بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
مركز الامام الرضا (ع) في مدينة ليفربول برنامج أحياء ليلة ١٨من رمضان ١٤٣٩ هـ وذلك الساعة السابعة والنصف ٣٠ :٧ مساء
تضمن البرنامج التالي :
*تلاوة عطرة من آيات القران الكريم تلاها الاستاذ عبد الحسن السعيدي
*دعاء الافتتاح بصوت الدكتور عبد الهادي الدهنين
*محاضرة دينية ارتقئ المنبر الخطيب سماحة الشيخ ناظم الوائلي اعزه الله معتمد مركز الامام علي (ع) في لندن اعزه الله معتمد مركز الامام علي (ع) في لندن
روى ابو ذر الغفارى ان رسول اللّه(ص) قال: (مثل اهل بيتى فيكم كمثل سفينه نوح، من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)
استهل الشيخ ناظم الوائلي اعزه الله الكلام قائلا ؛ بما ان هذا المركز هوه مركز وحسينة الامام الرضا (ع) سيكون عنوان محاضرة اليلة العطاء العلمي لمدرسة أهل البيت (ع) في زمان الامام الرضا (ع)
أشار سماحة الخطيب الوائلي ان موضوع البحث سيكون موجز ودقيق وذلك وفق ما يسمح به الوقت المحدد للمحاضرة في البرنامج . ثم تحدث سماحة الخطيب الوائلي ان البحث سيقسم مراحل العطاء العلمي لمدرسة أهل البيت سلام الله عليهم وخاصة في كان الامام الرضا(ع) قد مر هذا العطاء و تبرز فيه ثلاث مراحل ؛
- المرحلة الاولئ للعطاء العلمي لمدرسة اهل البيت (ع) : تمتد هذه المرحلة من بعد وفاة الرسول (ص) في زمان أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) حيث صدر عن الامام كلام لم يفهمه الصحابة المعاصرون وتحدث الامام في علوم شتئ منها علئ سبيل المثال ؛
٠اسرار الخلق
٠خلق السموات والأرض
٠عالم الحيوان
٠التوحيد
٠الفلسفة
وغيره من العلوم والمواضيع التي لا مجال للبحث بها . البحث في الكلام الصادر عن الامام علي (ع) سوف يحتاج الئ عشرات السنين وربما اكثر. نلفت الانتباه ان بعض المتأخرين شكك بصدور هذا الكلام عن الامام في ذلك الزمان . وهذا دليل إثبات للذين يقايسون الامام ببقية الصحابه . كان في الصحابه من لايعرف ميراث الجد والجده او تفسير آيات قرآنية واضحة فلو كان الامام كبقيتهم ما صدر عنه هذا الكلام وفنون العلوم التي كان يتحدث عنها الا انه مدينة باب علم الرسول محمد (ص)
- المرحلة الثانية في العطاء العلمي للمدرسة أهل البيت عليهم السلام ؛
بلغت هذه المرحلة ذروتها في زمان الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام ، في هذه المرحلة توضحت معالم مدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم الممتدة من زمان أمير المؤمنين الئ زمانهما . علئ سبيل المثال مسائل الحج لم تكن واضحة في زمان الأئمة عليهم السلام قبل الإمامين الباقر والصادق وكذلك كثرة الطلبة الذين كانوا يدسون العلوم في زمان الامام الصادق (ع)
-المرحلة الثالثة للعطاء العلمي لمدرسة أهل البيت (ع) ؛ كان في زمان الامام الرضا (ع) حيث ان مدرسة أهل البيت سلام الله عليهم بلغت ذروة العطاء كما سيوضح من خلال البحث . كان العطاء العلمي في زمان الامام الرضا عليه السلام كبير وواسع كما ونوعا . ،
بلغ عددالفقهاء والعلماء الذين يدسون اكثر من ٣٧٠ من كبار علماء وفقهاء زمان الامام . منهم بما يسمح به مجال البحث ممن كان له من العلم والفضل يونس بن عبد الرحمن(رض) كان في زمانه كسلمان الفارسي (المحمدي ) (رض) ولابأس بذكر قصة اسلام سلمان اعتنق ودرس الأديان ؛ المجوسية ، والنصرانية ، واليهودية غير انه رضوان الله عليها وحدها لا تجيب الفطرة والتساؤلات حتئ مقدمة الئ مكة المكرمة واسلامه وله من الفضل والمنزلة ان قال فيه أئمة أهل البيت (ع) سلمان منا أهل البيت وكان لقبه المحمدي . كان يونس صاحب قلم وكتب الكثير الا ان ماوصل لنا عشرون كتبا ، منها علئ مايبدوء بأنها رسالة عملية والتي عرضت علئ الامام العسكري (ع) قال ان كل مافيها صحيح .
- ظروف تصدي الامام للفتوئ وهو في العشرينات من عمره الشريف مايقارب ٣٣ عام حيث ظروف سجن الأمام الكاظم (ع)دعت الامام الئ الجلوس للفتوئ في المسجد النبوي الشريف علما ان الامام عاش معظم عمره في المدينة الا ثلاث سنوات في مروء حيث استدعاه المأمون العباسي .
-وصول ثروه علمية ضخمة من حقبة الامام الرضا (ع) حتئ ان كتاب عيون اخبار الرضا (ع) التي جمعها الشيخ الصدوق (رحمه الله ) في مجلدين تمثل فقط المختار من قبل الصدوق من تلك الحقبه.
عزيز الله الغاظري والذي صنف مسانيد لأحاديث كل أئمة أهل البيت (ع) كان مسند الامام الرضا (ع) وحده في ثمان مجلدات .
-كان الامام الرضا (ع) يدرس في العلوم المتنوعه ليس فقط في مجال الفقه والتفسير والعقائد والاصول . كان الامام يدرس العلوم التي لا علاقة لها بالدِّين في الطب والكيمياء ووصل إلينا رسالة طب الامام الرضا(ع) وهيه في الحقيقة رساله متخصصه في مجالها
- الندوات والمجالس التي كان الامام الرضا (ع) يستعدعئ لها من قبل المأمون العباسي والذي كان مهتم بهذه المجالس ونلفت الانتباه ان هذا لا يثبت صلاح المأمون العباسي فالصلاح شي والاهتمام بشي شي اخر . لا مجال للبحث فيها
كان المأمون العباسي يستدعي الامام الرضا (ع) لهذه المجالس لإحراج الامام بالمناظره مع مفكرين وعلماء واصحاب الآديان وغيرها من العلوم لكن الامام كان يبهر المناظرين حتئ كانت تلك المناظرات سبب لدخول البعض منهم الاسلام وخاصة في قصة عمران الصابئي (روي القصة )
والجدير بالذكرئ ان ولاية العهد للأمام الرضا (ع) ( في رويات تصادف في اول رمضان ) كانت خدعه من المأمون العباسي لاظفاء طابع الشرعية علئ الخلافة . كان قبول هذا المنصب من قبل الامام فرصة لنشر علوم مدرسة أهل البيت بحرية تامة . كان أمير المؤمنين عليه السلام يسب ولايذكر الابسوء في مجالس الخلفاء للفتره من عام ٤٠هـ لغاية خلافة المأمون . وفِي زمان المأمون والامام الرضا ولي العهد الاسمي للخلافة كان الشعراء حين يمتدحون المأمون يمتدحون أئمة أهل البيت (ع) .ما نقل عن أبي نواس أنّه كان ينشد الشعر في كلّ جليل وطفيف ولم يمدح الإمام، ولما عوتب على ذلك من قبل بعض أصحابه حيث قال له: ما رأيت اوقح منك، ما تركت خمراً ولا طرداً ولا معنى إلاّ قلت فيه شيئاً، وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئاً، فقال أبو نواس: والله ما تركت ذلك إلاّ اعظاماً له، وليس قدر مثلي أن يقول في مثله، ثمّ أنشد بعد ساعة هذه الأبيات؛
قيل لي أنت أحسن الناس طراً *** في فنون من الكلام النبيه
لك من جَيِّد القريض مديحٌ *** يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلامَ تركت مدح ابن موسى *** والخصال التي تجمّعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمامٍ *** كان جبريلُ خادماً لأبيه
علما ان الامام قبل ولاية العهد بشرط ان لايكون له فيها ما يصطلح عليه اليوم دور تنفيذي اَي لا يتخذ اَي قرار وكان مجرد منصب تشريفي
رأى المأمون تجاوب الناس مع الإمام، وكيف كان توجّههم إليه عميقاً، أحسّ بالمرارة تغلي في أحشائه،
عن أبي الصلت الهروي قال؛ فلما أصبحنا من الغد لبس (ع) ثيابه وجلس في محرابه ينتظر، فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلام المأمون فقال له: أجب الأمير.
فلبس (ع) نعله ورداءه وقام يمشي وأنا أتبعه حتى دخل على المأمون وبين يديه طبق عنب، وأطباق فاكهة بين يديه وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه وبقي بعضه.
فلما بصر المأمون بالرضا (ع) وثب إليه وعانقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه معه ثم ناوله العنقود، وقال: يا ابن رسول الله هل رأيت عنباً أحسن من هذا؟
فقال الرضا: «ربما كان عنباً حسناً يكون من الجنة».
فقال له: كل منه.
فقال له الرضا (ع) : «أو تعفيني منه؟».
فقال: لابد من ذلك، ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء؟ فتناول العنقود فأكل منه ثم ناوله..
فأكل منه الرضا (ع) ثلاث حبات ثم رمى به وقام.
فقال له المأمون: إلى أين؟
قال: «إلى حيث وجهتني».
وخرج (ع) مغطى الرأس، فلم أكلمه حتى دخل الدار، ثم أمر أن يغلق الباب، فغلق ثم نام على فراشه..
فمكثت واقفاً في صحن الدار مهموماً محزوناً، فبينما أنا كذلك إذ دخل عليّ شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (ع) ، فبادرت إليه فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟
فقال: «الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار والباب مغلق».
فقلت له: ومن أنت؟
فقال لي: «أنا حجة الله عليك، يا أبا الصلت أنا محمد بن علي».
ثم مضى نحو أبيه (ع) فدخل، وأمرني بالدخول معه، فلما نظر إليه الرضا (ع) وثب إليه وعانقه، وضمه إلى صدره، وقبّل ما بين عينيه، ثم سحبه سحباً إلى فراشه، وأكبّ عليه محمد بن علي (ع) يقبّله
فقال أبو جعفر (ع) : «قم يا أبا الصلت فائتني بالمغتسل والماء من الخزانة».
وغسل الامام وصلئ عليه الامام الجواد (ع)
قال ابو فراس:
ليس الرشيد كموسى في القيــاس ولا مـأمــونكم كالـــرضا أن أنصف الحكــم
باءوا بقتل الـــــرضا من بعـــد بيعتــه وأبصـــروا بعـض يـوم رشدهـم فـعموا
والدعبل ؛
وقبر بطوس يا لها من مصيبة ألحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر
حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكرب
ثم عرج الشيخ الوائلي بالحاضرين الئ ارض ألطف حيث الامام سيد الشهداء ترك ثلاث غير مغسل ولا مكفن ولا مدفون
أُمْرُرْ عَلَىْ جَدَثِ الحُسَيْنِ وُقُلْ لِأَعْظُمِهِ الزَّكِيَّةْ...يَا أَعْظُمَاً لَا زِلْتِ مِنْ وَطْفَاءَ سَاكِبَةً رَوِيَّةْ
مَا لَذَّ عَيْشٌ بَعْدَ رَضِّكِ بِالجِيَادِ الأَعْوَجِيَّةْ...قَبـــــرٌ تَضِمّــــــنَ طيّبّـــاً آبـــاؤُهُ خَيـرُ البرِيّه
آباؤُهُ أهـــل الرياســـةِ والخِلافَــــــةِ وَالوصُيّه...وَالخَيرِ والشِّيــــمِ المهذَّبـــةِ المَطيّبةِ الرّضيّه
وختم الشيخ الوائلي المحاضرة بالدعاء ولفت انتباه المؤمنين علئ ان محاضرات اليالي القادمة تتمحور حول حياة الامام علي (ع) حيث ايّام استذكار شهادتة عليه السلا
*ختم البرنامج بدعاء الفرج الشريف
مركز الامام الامام الرضا (ع) في مدينةليفربول