إلا بعد الفتح بسنتين.

لذلك وقف يزيد وعبيد الله بن زياد بوجه الإمام الحسين(ع) تكميلا لموقف أبيه وجده ضد أبي وجد الإمام الحسين(ع).ولم يؤمن أبدا وذلك بقوله "لعبت هاشم بالملك فلا..." فهو نتاج طبيعي للذين وقفوا ضد الرسول(ص) يوم بدر وحنين. لذلك كان إبتلاء كربلاء كان بمستوى الشخصيات لأنهم أحاطوا بأعظم نبي جاء أعظم رسالة. فترى الإمام الحسين(ع) يذكرهم بتقوى الله ويعرفهم بنفسه ويحذرهم من العذاب الأليم الذي ينتظرهم وهم ذكرون ثارات بدر وحنين حيث قتل فيهما آبائهم الكفار على يد أمير المؤمنين(ع). وكذلك فعل زهير بن القين حيث خاطبهم قالاً "إن الله إبتلانا وأياكم بذرية نبيه ليرى ما نحن وأنتم صانعون".

لذلك يتوجب علينا قراءة التاريخ بشكل صحيح كيلا تصرف أنظارنا الى أهل الكوفة ومن أرسلوا خلف الحسين.

وعلينا أن ندرك أن مصير الإسلام تحدد في يوم بدر كما ترسخ يوم الطف. فترى المؤمنين ثبتوا على إيمانهم ورسخوا دعائم الدين.

وبين سماحته أن أكثر من إبتلي هو الإمام الحسين للأسباب التالية:

  1. العطفية والوجدانية: فقد ودع إبنه وشقيقته وزوجته عائلته منشداً: "تركت الخلق طرا في هواكا"
  2. الجوع والعطش: فقد يبس لسانه وغارت عيناه وذبلت شفاه وطولب بالماء من إبنه وأخيه وإبنته وبقية من معه ولم يستطع تلبيتهم.
  3. قوتل من المسلمين كما قوتل إبيه من قبل ولم تنفع معهم النصيحة ولا التحذير من عذاب الله يوم القيامة.

وجاءت بعد ذلك زينب لتبين دور المرأة المسلمة في تثبيت دعائم الإسلام بمناجاتها الله قائلة: "إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى". حيث ثبتت على الإسلام كما ثبت من قبلها إبن عمها مسلم بن عقيل حين قتل وحيداً شريداً في الكوفة. فالمؤمن الحقيقي هو الذي يثبت على دينه إن كان معه القائد أو الإمام أو النبي أو لم يكن معه.

فهكذا إبتلاء لا يطيقه إلا معصوم وكلما زاد مقام الشخص عند الله زاد إبتلائه.

وبالإبتلاء ينجح الفرد والأمة ويسقل الإنسان.

ثم تناول الجميع الطعام تبركا بصاحب الذكرى الاليمة.

 

 

محرر الموقع : 2012 - 11 - 27