ممثل المرجعية العليا في أوروبا يفتتح مكتب (مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية) في لندن، ويقول: احساسا بمعاناة الايتام والفقراء والمساكين ، تتكفل المرجعية برعاية عدد كبير منهم من مالها الخاص
    

افتتح  ممثل المرجعية العليا في أوروبا سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري، المكتب الجديد لمؤسسة العين للرعاية الاجتماعية في لندن، والتي تحظى بدعم ومباركة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني مد ظله. وقد حضر الافتتاح مدير المكتب وأعضاء مجلس الأمناء في المملكة المتحدة وفريق العمل بالإضافة لعدد من المؤمنين والمؤمنات. 

وقد بدأ البرنامج بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بعدها ألقى سماحته كلمة قال فيها: 
"لقد أوصى الإسلام برعاية اليتيم وكفالته وهو من الأعمال الطيبة والمحبوبة إلى الله سبحانه وتعالى، التي تقدسها الشرايع السماوية وتهتم بها المجتمعات والحكومات في مختلف الأماكن والأزمان، غير أن الدين الإسلامي أولاها اكثر رعاية واهتماما وعظّم مكافئة الإحسان إليها. وقد وردت في الذكر الحكيم آيات عديدة توصي المسلمين برعايتهم. أما الاحاديث الواردة عن النبي (ص) والعترة الطاهرة (ع) فكثيرة لا يسع المجال لذكرها، وللتدليل نقول: 
ما جاء عنه (ص) (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة إذا اتقى الله عزّ وجلّ وأشار بالسبابة والوسطى) 
وقال (ص) (من عال ثلاثة من الأيتام كان كمن قام ليله، وصام نهاره، وغدا وراح شاهراً سيفه في سبيل الله، وكنت أنا وهو في الجنّة أخوين ..) 
وفي اخر وصية لمولانا علي امير المؤمنين (ع) قالها وهو على فراش الشهادة (الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم ..) 
وغير ذلك من الأحاديث الواردة التي لا مجال لذكرها في مثل هذا المقام. 

وانطلاقا من هذا التأكيد القراني والحديثي والبعد الانساني ارتأى سماحة السيد السيستاني مد ظله انشاء هذه المؤسسة عام 2006م لتشمل اليتامى والأرامل والمساكين تحت العنوان المذكور اعلاه لتكون موردا خاصا بهم وذلك لكثرة تزايد عددهم سنة بعد سنة نتيجة ظلم الظالمين وبغي الباغين واعتداء المعتدين الذي من بعض مظاهره القبور الجماعية وغيرها. وبعد الاحتلال زاد العدد نتيجة الهجمات الارهابية والتكفيرية على المساجد والحسينيات ودور العبادة وتضاعف هذا العدد في الاوانة الاخيرة للتهجير الذي افرزته اعتداءات العصابات الداعشية مما وصل عددهم الى الالاف، فرأى مقام المرجعية العليا ان يكون لهؤلاء مورد من تبرعات المحسنين وخيرهم العام والصدقات والمبرات والكفارات ورد المظالم وغيرها، وزاد المورد تضاعفا حينما اعتبر سماحة السيد مد ظله وضع الصدقة في صندوق المؤسسة عبارة عن وصولها الى يد الفقير، ونالت هذه المبادرة اعجاب المؤمنين في كل مكان مما كثر وارد الصناديق، وتضاعف ثانية عندما علم المؤمنون بأن سماحته مد ظله قد تكفل بنفسه شهريا مجموعة من الايتام من أمواله الخاصة التي تصله من الهدايا، وكلما زادت الهدايا لسماحته كان نصيب الفقراء والايتام والمحتاجين منها اكثر بحيث لا يبقى عنده من المال ما تمضي عليه الايام، وبمحضري سمعته يخاطب نجله الاكبر العلامة السيد محمد رضا حفظه الله: اصرف هذه المبالغ الخاصة بي واوصلها الى المهجرين والمحتاجين والأيتام. 

فلهذا وغيره نهيب بالمؤمنين الكرام مساعدة هذه الشريحة من الناس الذين جار عليهم الدهر نتيجة ما ذكرنا، وفي حدود اطلاعي بان للمؤسسة فروع في مختلف مناطق أوربا كألمانيا وهولندا والسويد والدنمارك والنرويج عدا فروعها الكثيرة في العراق، وقد كان بداية عمل هذه المؤسسة في المملكة المتحدة بالتعاون مع مؤسسة الامام علي (ع) في لندن حيث خصصنا لهم المكان لجمع التبرعات وتصريف الاعمال، ولكن لكثرة المراجعات والتبرعات العينية اقتضت الحاجة لفتح هذا المكتب. 

ومن صميم قلوبنا نبارك لهم هذه الخطوة الميمونة ونشد على أيديهم بان يكونوا عند حسن ظن المؤمنين والمؤمنات لاسيما وأنها موضوع ثقة المرجعية ومعتمدها العلامة الشيخ امجد رياض حفظه الله، المشرف العام على عمل المؤسسة." 

ومن جهته أعرب مدير مكتب مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية في لندن عن تقديره لتفضل سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري بافتتاح المكتب ولرعايته واهتمامه بعمل المؤسسة سواءً في المملكة المتحدة أو في غيرها من البلاد الأوروبية التي تحظى بزيارات سماحته. كما أشاد بالجهود المبذولة من قبل الإخوة في مؤسسة الإمام علي (ع) في دعم عمل مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية على مدى فترة نشاطها في المملكة المتحدة، راجيا أن يكون افتتاح هذا المكتب خطوة نحو مزيد من التعاون والتكامل في خدمة اليتامى والنازحين. هذا: 

((وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ))

 

 

محرر الموقع : 2015 - 03 - 24